فرنسا: ساحة الشهداء NUMBER 2.. فهل سيتأثر الدعم الفرنسي للبنان بعد موجة الاحتجاجات الباريسية؟

خاص ON | ميسا جبولي | Thursday, March 23, 2023 2:40:00 PM

ميسا جبولي

تتواصل الاحتجاجات في الشوارع الفرنسية، غضب، تكسير، شغب، واعتقالات تعم معظم المدن.

هذه المشاهد ليست جديدة، فمنذ العام 2020 شهدت مدينة "الحب" (باريس) اشتباكات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين خلال احتجاجات للعاملين في المجال الطبي، كذلك في العام 2022، شارك أكثر من 30 ألف شخص في تظاهرات للمطالبة برفع الأجور.
وتكررت مشاهد العنف واعتقال العشرات في مظاهرات ضد قانون التقاعد، اذ تتحضر النقابات الفرنسية اليوم لإضراب عام وتظاهرات في يوم أطلق عليه تسمية "الخميس الأسود".


فبعد أن كانت فرنسا تعتبر "الأم الحنون" للبنان، وتقوم بمبادرات تساعد فيها اللبنانيين، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت يبدو انها الآن في مأزق، فهل ستؤثر الفوضى في فرنسا على دعم لبنان في أزماته الحالية؟


في هذا السياق، اعتبر المتخصص بالشؤون الفرنسية والأوروبية تمام نور الدين في حديث خاص لموقع "LebanonOn" أن "تظاهرات فرنسا لن تؤثر على الدعم الفرنسي للبنان، فالإدارة التي تعمل على الملف الدولي لا علاقة لها بالملف الداخلي لا من قريب ولا من بعيد". وأضاف: "هناك إدارة مختصة تعنى بالشأن اللبناني، فمهما حصل في الداخل الفرنسي لن يتأثر الملف اللبناني بذلك".
وقال نور الدين: "من يتظاهرون لن يقوموا بذلك ضد سياسة ماكرون في الخارج انما يقومون بالتظاهر ضد أمور محلية كقانون التقاعد وغيره. وفي القانون الفرنسي الرئيس يملك "carte blanche" فلن يسأل عما قام به لا في لبنان ولا في خارجه".
وأكد نور الدين ان المستشارين الذين يعملون في الشأن الخارجي معنيون فقط بالشأن اللبناني وليس هم من يعنى بالشأن الداخلي لفرنسا.


وللتذكير، فالفرنسيين الذين تظاهروا ضد فرض الضرائب في العام 2019، وذلك بعد الثورة اللبنانية، تبنوا شعار ثورة لبنان، "كلن يعني كلن"، اذ اعتبر البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن لبنان أصبح مصدّرا للأزمات، وكانت فرنسا أول المتأثرين، فهل انتقلت شعارات اللبنانيين في التظاهرات اللبنانية الى فرنسا؟
يرد نور الدين على هذه التعليقات ويقول: "اللبنانيون يمكنهم قول كل شيء الا ذلك، فالفرنسيون شعب حي، فمجرد أن يصدر قانون لا يرضى فيه الشعب الفرنسي، يتحرك الشارع من دون دعوات ويحصل على ما يطالب به. وهذا ما حصل في العام 2019 بعد أن تراجع ماكرون عن قرار فرض الضرائب ونال المتظاهرون مطالبهم".
وتابع: "أما في لبنان معظم الشعب بلا كرامة، فالمسؤولون اللبنانيون فجروهم، وقتلوهم، ونهبوا أموالهم، ولا يزالون اليوم في منازلهم، فخروجهم ليوم واحد الى الشارع لا يكفي".


وعن جديد الملف الرئاسي، كشف نور الدين عن أن "هناك خلاف كبير جدا بين فرنسا والسعودية بسبب الرؤية السياسية للبنان وكيفية حل الأزمة".
وأضاف: "السعودية تطالب بـ"PACKAGE" كامل، فهي تدرك ان النظام في لبنان برلماني والاتيان برئيس نظيف الكف، كما تطالب بحكومة مكتملة الاوصاف من دون الوصول الى مرحلة التعطيل لأنها تدرك جيدا ان اللبنانيين أصبحوا ملوك التعطيل وتقسيم الوزارات على حساب مصالح خاصة فيما فرنسا همها الاول انتخاب رئيس للبنان".
وأشار نور الدين إلى أن فرنسا والسعودية لا تزالان متفقتان على الملف المالي وكيفية مساعدة اللبنانيين المحتاجين مباشرة عبر الصندوق الذي أنشأه ماكرون وبن سلمان.
وعن التقارب الايراني السعودي، قال إن هذا التقارب يعطل الحوار الفرنسي مع السعودية ويلغي دورها بعد أن قامت بتقريب الجهتين.
وأكد نور الدين أن الوزير السابق سليمان فلانجية ليس مرشح فرنسا، فهي لم ولن تدخل في الأسماء انما في المواصفات.


وفي وقت ينتظر فيه اللبنانيون الخارج للاتيان برئيس، يبدو أن الخارج غير مبالي، فالليرة اللبنانية في قعر الانهيار، واللبنانيون أكثر الشعوب تعاسة، علّ أن يأتي رئيس "صنع في لبنان" لا تهزه الأزمات الفرنسية، ولا الاتفاقات الدولية.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا