الانتخابات النيابية ممرّ لمؤتمر تأسيسي.. هل تكون "المثالثة" الوجهة؟

خاص ON | ميليسا نجم | Thursday, December 30, 2021 12:05:00 PM

ميليسا نجم

تمخّضت جلجلة لبنان، فلم ينبثق منها سوى رفات النظام العقيم الذي لا يزال أركان المنظومة ولو تنصّل البعض منها، يقتاتون منه، قبل المجهول الذي يتسلل الى مخيلة اللبنانيين على إختلاف صوره ونماذجه. أتت دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لحوار وطني ولو أنها بالشكل تصب في خانة التكرار، كحجر أساس تكريس الواقع الحالي وإن بصورة تنتظر اللمسات التجميلية المنتظرة من توافق مهندسيها.
ولتزداد الصورة قتامة، عاد فيديو منسوب للجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي لينتشر كالنار في الهشيم مجدداً، ليتسلل الى الواقع اللبناني المتأزم، ملوحاً بإرسال الجمهورية الفرنسية قواتاً عسكرية، رسم مشهيدتها كل من شاهده كما يخال اليه.

وفي السياق أوضح الخبير في الشؤون الأوروبية الصحافي تمّام نور الدين في حديث لموقع LebanonOn، تفاصيل الفيديو الذي عاود الإنتشار بكثرة في الأيام الماضية، مشيراً الى أن الفيديو قديم وكان قد نشره في شهر تموز الماضي، وترجم محتواه، وصوّر في خلال إجتماع للجنة الدفاع التابعة لمجلس النواب الفرنسي، ومن أعاد نشر الفيديو نشره على قاعدة أن الشعب اللبناني "معلّق بحبال الهوا"، ويتعلّق بأمل صغير في هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها.

وأضاف: "الفيديو اثار جدلاً وإنقساماً حول معنى الـTask force ، والتي تعني ارسال قوات عسكرية أممية لتقديم المساعدة، خصوصاً في حالة الفوضى التي يعيشها لبنان، ولا يتم إرسال جمعية خيرية فقط في الصدد، بل ترسل قوة عسكرية منظمة تستطيع حماية نفسها من الأخطار المحدقة والتي يمكن أن تتهدد أمنها، مماثلة لتلك التي ترسل في حالات الكوارث الإنسانية، تماماً كما حصل غداة إنفجار مرفأ بيروت فالدولة الفرنسية أرسلت حاملة طائرات لتقديم المساعدات آنذاك".

وتابع نور الدين: "كما ورد في الفيديو فإن لجنة الدفاع، اوصت بمراقبة الانتخابات بدقة وإرسال قوّات للغرض لأنه بإعتقاد اللجنة أنه للبنانيين الحق بالوصول الى "لبنان الجديد" من خلال ممارستهم حقّهم في إختيار ممثليهم بحريّة تامّة في الانتخابات المقبلة".

وتشكّل الانتخابات بالنسبة للفرنسيين هاجساً بإعتبار أنها ممرٌّ الزاميّ الى مؤتمر تأسيسي على شاكلة الطائف لأن هذا النظام لم يعد نافعاً، يقول نور الدين. والهدف الأخير منه هو "المثالثة" وإستيعاب سلاح حزب الله داخل الدولة اللبنانية، في مقابل حصّة في الدولة تحصل عليها الطائفة الشيعية في الدولة.

يؤكد نور الدين أن طرح المثالثة يتقاطع مع مطلب رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، في "خطاب المصارحة" الدعوة لمناقشة مسأل اللا مركزية الموسعة، وهذا الطرح يحظى بقبول الأطراف كافّة، لا بلّ أن اللبنانيين يريدونه، ولن يعارض أحد أن يكون له صلاحياته ضمن مناطق محددة، فالطوائف كافة لن تمانع..

يأتي ذلك بحسب نور الدين، في أعقاب حلّ مسألة ترسيم الحدود البحريّة والبريّة وحلّ موضوع مزارع شبعا، وذلك ضمن إتفاق يقضي بإنسحاب القوات الإسرائيلية منها ووضعها تحت الوصاية والإشراف الدولي.

ويشير نور الدين في السياق الى أن هذا الإقتراح سبق وناقشه مدير المخابرات الفرنسية عام 2006 مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السابق نوّاف الموسوي الذي كان الجهة المفاوضة مع الفرنسيين، في حين وثّقت هذه المفاوضات ولم ينفها الموسوي، وذلك بعيد إتصال هاتفيّ تمّ بينه وبين شقيق الموسوي.

توازياً يلفت نور الدين الى أن الفرنسيين يعملون بقالب قانوني محض، والطريق لمؤتمر تأسيسيّ يمرّ بإجراء انتخابات تفرز مجلس نوّاب شرعيّ، وغير ممدد له بل منبثقاً من إرادة شعبية يستمد شرعيته منها، الا في حال حصول حدث يحول دون إجراء الانتخابات. كما أن الفرنسيين يدركون تماماً أن الانتخابات المقبلة لن تفضي لأي تغيير في الطبقة الحاكمة لأن غالبية الشعب اللبناني سيعيد الكرة بالتجديد لهؤلاء بحسب نورالدين.

وفي سياق متصل، يرى نور الدين أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الى دول الخليج، أوضح إطارها صراحة بأنها لوضع آلية، للمساعدات الإنسانية، وطالما أن الحديث لا يزال يتمحور حول المساعدات الإنسانية فهذا يعني أنه الأمور لا تزال على حالها دون أي إصلاحات تذكر.

وهذه المساعدات تكون من الجهات المانحة الى من يحتاجها دون المرور بالدولة، وأمل الرئيس ماكرون من دول الخليج أن تشارك في هذه الآلية.
ويصف نور الدين أن هذه المشهدية تعني أيضاً أن الوضع لا يزال مزرياً، والمساعدات الإنسانية، تعني إمداد المواطنين بالحصص الغذائية وامداد الجيش اللبناني بالمستلزمات الطبية والحصص الغذائية.

ويشرح نورالدين: "الأمر في لبنان ينطبق على الكوارث الإنسانية كالزلال، وكما يقول عضو لجنة الدفاع أن الكارثة التي حلت بلبنان ليست كارثة من صنع الطبيعة بل يتحمّل مسؤوليتها اشخاص".

أما بما يخصّ الجهات التي تتحمل المسؤولية فإن المحاسبة تستغرق وقتاً طويلاً تماماً في حالة التحقيقات التي يقوم بها القضاء الفرنسي في قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ويضيف نور الدين، في حالة "صاحب متجر بقالة" تستغرق تحقيقات الشرطة القضائية سنوات فكيف بالحريّ لشخص بحجم رياض سلامة؟
القضاء الفرنسي وجه تهمة لرياض سلامة، بتأسيس عصابة أشرار وتبييض العملة، وليقل سلامة ما يريده حول أن الموضوع منضوِ في إطار الحملات التي تشنّ ضده، لكن القضاء الفرنسي وجه له تهماً بتأسيس عصابة وتبيض أموال ضمن عصابة اشرار."

على خطّ آخر يقول نور الدين إن السفارة الفرنسية تقوم بعمل جبّار في لبنان، بدءاً من التواصل مع الجمعيات والمجتمع المدني اللبناني والمؤسسات التي تحتاج المساعدة، فقد قامت السفارة بدفع أقساط المدارس وشراء القرطاسية للتلامذة، وترميم المدارس التي تحتاج لذلك، مشدداً على أن السفارة رصدت في العام الماضي، حوالي 100 مليون يورو للمساعدات وهي بصدد رصد حوالي 120 مليون يورو للمساعدات المباشرة، هذا العام، فالسفارة تقوم بعمل الدولة "لأن الدولة مغيبة وليس لأن السفارة تريد أن تحلّ محلّها."

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا