إيران في سوريا: إعادة التموضع لا تعني الانسحاب .. المنافسة مع نفوذ روسيا باتت محمومة

خاص ON | عزت ابو علي | Saturday, April 27, 2024 9:24:00 AM

عزت ابو علي – LebanonOn

تُشكِّل سوريا بالنسبة لإيران مدى حيوي استراتيجي، فكيف لطهران أن تتخلَّى عنها بسهولة على ما تُسوِّق له بعض الوسائل الإعلامية.
يؤكد مصدر مطلع على هذا الملف في حديث لـ LebanonOn أنَّ الاعتداءات الإسرائيلية على المستشارين العسكريين الإيرانيين وحلفائهم في سوريا، خاصة الضربات الأخيرة دفعت الإيرانيين لإعادة تموضع في الداخل السوري، على عكس الأقاويل التي تتحدَّث عن انسحابهم.
ويشير المصدر إلى أن الإيرانيين أجروا تغييرات تتعلَّق بمقار إقامة ضباط فيلق القدس، وتعزيز سرية حركتهم، خاصة في مناطق الجنوب السوري والعاصمة دمشق، وانتقالهم من هناك إلى المناطق الشمالية الشرقية من الجغرافيا السورية.
وتعود اسباب ذلك إلى شكوك إيرانية بناءً على نتائج تموضع القيادات سابقاً لناحية سهولة استهدافهم من قبل العدو الإسرائيلي، إلى خروقات أمنية أدَّت الى انكشاف المستهدفين لأعين العدو، وتتصل الإجراءات الإيرانية التي لم تخرج عن إعادة التموضع فقط، بخفض كثافة حضور الضباط والخبراء في أماكن وثكنات عسكرية مكشوفة، إلى إعادة تفعيل العمل السري الذي كان عنوان الحضور الإيراني في سوريا في أيامه الأولى قبل حوالي العشرة أعوام، لأن إيران لا يمكنها ترك الساحة السورية التي تُعَدُّ حلقة الربط الرئيسية بين طهران وبغداد مروراً بالممر الاستراتيجي عند معبر القائم - البوكمال، وصولاً إلى البحر المتوسط والحدود الفاصلة بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
الساحة السورية لا تُعَدُّ ملعباً ينفرد فيه اللاعب الإيراني، إنَّما تشهد تنافساً محموماً بين طهران وموسكو.
وإِن كان هذا التنافس لم يخرج إلى العلن في السابق إلَّا أنه بات حديث الشارع، حيث عَلِمَ موقع LebanonOn من مصادر مطلعة أن التزاحم الروسي – الإيراني على النفوذ يشهد ارتفاعاً ملحوظاً وسط مساعي روسيا للإشراف بشكل مباشر على التغييرات في النظامين الأمني والعسكري لدمشق، في سعيها لإبعاد إيران أو على أقل تقدير تحجيمها بما يتعلَّق بالتحكم بالقرارات الأمنية.
ولم يَعد هذا التنافس خافياً في ظل التغييرات في البنية العسكرية، خاصة القوة الضاربة للجيش السوري أي القوات الخاصة، الذي وصل لسدة قيادتها أحد أقوى ضباط سوريا وأشرسهم والرجل المقرب من روسيا والذي انضم يوماً ما إلى اجتماع ترأسه سيد الكرملين فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم، اللواء سهيل الحسن، الذي عيَّنه الرئيس السوري بشار الأسد نظام الأسد قائداً للقوات الخاصة في جيشه، خلفاً للعميد مضر محمد حيدر، المقرّب من إيران، وهو ما يدل على رغبة روسية بإخضاع القوات الخاصة التي تعتبر العامود الفقري للجيش السوري لنفوذها بشكل مباشر.
الهدف الذي سجلته روسيا في مرمى إيران جعل القوتين في مرحلة التعادل، القوات الخاصة بإشراف روسي، فيما بقيت الفرقة الرابعة تحت المظلة الإيرانية وهي قوة عسكرية يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس.
لكن اللاعب الروسي على ما يبدو أبى إلَّا أن يتقدم بهدف لصالحه حين نجح بفرض تعيين اللواء صالح عبد الله، العسكري الموالي لروسيا، على رأس الفرقة 25 المدعومة بشكل مباشر من موسكو.
لم يمر الأمر بسلالسة، بل، شنَّت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لما تُعرف بـ "وحدات الدفاع الوطني" الموالية لإيران والتي أسهمت طهران بتأسيسها في بداية الأزمة السورية، هجمات على قادة تحت مظلة اللواء سهيل الحسن، واتهمت صفحات الدفاع الوطني ضباط الحسن بفرض الإتاوات على المارين عبر حواجزهم، والإثراء غير المشروع عن طريق السرقات وما إلى ذلك بحسب الادعاءات.
في المحصّلة، فإن روسيا ومنذ أن وطأت أقدامها الجغرافيا السورية وضعت نُصب أعينها التفرّد بهذه الساحة، وهي إن كانت سابقاً تعمل وفق أجندة محددة تهدف لفرط عقد إيران وحلفائها خِفية، فإنَّها على ما يبدو باتت تتقصد ذلك علانية للقول للجميع بإنَّها اللاعب الرئيسي في الساحة السورية وأية تسويات محتملة على صعيد الشرق الأوسط برمته، لن تمرّ دون مهرها بخاتم الكرملين.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا