الموت يداهمهم و"تيليتون سطوح بيروت" فرصة نجاتهم الأخيرة.. داليا داغر: ساعدونا.. فبالتضامن قوة!

خاص ON | مارون يمّين | Saturday, December 18, 2021 2:55:00 AM

شاءت أن لا تترك فترة الأعياد المجيدة أن تمرّ من دون رسم البسمة والأمل على وجوه أطفال وشباب، ضاقت بهم الدنيا في ظل ظروف قاسية يمرّ بها لبنان في أحرج فترة من تاريخه الحديث. دقّوا باب "سطوح بيروت"، فتحت لهم داليا داغر وفريق عملها، فكان الموعد المنشود يوم 23 كانون الأول لـ"تيليتون سطوح بيروت"، لعامه التاسع على التوالي.

من قال أنّ لا قوّة في التضامن؟ من قال أنّ لا قوّة في التكافل والإصرار والإيمان؟ من قال أنّ لا قوّة في فلس الأرملة الفقيرة؟

شخصيا، كان لي الفرصة أن أتابع مؤسِّسة، ورئيسة جمعية "سطوح بيروت"، الإعلامية داليا داغر عن قرب، وأن أتابع جهودها، وجهود فريق عملها في المساعدة لإنقاذ حياة العديد من المواطنين اللبنانيين على مختلف إنتماءاتهم الإجتماعية، والدينية، والطائفية، والسياسية طيلة عام 2021. إنّه تماما ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض.

تتحمّل اليوم الجمعية وزر ما أنتجته الأزمة الإقتصادية غير المسبوقة، التي أرخت بظلالها على كاهل عموم اللبنانيين في ظلّ غياب شبه تام لمؤسّسات الدولة التي ترزح هي الأخرى تحت وطأة الفساد والإفلاس. تحاول داغر أن تساعد العشرات، لا بل المئات من الذين يطرقون بابها. من حصص غذائية، إلى أدوية، إلى ترميم منازل، فتأمين علاجات لمرضى السرطان، وأمراض مستعصية أخرى، وصولا الى المهمّة الأصعب وهي زراعة قلب للشاب أنطوني نجار صاحب الـ22 عاما، والذي سيكون له حصة وازنة من تيليتون 2021-2022.

هكذا تحوّل هدف "تيليتون سطوح بيروت" بفعل الأزمة الخانقة، من محاولة تحسين حياة المواطنين، إلى إنقاذهم من الموت ومساعدتهم في الإستمرار بالعيش. يحز على قلب داليا داغر كما تخبر موقع LebanonOn في حديث خاص، أن يهتمّ "التيليون" بأبسط حقوق المواطنين لا سيّما على المستوى الصحي، بدل أن يكون مساحة لتمويل مشاريع بحثية من أجل مكافحة الأمراض، أو لإنشاء مراكز لتسليط الضوء على تراثنا الأدبي والمعماري والحرفي، أو لبناء دار أوبرا...

وتؤكّد داغر أنّ "التحدي الذي نواجهه هذا العام في التيليتون أصعب بكثير مما كان عليه في السنوات الأخرى، بسبب الأزمات الإقتصادية، وتغطية التكاليف التي لم تعد تتعلق بتحسين نوعية الحياة، بل في إنقاذ الأرواح". وتشرح: "أغلب العمليات الجراحية تحصل اليوم بالدولار الأميركي، وهذا يرتّب أعباءا كبيرة على المرضى، وعلى عائلاتهم. أضف إلى ذلك، الطلب الكبير على فرق الضمان، وفرق العمليات الجراحية الطارئة التي من شأنها أن تنقذ حياة المرضى؛ من هنا جاء التيليتون ليهتم بهذه الحالات بالدرجة الأولى".

وتضيف داغر: "التحدي كبير جدا، وطرحنا الصوت بشكل كبير لكل شخص قادر على مساعدتنا، سواء كان من المقيمين، أو من المنتشرين، أو من أصدقاء لبنان حوال العالم"، مؤكّدة في هذا الإطار أنّ "الإنتشار اللبناني هو الداعم الكبير لنا، وسيكون له تحية كبيرة في التيليتون".

ولا تترك داغر أي فرصة لتوجه نداء المساعدة، حتى في خلال إتصالنا بها: "ساعدونا، لكي نساعد الحالات المرضية التي وضعت وعائلاتها كل آمالها فينا".

وتتابع: "الظرف فعلا صعب، وهناك فعلا أشخاص يخبئون قرشهم الأبيض ليومهم الأسود. لكن هناك أيضا، الأشخاص الذين لديهم القدرة على المساعدة، أصبحوا يساعدون بطريقة موسعة أكثر، وللأمانة، ولا مرة طرحنا الصوت ولم يتم تلبية ندائنا. وأؤكد أن هناك أشخاص يقسّمون يومياتهم معنا، لأنّهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين تجاه الحالات المحتاجة في ظلّ كلّ هذه الأزمات، وتحديدا في خلال فترة الأعياد، ما يزرع فيهم فرح العطاء، ويشعرهم بالمعنى الحقيقي للعيد".

داليا داغر المتفائلة دائما، تقول: "العمل هذا العام أكبر، والجهد أكبر، ولديّ أمل كبير في الوصول الى الرقم الذي حدّدناه وقدره 550 ألف دولار أميركي".

وتشدّد على أنّ "الشفافية هي أساس الجمعية التي أنشأناها. فنحن نعقد مؤتمرا صحافيا بشكل دوري، نبرز من خلاله كل إنجازات الجمعية، بالإضافة الى شهادات حياة الأشخاص الذين تمّت مساعدتهم، ويمكن لأي شخص أن يزور الموقع الإلكتروني للجمعية ويطّلع على التقارير التي ننشرها. كلّ هذه الخطوات، شكّلت جسرا من الشفافية بيننا وبين الناس والمتبرعين على حدّ سواء، وهذا جعل التكاتف حول الجمعية دائما حاضرا".

وتضيف: "أثبتت لنا شفافيتنا في التعاطي، وثقة المتبرعين بنا، طيلة الأربعة أشهر الاخيرة، أنّنا قادرون على تلبية حاجة المواطنين مهما بلغت شدّتها. وهنا لا بدّ أن أشير، إلى أنّني دائما ما أسلّط الضوء في برنامجي "ضروري نحكي"، على حالات من خارج الحالات التي يهتم فيها التليتون بهدف تأمين أكبر قدر ممكن من العلاجات لحالات مرضية مستعصية. وهكذا تمكّنا عبر هذه السنوات أن نحقق للجمعية مصداقية عالية، وتفاعلا كبيرا من الناس".

وعن غياب دور الدولة والمؤسسات المعنية، وعن التعاطي الرسمي مع جمعية "سطوح بيروت"، تقول داليا: "لدينا تعاون دائم مع الوزارات المعنية، ونحن من الأشخاص الذين نجدّد تعارفنا مع أي وزير جديد، ونعرّفه على فريق عملنا وبرنامجنا. وعبر السنوات، كان لدينا تعاون مع وزارة الشؤون والسياحة والصحة والزراعة بأكثر من عمل، وهذا خلق نوعا من التعاون المستدام ودائما كان ناجحا".

وتتابع: "نحن نؤمن بالمؤسسات، ويجب أن تكون الدولة موجودة لأننا بحاجة إلى إجراء معاملات قانونية لإتمام مهامنا"، لافتة إلى أنّ "هذا التعاون أنتج حملات، وتسويق للبنان، وشراكة في الكثير من الأحيان؛ ولو حتى كان الدعم المادي من الوزارات معدوم، لكن يمكنها ان تدعمنا لوجستيا، وعلى مستوى فريق العمل، والخبرات".

وكان لا بدّ أن نسأل داغر في سياق حديثنا معها، عمّا إذا كانت وفريق عملها، لا يزالون يقعون بالمتاهات السياسية بالرغم من العمل الإنساني الكبير التي تقوم به الجمعية، بحكم أن التيليتون يُبثّ عبر شاشة الـOTV، فكان ردّ داغر على النحو الآتي: "التحدي كان كبيرا منذ سنتين. كانوا يقولون لنا أنّنا نطلّ عبر شاشة مسيّسة، ونقدّم المساعدات لأطراف دون سواها، الأمر الذي دفعنا جديا لطرح علامات إستفهام كبيرة لإقامة التيليتون في العام 2019".

وتردف قائلة: "لكن نتيجة الطلب على التيليتون، وكون جمعية "سطوح بيروت" من الأساس هي جسر تواصل بين كل الطوائف بشهادة كل الناس الذين نقدم لهم المساعدة، قرّرنا الإستمرار. ولا مرة وقفنا عند طائفة أو دين أو جنس أو لون أو إنتماء، وهذا الأمر أصبح مثبتا لدينا على مدار السنوات بشهادة الناس".

وتؤكّد داغر أنّ "من لديه فعلا الحس الانساني والحس الوطني أعلى من أيّ إنتماء آخر سيستمر معنا وسيدعمنا في مهمتنا الانسانية حتى النهاية. لن نبرّر لأحد، فأعمالنا أصبحت تبرّر عنا، وشهادات الحياة أصبحت تكفينا".

ولا تخفي داغر أنّ هناك فئة تقول لهم انّها لا تريد التبرع لهم كونهم يطلون عبر شاشة الـotv، لكن وبحسب داغر، إنّ "هذه الفئة تضاءلت، وأعتقد أنّه أمام الحالات الصعبة والمستعصية التي نعرضها لا يجب أن تقف السياسة عائقا لتقديم أي تبرّع أو مساعدة".

داليا داغر التي تعيش حالة من التوتر الكبير في خلال هذه الفترة، وخوفا كبيرا من عدم إنقاذ الحالات التي سيعاينها "تيليتون سطوح بيروت"، تدعوكم للإطّلاع على تفاصيل هذه الحالات عبر الصفحات الرسمية لجمعية "سطوح بيروت"، وتدعوكم للمشاركة الكثيفة في التيليتون يوم الخميس 23 كانون الأول بدءا من الساعة الخامسة بعد الظهر، لعلّنا نضيء كلنا مع بعضنا شمعة أمل في حياة العديد من أطفال وشباب لا يريدون أن يفرقهم الموت عن أحبائهم وعائلاتهم.

 
 
 
View this post on Instagram

A post shared by Stouh Beirut (@stouhbeirut)

 
 
 
View this post on Instagram

A post shared by Stouh Beirut (@stouhbeirut)

 
 
 
View this post on Instagram

A post shared by Stouh Beirut (@stouhbeirut)

 
 
 
View this post on Instagram

A post shared by Stouh Beirut (@stouhbeirut)

 
 
 
View this post on Instagram

A post shared by Stouh Beirut (@stouhbeirut)

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا