مشاهد مؤثرة وصعبة من أوكرانيا يرويها طالب لبناني.. الأحداث تتسارع والعودة الى لبنان صعبة: "دفعنا كل شي لنوصل لهون كيف بدنا نرجع؟!"

خاص ON | بشرى جميل | Wednesday, February 23, 2022 5:23:00 PM

بشرى جميل 

تتسارع الأحداث بين روسيا وأوكرانيا في حين لا تزال الجالية اللبنانية وخصوصا الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا في مأزق. منذ ايام، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، بخطاب هز العالم وغيّر ملامح النزاع.

ووسط هذا التوتر المتزايد، يبقى الطلاب اللبنانيون في حيرة من مصيرهم المجهول، ينظرون إلى تقاعص بلادهم عن السؤال عنهم في خضم "حرب كبيرة وشيكة" قد تطيح بمستقبلهم. طلاب ابتعدوا عن عائلاتهم، واختاروا الغربة بحثا عن الأمان والسلام والاستقرار، إلاّ انّ الحظ لم يحالفهم.

 "كل الدولار راحوا"!

يخبر طالب لبناني عن مخاوفه الحقيقية من النزاع الحاصل، فبعد ان "دفع دم قلبه وقلب عائلته" على حدّ تعبيره، للوصول إلى أوكرانيا واستكمال دراساته بأمان، ها هو اليوم عالق في الغربة، وحيد غير قادر على العودة إلى حضن عائلته على الرغم من الدعوات الكثيرة التي أطلقتها السفارة اللبنانية في أوكرانيا ووزارة الخارجية.

في حديث لموقع LebanonOn، اوضح الطالب اللبناني ان الجامعة التي التحق بها تصرّ على استكمال عامها حضوريا، غير آبهة بكل ما يحصل، فيكون على من يريد العودة إلى بلاده تحمّل مسؤولية قراره وخسارة عامه الدراسي. ويقول الشاب بحرقة قلب: "يللي دفع كل شي حتى وصل لهون، كيف قادر يرجع ويخسر سنة؟ انا وأهلي مش قاعدين على بنك، الـ50 $ صارت كثيرة، ودفعنا كل شي."

ويشرح الشاب عن وضعه وأوضاع كثيرين غيره، دفعوا مبالغ طائلة بالدولار في ظلّ الازمة الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها لبنان، من أجل الالتحاق بالجامعات في اوكرانيا. ولم تتوقف معاناة اللبنانيين هنا، حتى اخبر الشاب انّ تذاكر السفر من أوكرانيا إلى لبنان، وبدلا من أن تكون قد انخفضت ارتفعت ووصلت إلى حدّ مهول، "إذا ما نسينا تذاكر السفر من منطقة إلى أخرى وصولا إلى المطار".

وين منروح إذا صار شي.. ما حدا قلنا شي!

هذا تربويا، امّا امنيا فلا يخفي الشاب خوفه ممّا يحصل على الحدود الروسية – الأوكرانية: "صراحة انا خايف، نعرف جميعا قدرة القوات الروسية العسكرية". ويجهل الطلاب كيفية التصرّف في حال اندلاع اي حرب او اي خضات عسكرية، فيقول الشاب والرعب في صوته: "لم يتحدث إلينا أحد، ولم يخبرنا أحد اين الملاجئ ولا كيف نتصرف في حال وقوع اي ضربات عسكرية". واضاف: "اعيش في منزل قديم، ولا اعتقد ان البنى التحتية تتحمّل اي ضربة، انا فعلا خائف من الوضع". هذا وتجدر الاشارة إلى ان الطالب يعيش في منطقة قريبة من الحدود، بعيدة عن العاصمة.

وهنا نطرح السؤال: من المسؤول عن حماية هؤلاء الطلاب؟ اين السفارة اللبنانية مما يحصل؟ اين الخارجية اللبنانية والمسؤولين اللبنانيين؟

ويني الدولة والسفارة اللبنانية؟

ويحاول الطالب التخفيف على نفسه إلاّ انّ ما يحصل امام عينه يثير الذعر، فكشف ان المندوبين في جامعته والمسؤولين عن الطلاب اللبنانيين يهدئون من روعة المشهد ويطلبون منهم البقاء، في حين معظمهم غادر الجامعة وعاد إلى لبنان. وحول التواصل مع السفارة اللبنانية، اوضح الشاب انّ ارقاما عدة وصلتهم منها على علاقة بالسفارة ومنها فقط تحاول المساعدة، إلاّ انّ احدا لم يجب على الهاتف. وقال: "احد اصدقائي استطاع التواصل مع السفارة وطلبت منا النزول إلى لبنان، مقدمة المساعدة في ايجاد تذاكر سفر فقط".

واخبر الشاب ان سفارات الدول الاوروبية كانت قد حجزت لرعاياها وخصوصا الطلاب وعادت بهم إلى بلادهم، مقارنا اوضاعهم باوضاع الطلاب الآخرين بحزن: "لم تنتظر السفارات الخارجية ان يسوء الوضع حتى تتصرف بل اتخذت اجراءات وأجبرت رعاياها على العودة إلى بلادهم".

الخوف والذعر يسيطر.. وروح النكتة اللبنانية لم تجد نفعا!

من جهة اخرى، اشار الطالب إلى انّ خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غيّر مجرى الأحداث، موضحا ان الشارع الأوكراني تأثر كثيرا بما حصل. فلطالما كان الاوكرانيون معتادين على التهويل الروسي على حد قولهم "هيدا الشي معوّدين عليه من سنين"، حتى أتى كلام بوتين وغيّر القاعدة، فزرع الخوف الفعلي في نفوسهم والرعب في صفوفهم. كما وأن روح النكتة اللبنانية لم تنفع لتبريد قلوب الاوكرانيين، فأخبر الشاب عن حادثة حصلت مع طالبة اوكرانية، لم تتقبل نكتة من احد الطلاب اللبنانيين عن الازمة والتوتر الحاصل، كاشفة انها وعائلتها والكثير غيرهم بدأوا بضب الحقائب والاستعداد للرحيل والهرب عند أوّل استحقاق.

وتشهد مكاتب السفر زحمة خانقة، حيث يتوجه الكثير من السكان الاوكرانيين كما الاجانب لحجز أوّل رحلة ومغادرة البلاد، قبل ساعات الفصل، على حدّ قول الطالب. هذا بالإضافة إلى الليل "الاسود" الذي يخيم على الشوارع، حيث كشف الشاب ان لا أضواء في الشوارع كقبل، ولا حركة: "حسينا حالنا بلبنان بلا كهرباء".

يغادر اللبنانيون، طلابا او شبابا، من لبنان إلى الخارج للراحة والامن والاستقرار، إلاّ انّ من قصد أوكرانيا مؤخرا وقع بالفخ، فزادت همومه، وهموم أحبائه وعائلته في لبنان. وفي حين تكاد الدولة اللبنانية "تشيل همومها"، يبدو ان مصير اللبنانيين في أوكرانيا بخطر، ومخاوفهم "على الرفّ او بالجارور".

 

 

 فيديو اليوم:

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا