ثلاثية جديدة تؤرق حزب الله!

خاص ON | ميليسا نجم | Thursday, February 10, 2022 2:04:00 PM

ميليسّا نجم

التغيير آت، فعدا أن التغيير من سِنن الحياة الا أن زحمة الحج الدبلوماسي الى لبنان لإستيلاد حلول للملفات الساخنة داخلياً فرملت زخمها إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ومواقفه التي تناولت الشأن اللبناني، أمس الأول، الثلاثاء في مقابلة خاصة عبر قناة العالم الإيرانية.
فالملف اللبناني المرحّل للإطلالة، عرّج عليه نصرالله بإسهاب مصوباً سهامه على السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، ووصفها بأنها "لازقة" بالجيش ولا تفوّت مناسبة الا وتبرز حضورها في خلالها من توزيع المساعدات الى الزيارات التي تقوم بها.
اللافت في كلام نصرالله، تطرّقه الى وجود عسكري أميركي في اليرزة مقرّ قيادة الجيش يتمثل بضباط وإتهامات ساقها ضد المؤسسسة العسكرية بوجود نفوذ وتدخل "الله أعلم" بحجمه، في إشارة الى أن العلاقة بين الجيش اللبناني والسفارة الأميركية في لبنان تتعدى حدود المساعدات والهبات الى الإئتمار منها.
وإن كان الأمر يشير لشيء بالنسبة لحسابات المقاومة، فإن شيئاً قد يحضّر داخل الأروقة لإنتزاع ما قال انه قد رفضه، والمتمثّل بتسليم الصواريخ الدقيقة والإبقاء على جزء من سلاح المقاومة، مقابل تأمين إعتراف دولي بحزب الله، وصولاً الى تغيير النظام السياسي ليشمل المثالثة، مع حفنة من مكافآت مالية تصل "بالشنط"، كما ذكر نصرالله تقارب مليارات الدولارات. أضيف على ذلك إستمرار الهجوم على إسرائيل في الخطاب والتخلي عن القدس والقضية الفلسطينية، مقابلاً.
تدعم فرضية الهجوم على المؤسسة الشرعية الوحيدة التي لم يطلها إطباق الحزب بعد مصادرة القرار ولو تنصلّ من بعضها كالرد على مضمون الورقة الكويتية تاركاً الأمر للحكومة المغلوب على أمرها والتي عطّل عملها لشهور بعد عودة مدفوعة الثمن ومأطّرة بدرس الموازنة وتسيير شؤون الناس.
ويتزامن الهجوم، بعد أن لوحّت جهات أميركية، وعاد الحديث عن القرارات الدولية وضرورة تنفيذها وتحديداً القرار 1559، يرافقه حديث عن خطة ميدانية لفرض تنفيذه وصولاً الى التلويح بإقامة منطقة منزوعة السلاح وخالية من الميليشيات تمتدّ من الناقورة الى عكّار، وذلك في حال عدم إمتثال الحزب.

ولا تغيب الحسابات الرئاسية طبعاً عن بال المقاومة، خصوصاً أن نصرالله لفت في حديثه الى أن الوجود البرلماني للحزب يصبّ في خانة إختيار رئيس للجمهورية يؤمن "حماية" لبيئة المقاومة ويتماهى مع أهواء ومبادئ الحزب.
كذلك، المحاولة الفاشلة في أحداث عين الرمانة الطيونة الشياح ومحاولة الإيحاء بأن الجيش إعتلى قنّاصوه سطوح المباني وأزهقوا الأرواح بعيد تسريب الفيديو الشهير الذي دحض الإدعاءات بأن القوات اللبنانية إستعانت بقنّاصين خلال أحداث 14 تشرين الأول 2021.
أما الطرف الثالث الذي نال نصيبه من الهجوم، المغلّف بالهزء أحيانا فهو المجتمع المدني والمعارضة التي كسرت حاجز "القدسية" الزائفة التي تقنّع بها الحزب بعد أن حمى بصدره منظومة حاكمة فاسدة بررت وجود تنظيم مسلّح يتبختر على حساب مصلحة الدولة، ولو أن نصرالله تحدّى بخطابه أن يخرج أحد بأمر واحد قد قام به الحزب لمصلحة إيران، فلم يأت الى ذكر حقبة سوى ما بعد الـ2006 متناسياً إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والزجّ بلبنان في أتون الحرب السورية تحت ذريعة الدفاع عن المقامات الدينية واللبنانيين تحت شعر "لولا الحزب كانوا صاروا عنّا"...
والأغرب من ذلك، أن نصرالله نفسه وفي الإطلالة عينها أكد أنه لا يتخوّف من أن تتحول الطائفة السنية الى حاضنة للإرهاب وذلك في معرض تعليقه على قرار عزوف الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات وتعليق العمل السياسي.
الى ذلك، لم يتوان الأمين العام، عن الإستهزاء بالمجتمع المدني والذي كشف نصرالله عما في جعبته من معلومات خاصة بأن السفيرة وبخت مجموعات المجتمع اللبناني و"أكلو منها بهدلة".
صحيح أن نواة المعارضة الحقيقية لا تزال على قيد التحقق ولكنها إن سجّل لها شيء وعلى شرذمتها وعدم توحدّها وغياب الرؤية والبرنامج الصحيح لقيادة عملية التغيير، فإنها قد أزالت الغشاوة عن هالة الحزب ودوره، حتى باتت في صلب خطابات قيادات الحزب الى حدّ إتهامها بتأليب الرأي العام ضده، فتحولت ثلاثية "جيش - معارضة - قرارات دولية"، لتشكل خطراً وجودياً إستشعر الحزب بجدّيته حدّ الإعلان بأن شعار الحزب الإنتخابي الذي قد لا يكون واضحاً عامي 2018 و2009 أي "نحمي ونبني" سيكون أوضح في الانتخابات المقبلة.
في الختام، لقد قال نصرالله ما قاله "فما لم يُنتزع بالصفقة لن يستطيع حفنة من مجتمع مدني بعضه جنّدته السفارة الأميركية لجمع معلومات عن الحزب لإسرائيل"، حسب نصرالله "ضمن عمل إستخباريّ غذّته الأزمة الطاحنة والعوز"، إنتزاعه حتّى الآن سوى بمواجهة مباشرة بعد فشل الرهان على نماذج لن تكون سوى شبيهة بثورات الربيع العربي والثورات الملونة. فهل يكون الإعلان عن تفعيل الدفاع الجوي للمقاومة إستعداداً لحرب شاملة تبدأ بإيران وصولاً الى لبنان؟

 

 

فيديو اليوم:

 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا