كلادس صعب

رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ورئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات شرحبيل الغريب أن "زيارة خالد مشعل إلى لبنان جاءت بعد أحداث دامية أدت الى وقوع ضحايا في صفوف الفلسطينيين في مخيم البرج الشمالي في صور، وبما أن مشعل هو رئيس الحركة في إقليم الخارج تقع هذه المنطقة تحت مسؤولياته على اعتبار أن الضحايا الثلاثة هم من أبناء حركة حماس داخل المخيم".

واشار الى ان "هدف الزيارة الاساسي زيارة المخيمات الفلسطينية والوقوف إلى جانب أسر الضحايا الذين سقطوا في عملية اطلاق نار كما قيل من قبل احد عناصر الامن الوطني والسلطات اللبنانية تعرفه بشكل مباشر".
واضاف الغريب: "بتقديري الزيارة جاءت بقرار مركزي من قيادة "الحركة" بشكل أساسي وطبيعة الوفد الذي قام بالزيارة بدءاً من مشعل والوفد المرافق اتخذ من مستوى أعلى مسؤول في حركة حماس وبالتالي لا مشكلة في تركيبة الوفد" لافتاَ الى أن "بعض الاطراف حاولت أن تثير قضية مشعل خاصة وأن اسمه ملاصق بالازمة السورية التي حصلت قبل ما يقارب ال9 اعوام وبحكم خروج قيادة الحركة من سوريا اثر هذه الاحداث وكان وقتها رئيسا لحركة حماس."

ولفت الغريب الى انه "كي لا تحمل الزيارة اكثر مما هو في الواقع لناحية الاطلاع على أوضاع المخيمات الفلسطينية لا يمكن لمشعل والوفد أن يقوم بهذه الزيارة الا بموافقة وترتيبات من "حزب الله" على اعتبار انه هو من يسيطر على الامور وقرارته نافذة داخل الدولة اللبنانية وبالتالي من رتب الزيارة هو بالتأكيد "الحزب".

اما الاعتبارات الاخرى التي أثيرت فلم تكن على برنامج الزيارة، يقول الغريب ويتابع: "في تقديري أن مشعل يدرك ان الازمة مازالت قائمة ليس معه تحديدا بل مع سوريا لاسيما بعد خروج حماس منها وحتى الآن لم تعد العلاقة كما في السابق رغم الجهود والوساطات التي دخلت على خطها ايران و"حزب الله" من جهة أخرى الى اننا لا نستطيع القول إن العلاقة عادت إلى ما قبل اندلاع الأحداث في سوريا".

وتابع الغريب:" موضوع عدم استقباله من جهات رسمية وغير رسمية هو متوقع وليس مستغرباَ لانه مرتبط بالاساس بالازمة التي حدثت ابان ما سمي "الربيع العربي" والاحداث في بعض الادول المحيطة ولا يجب ان تحمل اكثر مما تحتمل". واضاف: "بعض الجهات التي التقت فيه تتلاقى مع استراتيجية الحركة المنفتحة مع الأطراف كافة و التي لا تمانع في الالتقاء مع اي طرف ، وهذا اعلنه هنية قبل يومين بكل وضوح ان "حماس" ليست في "جيب أحد " وبالتالي لو تم ترتيب زيارة مع اي طرف او جهة لقام بالزيارة وهو التقى برئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشخصيات اخرى لها علاقة بالطوائف الاخرى المسيحية والدروز كالسيد وليد جنبلاط وشخصيات أخرى" .