الساحة السنّية باكورة التغيير.. هل عجّل عزوف السنيورة القضاء على إتفاق الطائف؟

خاص ON | ميليسا نجم | Friday, March 18, 2022 5:24:00 PM

خاصّ موقع LebanonOn - ميليسا نجم

فتح عزوف رباعي رؤساء الحكومات السابقين والحالي باب التساؤلات حول الأسباب الموجبة لإبتعاد قيادات الصفّ الأول السنيّ عن المشهد الإنتخابي و السياسي.. الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري له أسبابه ومبرراته التي لم تختزل وضوحاً شافياً، أما عزوف الدائرين في فلكه فزادت الاجواء ضبابية.
فبين المشروع والمشروع المضاد ووسط غلبة سلاح غير شرعي تتضافر الجهود لإنتشال البلاد من مستنقع الأزمات ومن براثن الهيمنة وسط بحث حثيث عن مخارج وتسويات و"إستشهاديين" محتملين لمواجهة خصم يحفل سجلّه بمصير أسود لمعارضيه.
وللحديث عن أسباب إنضمام رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بعد مؤشرات دلّت على خوضه غمار الاستحقاق النيابي المرتقب، يقول الصحافي والمحلل السياسي طوني بولس في حديث لموقع LebanonOn، إن عزوف رباعي رؤساء الحكومات يوحي بجود قرار بتراجع الصف السني الأول وان لا يكون موجوداً على الساحة المحلية حالياً، وإن الأمر مرتبط بوضع سياسي إقليمي وإبعاد الصف السني الأول عن أي مواجهة محتملة.
ولهذا القرار فرضيتان، بحسب بولس، فإما ان لبنان مقبل على مواجهة لا يراد منها أن يكون السنة رأس حربة كي لا تتخذ بعداً خارج حدود الدولة وبالتالي فإن مواجهة يقودها المسيحيون والدروز ويدعمها السنة دون قيادات بارزة تتصدرها لا تتخذ بعداً إقليمياً.
والفرضية الثانية بحسب بولس، فتقول إن"عزوف السنة الأقوياء، دليل على فقدانهم الثقة العربية بنتاج إثباتهم لفشلهم، فهم يتعاملون مع الغرب والدول العربية بطريقة ومع حزب الله بطريقة اخرى عنوانها التنازل، وبالتالي سحب الغطاء عنهم، وهم تلقفوا الرسالة فإنسحبوا".
أمّا عن أشكال المواجهة، فيشرح بولس: "ليس بالضرورة أن تتخذ المواجهة شكلاً عسكرياً، ولكنها قد تكون سياسية، فهي واضحة المعالم، ويقودها رئيس حزب القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لمواجهة مشروع حزب الله تؤازرهما القوى السيادية الداعمة لمطلب نزع سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية".
ويضيف: "ستتبلور هذه المواجهة عبر الانتخابات النيابية المقبلة، من خلال فرز كتلة نيابية وازنة تؤيد الخط السيادي وهذا ما يبرر تحالف الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية".
توازياً، يمكن ان تتخذ بعداً في الشارع أي بعد التظاهرات في حال حاول حزب الله تطيير الانتخابات، وقد اثبت بعض المحطات قدرة هذين الفريقين على مجابهة الحزب، في عين الرمانة وشويّا، وأثبتا قدرتهما على تحجيم وهزيمة الحزب مهما حاول البعض تجميل المشهدية.
ويؤكد بولس: "ما حصل هزيمة عسكرية لحزب الله، والطرفان لا يترجمان مواجهتهما لحزب الله بالكلام السياسي فقط".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان عزوف رؤساء الحكومات عن خوض الإستحقاق النيابي قد طوى صفحة اتفاق الطائف الى غير رجعة فينفي بولس الأمر بالقول: "عزوف رؤساء الحكومات لم يطوِ صفحة إتفاق الطائف، لأنهم لم يطبقوا بنود الاتفاق في عهودهم وتقاعسوا عن تطبيقها وهذه نقطة سوداء تؤخذ على أدائهم".
"كان ولا يزال إتفاق الطائف ركيزة تسوية عربية لبنانية دولية، وهي لا تزال التسوية الأفضل في ظل غياب أي إمكانية لتعديل سياسي او تعديل النظام اللبناني لأن أي تعديل في النظام يحتاج توافقاً دولياً لا يزال غائباً وبالتالي يبقى الطائف الحاجة والضرورة"، بحسب بولس. أمّا عمّا يمكن اللجوء اليه لتأمين تطبيقه، فيمكن تجميل الطائف وتعديل بعض بنوده وتطبيق الباقي لا سيّما بند اللامركزية الموسّعة.
إستبدال الصف الأول السنيّ بآخر تغييري؟
على خطّ آخر، إعتبرت مصادر مواكبة في حديث لموقع LebanonOn، أن ما يحصل على الساحة السنّية عملية إستيلاد لصفّ أول سنيّ بوجوه تغييرية تعارض نهج سطوة السلاح قولاً وفعلاً وبالتالي يستشف ذلك من خلال التصريحات الخليجية التي تلت أزمة وزير الإعلام السابق جورج قرداحي التي وجهت رسائل في أكثر من اتجاه، وقبلها في خلال أزمة الـritz، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ولكن الأخير فضّل الوقوف "بالنّص" ومهادنة الحزب واقتصرت مواجهته لهيمنته كلاماً وعتاباً.
العين على الساحة السنّية ومصيرها في حقبة ما بعد الحريري الإبن.. فهل يكون إعادة صوغ المشهد على الساحة السنّية باكورة تغيير أوسع يطال أطرافاً أخرى؟

 

 

فيديو اليوم:

 
 

 
 
 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا