خطابات فارغة وشد عصب.. اين المشاريع والخطط البناءة؟

خاص ON | بشرى جميل | Wednesday, March 9, 2022 6:22:00 PM

بشرى جميل - خاص موقع LebanonOn:

انتفض اللبنانيون في 17 تشرين بوجه السلطة الفاسدة التي لم تف بوعودها. وقف جيل الشباب واعلن رفضه للصفقات والسرقات والكذب والنهب الذي رافق اسياد السلطة لسنوات ولازمهم.

اليوم، وقبل اسابيع من الانتخابات النيابية والتي يعتبرها كثيرون معبرا للتغيير، يبدو ان لبنان لا يزال عالقا في دوامة "شد العصب" والخطابات الفارغة، الشعبوية، الطائفية، تلك التي تحمل فتنا وغضبا ويأسا وتعبا.

كثيرون عرضوا أنفسهم البديل عن السلطة الفاشلة؛ قدّموا ترشيحهم للانتخابات النيابية آملين ان تصل خططهم وأفكارهم الجديدة وأهدافهم للبنانيين فيسمعونها ويقتنعون بها. أمّا أولئك الذين يتربعون على الكراسي، فلا تزال خططهم وأفكارهم "في خبر كان"، لتظهر اقوالهم الكاذبة ووعودهم الفارغة إلى الآلاف. فهل من يتأثر بعد اليوم؟

موقعLebanonOn حاور الاستاذة في علم الفلسفة والاجتماع في الجامعة اللبنانية نايلة ابي نادر، التي أكّدت ان التعبئة الطائفية والخطابات الشعبوية لم تعد تنفع مع شباب اليوم، موضحة أنّ التغيير في لبنان قد بدأ بالفعل إلاّ انه قد يحتاج إلى وقت.

وفي خضم المعركة الانتخابية، تغيب المشاريع والطروحات الجديدة بين أهل السلطة، "لأن الموجود ضامن حالو"، على حد قول أبي نادر. إذ تعتبر انّ النواب الحاليين والاحزاب يتمتعون بكل ما يحتاجون، سواء من الدعم الخارجي الذي يحميهم، والقاعدة الشعبية التي تحتاجهم. فتقول أبي نادر: "القاعدة الشعبية لأهل السلطة جوعانة، والزعيم يؤمن لهم ما يريدون بالقطارة". واضافت: "كل ما يشكّل خطرا على وجوده "محلول"".

بأسف وخيبة أمل تتحدث الاستاذة عن ساحات خالية وبلد "فارغ"، إذ اوضحت ان معظم الذين انتفضوا في السنوات الماضية وطالبوا بالتغيير باتوا خارج لبنان، فقدوا الأمل ويئسوا. وقالت: "قسم كبير من الشباب بات خارج لبنان، كيف يبدأ التغيير؟"

وكشفت انّ التحدي الصعب على من بقي في لبنان اليوم هو التحمّل والبقاء: "البلد عم يفضى وأعداد الشباب خفت كتير، والاحصاءات اكيد مش مظبوطة، الوضع اصعب من هيك بكتير".

امّا عن المشاريع والطروحات التغييرية التي تظهر، فاعتبرت أبي نادر ان منها من يعيش بكوكب الاحلام، ومنها طروحات واقعية، طموحة". وقالت: "هناك من يعيش في وهم انه قام بثورة، وانا اقول ما عملنا ثورة". وتابعت: "مجموعة اشخاص غاضبين مندفعين تجمعوا وواجهوا إلّا ان ما حصل لم يستكمل، بل يحتاج إلى وقت وهو يتبلور".

من جهة اخرى، لفتت أبي نادر ان من حقّ كل مرشح في الانتخابات النيابية ان يسوّق لنفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، موضحة ان الامتحان الحقيقي امام اللبنانيين اليوم هو التفرقة بين "بيع الحكي" والخطط الواقعية: "بعض الخطط والمشاريع اشبه بأحلام وبيع حكي، بينما هناك مشاريع مدروسة وارقاما دقيقة، تماما كما حصل في انتفاضة 17 تشرين، فقد ظهرت عدة نماذج، منها من كانت تحاول ان تطرح البديل ومنها من كانت تروّج لـ"كلن يعني كلن" والتعميم في اتجاه آخر.

إذا وفي وقت ينتظر فيه اللبنانيون الأمل بغد أفضل، وبمستقبل واعد، ننتظر المشاريع بدلا من الخطابات، والافكار البناءة بدلا من الردود وشد العصب، "من رأس الهرم ونزول"!

 

 

فيديو اليوم:

 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا