الجزيرة العربية في قلب "محور المقاومة".. تفاصيل عن لقاء حزب الله

لبنان ON | | Wednesday, January 12, 2022 7:46:00 AM

جاء في الاخبار: 

ينطلق من قاعة المجتبى في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم «لقاء» المعارضة في الجزيرة العربية. للمكان دلالات سياسية كثيرة تنشغل الرياض في تفسيرها ومواجهتها، كما تنهمك السلطات اللبنانية في البحث عن «تخريجة» تقيها «الإحراج» الذي وضعت نفسها فيه منذ أن قبلت إقالة وزير الخارجية في حكومة حسّان دياب، شربل وهبة، وبعده وزير الإعلام في الحكومة الحالية، جورج قرداحي، تفادياً لغضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

منذ اللحظة الأولى لبثّ الإعلان عن «لقاء»، بدأ الإعلام اللبناني المموّل سعودياً بربط الحدث بحزب الله، ومعركته المفتوحة مع السلطات السعودية، والتي زادت حدّتها مع مواقف الملك سلمان، في الخطاب الملكي السنوي أمام مجلس الشورى، حين دعا القيادات اللبنانية إلى «إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي»، وما تلاه من ردّ غير مسبوق تولاه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله.
في هذه الأجواء، يجتمع عدد من المعارضين السعوديين البارزين للإعلان عن إطلاق «لقاء»، وهو «تحالف سياسي بهوية إسلامية ثورية»، يعتنق رؤية شاملة حول الواقع السياسي الحالي، ويسعى لـ«رفع الظلم وتحقيق العدل وصولاً إلى التغيير الشامل وإقامة البديل المنشود على المساواة والحرية، وتوفير الشروط الضرورية والإلزامية للحكم الرشيد». مصادر «لقاء» قالت لـ«الأخبار» إن «التوقيت مرتبط بالذكرى السنوية السادسة لإعدام الشيخ نمر باقر النمر»، إلا أن «لقاء» لم يكن وليد اللحظة «بل كان يعمل لسنوات في مواجهة السياسات الغاشمة للنظام السعودي، وجاءت اللحظة المناسبة للإفصاح عن هويته السياسية في هذه المناسبة العزيزة».
وأشارت المصادر إلى أن «التمادي غير المسبوق في القفز على القيم الدينية والأخلاقية والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي تربّى عليها مجتمع الجزيرة العربية بكل مكوّناته، إضافة إلى ما تشهده بلادنا منذ سنوات من تدهور متسلسل على مستوى الحقوق المدنية والحريات السياسية، والانهيار المريع الذي وصلت إليه أوضاع الناس الحياتية، وتصاعد الأعباء الضريبية والتضخّم وغلاء الأسعار، وأزمة الإسكان، وتفاقم الانتهاكات لحقوق الإنسان واستلاب الهوية الدينية والتاريخية للجزيرة العربية الذي أخذ أشكالاً غير مسبوقة تحت عنوان الترفيه بأشكال مبتذلة وهابطة، كل ذلك يفرض على الغيارى من أبناء الجزيرة العربية النهوض بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية لدفع غائلة الشر والجور عن شعبنا الكريم».

تضع المصادر دوافع إطلاق «لقاء» في إطارها «الداخلي البحت»، وتصرّ على التأكيد على أن «لا علاقة تنظيمية تجمع «لقاء» بحزب الله وإيران، رغم الاتهامات الجاهزة والمعلّبة التي بدأت العزف على هذا الوتر»، وتوضح بأن «مشتركات كثيرة تجمعنا مع حزب الله وإيران»، وانطلاقاً من انتمائنا العربي والإسلامي، فإن «الاهتمام بقضايا الأمة أولوية في قائمة أهدافنا، وعلى رأسها قضية فلسطين المركزية، والرفض المطلق لمسلسل التطبيع، الذي نحسبه خيانةً للأمانة وخروجاً على إجماع الأمة». ومِن الثوابت المشتركة، تقول المصادر «الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في مقاومة العدوان السعودي الأميركي منذ ست سنوات، وفي مواجهة الحصار والتجويع والإفقار»، وفي الوقت نفسه، الوقوف إلى جانب «حركات التحرّر في الأمة من الاستعمار والاحتلال الأجنبي والنضال من أجل العدالة والمساواة».
يرفض «لقاء» التغييرات الجزئية أو التجميلية التي «تنتهي دائماً إلى مزيد من الاستبداد والعنف»، ويرى أن «المشكلاتِ المعيشية وغيرها ليست سوى أعراض للمشكلة الأكبر، المتمثلة في وجودِ نظام أسريّ وراثيّ يسيطر على ثروات الشعب، ويمنعه من مزاولة حقّه الطبيعي والشرعي في إدارة شؤونه وأن يقرّر شكل النظام الذي يرعى حقوقه ويدافع عنه»، وترى مصادر أن «غياب آليات رادعة تحول دون تغوّل أهل الحكم ومصادرة إرادة الناس، تملي عدم تكرار الأخطاءِ السابقة، أي القبول بمجرد إصلاحات جزئية وأحياناً شكلية، من دون المساس بجوهر السلطة نفسها».
كعادته، لا يعلّق حزب الله على الحملة الإعلامية التي تربط بين الإعلان عن «لقاء»، وبين المعركة مع السلطات السعودية. إلا أن الحزب يؤكد في أدبياته الإعلامية ووسائل إعلامه أن السعودية هي التي بادرت إلى الاعتداء على حزب الله منذ إعلانها تأييد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وفي غيره من المحطات المفصلية وصولاً إلى اليوم. حتى صارت الرياض، وبشكل مباشر عبر إعلامها وسفيرها ومسؤوليها وأمرائها وصولاً إلى ملكها، تتولى التحريض على الحزب وتتبنّى خطاباً عدائياً حادّاً ضده، بما يخدم بشكل واضح الحملة الإسرائيلية على الحزب وبيئته. ولا شك أن حزب الله الذي يعتبر أن العداوة السعودية والإسرائيلية له مرتبطة بكونه حزباً أساسياً وفعّالاً في إطار «محور المقاومة»، فإن الرياض يمكنها الآن أن تعتبر أن «الجزيرة العربية» قد تمثّلت اليوم في «المحور» جنباً إلى جنب مع سوريا ولبنان واليمن والعراق وإيران، بانضمام «لقاء» إليه. وضمن إطار «المحور»، سيواصل «لقاء» مواجهته للنظام السعودي، بعدما كان يقود هذه المواجهة لسنوات طويلة منفرداً.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا