روسيا تتحصّن بنظام بديل في حال إقصائها من "سويفت".. هل تلاقي مصير إيران؟

خاص ON | ميليسا نجم | Thursday, March 3, 2022 12:40:00 PM

ميليسّا نجم خاص موقع LebanonOn:

بوتيرة متصاعدة وبتسلسل دراماتيكي، دخلت روسيا مستنقع أوكرانيا بعملية عسكرية كما أسماها الكرملين يترقب العالم احداثها لحظة بلحظة سيما وأنها تحوّلت معركة وجودية سحب العالم باسره الى نيرها.
حتّى من ظنّ أن أوكرانيا إنزلقت لمواجهة غير متكافئة في ميزان القوّة، عاد خطوة الى الوراء حينما شهر القيصر الروسي فلاديمير بوتين السلاح النووي واضعاً قوّات الردع النووي بحال تأهب إنسحب على الغرب الردّ تنديداً وتلويحاً بحزمة عقوبات رادعة تبعد شبح الحرب الشاملة، وصولاً لحد التهديد بعزل روسيا عن نظام سويفت المالي العالمي.
والسؤال الأبرز بعد السؤال عن ماهية هذا النظام، كان كيفية الرد الروسي أو إمكانية التحصّن ضد إجراء مماثل وما تداعيات هذا القرار في حال دخل حيّز التنفيذ.
وفي السياق، شرح الخبير الاقتصادي الدكتور خلدون عبد الصمد في حديث لموقع LebanonOn، ماهية هذا النظام، وقال: " نظام سويفت المالي العالمي هو جمعية إتصالات مالية عالمية بين المصارف او بين المؤسسات والدول، وهو إختصار كما توحي الأحرف الأولى لجمعية الإتصالات المالية العالمية".

ويشير عبد الصمد الى أن "قرار عزل روسيا يجب أن يتخذ بالإجماع، نظراً للأهمية البالغة المترتبة لهذا القرار، ولكن في حال إتخدت كل دولة على حدة هذا القرار، اي التوقف عن العمل بنظام سويفت مع روسيا، فهي بالتالي تكون قد حكمت على نفسها بالأذى بنسبة أكبر من الأذى الممكن ان يلحق بروسيا، فروسيا هي الدولة الثانية بحسب آخر الإحصاءات من حيث عدد مستخدمي نظام سويفت، وبالتالي عند اعتماد هكذا خطوة تكون روسيا قد اصبحت حكماً خارج النظام الإقتصادي العالمي".
ويضيف: "إيران نالت نصيبها من تبعات العزل من نظام سويفت وسبقت اليه روسيا عام 2012، وذلك في خضم المفاوضات على الاتفاق النووي ما إنعكس إنهياراً تجارياً فادحاً أمام الصادرات النفطية، فلم يبق أي باب امام ايران، ولكن في حالة إيران كان الوضع مغايراً فإيران لم تكن في عداد الدول الكبرى والعظمى، أما في حالة روسيا فالأمر مختلف لأن روسيا من الإقتصادات الكبرى في العالم وبالتالي فإن الإشكالية تكمن في تأمين بديل للصادرات الروسية في حال قررت كل دولة على حدة اتخاذ هذه الخطوة".
وعن كيفية إستعداد روسيا لتلقّف إجراء مماثل، يقول عبد الصمد: "روسيا استعدت لخطوة مماثلة منذ إنطلاق شرارة الازمة بينها وبين اوكرانيا، لأنها كانت تعلم وبدأت تتحضر وإتخذت إجراءً تحسبياً وذلك عبر تطوير نظام داخلي خاص معروف بإسم SPSF ، وبدأت بإستخدامه مع دول حليفة كالصين، ولكن بالطبع لن يحلّ محلّ سويفت وسيزعج العزل روسيا فعلياً إن حصل، كما وأن نظامها البديل يتطلب وقتاً كبيراً ليضاهي نظام سويفت الذي أبصر النور عام 1973."
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت هذه الخطوة تمهّد لقيام نظام إقتصادي ومالي عالمي جديد عبر تعديلات تدخل حيّز التنفيذ، وعلى سبيل المثال إعتماد العملات الرقمية في المبادلات التجارية، أكد عبد الصمد، أن هكذا ترتيب يحتاج لأن تطلقه الدول الأقوى إقتصادياً كالولايات المتحدة والصين، ولا تستطيع دول بمفردها أن ترسي تغيراً وواقعاً جديداً على الإقتصاد العالمي.
أما عن تأثر لبنان بهذا الإجراء فلفت عبد الصمد الى أن لبنان تأثرت مبادلاته التجارية ووارداته من أوكرانيا بفعل الأزمة، خصوصاً وأن اوكرانيا تعدّ وجهة مهمّة يقوم عليها الإقتصاد اللبناني، واليوم ينشأ الخوف من إنضواء لبنان بحرب المحاور المستجدّة، وتحديداً بعد بيان وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بو حبيب الذي دان الحملة الروسية على أوكرانيا وطالبها بوقفها فوراً، ومن هنا يحسب حجم الضرر المترتب عن هذه الحرب.

 

فيديو اليوم:

 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا