ربما لم يع أحد من ساسة هذا البلد يوماً معنى "العجز"، ولم يتمظهر بأي شكل كما ظهر جليّاً في خضمّ أسوأ أزمة في تاريخ لبنان، فاقت الوصف حتى أوصلت بيك المختارة وليد جنبلاط لحال أقرب الى إعلان وفاة الدولة اللبنانية. كيف لا وقد بات أبسط المراد اليوم حياة بأبسط مقومات العيش ونفض السلاح. "خائف من إختفاء لبنان"، هكذا عبّر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي عن مخاوفه ما في مقابلة مع صحيفة L’orient Le Jour، نشرت اليوم.

وفي السياق يوضح مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي صالح حديفة في حديث لموقع LebanonOn، تخوّف جبنلاط بالقول: "يتخوف وليد جنبلاط حاله حال أيّ مواطن لبناني، من الأزمات والتعقيدات التي تتخبط فيها البلاد والإنهيارات المتتالية دون وجود أي حلّ أو علاج لأي منها حتّى الساعة، لا بل على العكس، مزيد من العرقلة، لمن يسعى ومن يحاول العمل على حلحلتها.

وقال: "وعندما نرى الوضع المعيشي منهاراً، والقطاعات كافّة في أزمة من تعليم وإستشفاء، وأرقام الهجرة في إزدياد، والواقع السياسي مشلول، متمثل في علاقاتنا بالدول العربية، وهذا الإضمحلال التدريجي في هبية الدولة في الكثير من المواقع فمن الطبيعي أن تكون لدى وليد جنبلاط خشية على إختفاء لبنان".

ويضيف حديفة: "يتحدّث وليد جنبلاط بلغة المواطنين، وأعتقد أن كل مواطن لبناني تعب من الجبهات وتعب من التناحر وجلّ ما يريده هو العيش بكرامة، متمتعاً بحقوقه، وأن يكون قادراً على تأمين الحدّ الأدنى من متطلبات الحياة.

ورأى حديفة أن البلد لا يحتمل أصلاً مزيداً من الجبهات، فقد اصبح مدججاً بالجبهات من كل حدب وصوب، لذلك "تعبنا من الجبهات وحان وقت العيش بكرامة".

وتحدث حديفة عن نيّة بالتقارب الإنتخابيّ مع حزب القوات اللبنانيّة وتيار المستقبل كما كان قد كشف جنبلاط، لافتاً الى أن الأخير إتخذ الموقع الوسطي، لقناعته أن البلاد لا تحتمل مزيداً من الجبهات، فالتحالف الإنتخابي شيء وأن يكون هناك جبهة سياسية ذات عناوين سياسية شي آخر.

وتابع:"وفي الوقت الراهن لا نرى مقومات نشوء جبهة جديدة، ولا نريد إضافة المزيد من التعقيدات الى المشهد اللبناني، وهذا ما كان يريد جنبلاط أن يوضحه فالتلاقي في الإنتخابات شيء والتلاقي تحت عناوين سياسية او غير سياسية شيء آخر وقد نتلاقى مع الكثير من الاطراف ونختلف معهم في آن وهذا أمر طبيعي لدينا، ولا شيء جديد في الموضوع".

وفي سياق متصل اكّد حديفة أن الحزب التقدمي الإشتراكي يقارب موضوع الإنتخابات النيابية بنوع من البرود، لسبب يتعلق بمزاج الناس، الذي إعتبر "أنه في مكان آخر"، وأن أولويات الناس في مكان آخر، فالهمّ المعيشي يأخد الحيّز الأكبر تفكير الناس من تأمين الخبز الذي ترتفع أسعاره يوماً بعد يوم، الى تأمين التدفئة على أبواب الشتاء.

وشدد حديفة على أن "الإنتخابات ليست من ضمن أولويات الناس، ونحن من الأحزاب القليلة التي تلتفت لهموم الناس ولهذا السبب بالدرجة الأولى، ولهذا السبب نقارب موضوع الإنتخابات بهذا البرود.

وعلى خطّ إجراء الإنتخابات من عدمها قال حديفة: "نحن بإنتظار تثبيت الإنتخابات و لننتظر أولاً ما سيحصل بموضوع الطعن، فنحن مع إجراء الإنتخابات ونصر على إجرائها ونحن مع أن تلتزم الدولة والحكومة بالمواعيد القانونية التي وضعت وفق التعديل الأخير".

ولفت حديفة الى أنه "يتبادر الينا، تبعاً لحركة الفرقاء السياسيين بأن نوعاً من أنواع عدم الثقة بإجراء الإنتخابات، ونحن مع إجراءها ومستعدون لإجرائها و"ما يعتلو همّ حركنا المكنة او ما حركناها"، داعياً الفرقاء لتخفيف تعطيل البلاد وعرقلة هذه الحكومة، ونحن جاهزون للإستحقاق النيابي.

وعن الكلام عن تحالف مع التيار الوطني الحرّ في الإنتخابات قال: "لا تحالف قد حكي به ولم يتمّ"، كل هذا الأحاديث "حكي جرايد" واصفاً إياها بالـ"تمنيات" لدى مروّجي هذا الكلام.

وشدد حديفة على أنه "هناك زجٌ للبنان في أمور لا يحتملها، إن على المستوى الإقليمي وعلى خطّ ما ينتج عنها على المستوى الإقتصادي وأحدها الأزمة مع الخليج.

وتابع: "كلنا نصبر، وصبرنا وتحملنا، وتحملت البلاد نتيجة هذه السياسات والتشعبات التي يقوم بها حزب الله خارج الحدود."

وجدد حديفة التأكيد على أن جنبلاط يتحدث بلسان المواطن وآن الأوان أن نعيش بكرامة.

على خطّ آخر لفت حديفة الى أن "وليد جنبلاط ليس محسوباً على أحد ولم يكن في يوم من الايام، "تحصيل حاصل" عند أحد، فلوليد جنبلاط حيثيته وقامته وحضوره وشعبه وإنتمائاته العربية المتجذّرة تاريخياً في هذا الشرق وفي لبنان .

واضاف: "هذا هو وليد جنبلاط من يريد التعاطي معه على مواقفه فأهلاً به ونحنا "مش بجيبة حدا".

وختم: "لا توتر مع الرئيس بري ونحن على تواصل دائم ومن يراهن على أيّ توترفي العلاقة بيننا وبين الرئيس بري "بدو ينطر دهور".