بشرى جميل - خاص موقع LebanonOn

سنتان من فيروس كورونا غيرتا وجه العالم. فبعد الرعب والخوف من السلالات المتحوّرة، وبعد الاجراءات الوقائية ومعاملات الخروج من المنزل، وقرارات اغلاق البلاد والمطار وغيرها، يعود العالم تدريجيا إلى حالته الطبيعية. سنتان من فحوصات الـPCR والكمامة الاجبارية والتباعد الاجتماعي غيّرتا المفاهيم والعادات والتقاليد في كافة انحاء الكرة الارضية.
أما في لبنان، فلم يكن شبح كورونا وحده المرعب، بل كان للوضع الاقتصادي المتردي، والازمة الكبيرة، وانحلال البلد اثر كبير على حياة اللبنانيين.
على مدى 30 عاما، اعتاد اللبناني على تعرّضه اليومي للسرقة والنهب والمذلة، في بلد يغيب فيه الحد الادنى لحقوق المواطنين. وفي ظلّ الازمة الراهنة، بات كل ما يصدر عن الدولة والسلطة السياسية محطّ شك وتساؤل.
وهكذا كان الامر بالنسبة لمواجهة فيروس كورونا: "يوم الـPCR بـ150، ويوم بـ250، بمستشفى 300 وبمستشفى 350، شو هالسرقة؟"
هذا لسان حال الكثيرين. بات الpcr اذا الشغل الشاغل للناس في بورصةالاسعار، حتى وصل الامر إلى ان رفض البعض اجراء الـPCR معتبرا انه "سرقة وبس".
موقع LebanonOn تواصل مع نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لاستيضاح الموضوع، الذي ردّ بالقول: "مش عاملينا تجارة مش محرزة".
هارون اوضح انّ المستشفيات تشتري لوازم فحص الـPCR بالعملة الصعبة، الفريش دولار، وبالتالي فإنّ سعر الفحص مرتبط بشكل مباشر بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، لافتا إلى انّ ارتفاع سعر فحص الـPCR من الـ150 الف ليرة كما كان في بداية جائحة كورونا وصولا إلى حوالي الـ250 الف ليرة لبنانية اليوم مبرر، حيث ان سعر صرف الدولار في السوق السوداء ارتفع خلال السنتين الماضيتين.
وقال: "الكلفة على المستشفيات تقدّر بحوالي 8$ اي حوالي الـ165 الف ليرة لبنانية، وذلك بدل الكواشف والمعدات اللازمة لاجراء الفحص".
وفي حين اعتبر هارون ان اكثرية المستشفيات التزمت بتسعيرة الـ250 الف ليرة للـPCR، اكدّ انه لم تصله اي شكاوى حول الموضوع على الرغم من ان بعض المستشفيات رفعت التسعيرة بشكل كبير.
واضاف هارون: "إذا ما حسبنا تكاليف الكهرباء والمولدات واجرة يد العاملين في المستشفى والطبيب والممرضات، يكون سعر الـ250 الف ليرة مقبولا وطبيعيا مقابل فحص الـPCR". كما ذكّر هارون برفع الدعم، كاشفا عن ان الاسعار اختلفت وارتفعت بشكل كبير.

إذا، وبالأرقام فإنّ المستشفيات التي رفعت تسعيرة الـPCR إلى ارقام خيالية وصلت إلى الـ350 الف ليرة لبنانية وتخطّتها في بعض الاحيان مطالبة بالتوضيح والمحاسبة، فان كان الارتفاع مبررا فإن التفلت في رفع الاسعار لا يمكن ان يكون كذلك!

فيديو اليوم: