"إدفعوا مليار و125 مليون ليرة وإلّا الموت".. مأساة إنسانية تسقط على عائلة لبنانية: فادي على آخر نفس!

خاص ON | ميليسا نجم | Thursday, March 31, 2022 2:17:00 PM

ميليسا نجم - خاص LebanonOn

قد تعتقد أن اسوأ ما يصيبك قد يكون العجز، في وطن قضمه الفساد، والإهمال والإستهتار.

ولكن ما سترويه هذه السطور، سيثبت أن اسوأ ما قد تعانيه في هذه البلاد هو تبرير حاجتك للعلاج وهو ابسط الحقوق، أن تضيق بك الحال ولا أحد يبالي، إن تضطر لأن تدافع عن إنسانيتك وتعلّقك بوالدك وخشيتك من فقده، لتأمين علاجهه..

القطاع الطبي مترنح أو على آخر نفس تماماً كحال السيد فادي الهبر، والذي يقبع منذ شهر في أحد مستشفيات بيروت، نتيجة إصابته بتليّف في الرئتين بعد تفاقم حالته جرّاء إصابته بفيروس كورونا، والتي عانى منها لسبعة اشهر، إستدعى دخوله المستشفى مراراً.

ولكن ما حصل مؤخراً مع العائلة، أشبه بمأساة، يرويها نجله الياس الهبر، وزوجته وإبنته لموقع LebanonOn.

ويقول الياس: "تفاجأنا بإتصال من إدارة المستشفى يبلغنا، أنهم سيوقفون علاج والدي، لأن فاتورتنا الإستشفائية بلغت حوالي مليار و125 مليون ليرة. نحن الذين بعنا كل ما نملك من نصف مؤسستنا الى سياراتنا ومصاغ والدتي في سبيل تسديد تكاليف علاج والدي، وقد إستطعنا تسديد مبلغ 300 مليون ليرة منها".

شاهد: اللبنانيون يجيبون بعفوية: البنزين بـ500 ألف.. رح تنتخب؟

ويضيف: "كما طالبونا بإيجاد حلّ سريع، وذلك بعد أن توقفت شركة التأمين عن الدفع بسبب تخطّي فاتورتنا الـ50 الف دولاراً والتي حددت كحدّ أقى لمرضى كورونا".

ويسأل الهبر بحرقة: هل أحتاج لتبرير عاطفتي لوالدي وإندفاعي لعلاجه؟

وعن تفاصيل المأساة التي تعيشها العائلة، يشرح: "في بادئ الأمر أجرينا له عملية trachea بكلفة 50 مليون ليرة، وكان المرجوّ منها ان تخفف ألمه ما لم يحصل".

بعد إتصالهم بدأت رحلة البحث عن حلّ، فلم نوفّر أحداً واتصلنا به في محاولة لإيجاد تسوية مع الإدارة، والتي خلصت بعد مفاوضات شاقة واتصالات بوزراة الصحة "وتبويس ايادي"، الى معاودة إستكمال العلاج موقتاً ولكننا لا نعلم متى سيتوقفون عن إعطاء العلاج لوالدي."

ويخبر الهبر عن واقعة حصلت مع العائلة، حيث طلبت إحدى المسؤولات في الإدارة، ان يتمّ إخراج الوالد من المستشفى وان يستكمل علاجه منزلياً، فهو "بيهدّي على عالحال سنتين"، متسائلاً: كيف سيستطيع والدي الصمود وهو في هذه الحال، حيث أنهم عندما حاولوا ازالة البلغم المتراكم هبط معدل ضربات قلبه الى الخمسين ما استدعى تدخلاً سريعاً قبل أن يكاد ان يلقى الوالد حتفه. أضف الى ذلك أن والدي يحتاج البقاء على جهاز تنفس، فهو تقريباً في حالة موت سريري، ولكن على عكس ما يقول الأطباء بأن والدي ميت ولا أمل بنجاته، فطالما أن روحه حيّة فالأمل موجود وما حدا أكبر من ربنا، انا متمسك بمعجزة تعيد والدي الينا.

ويكشف الهبر، في السياق عما تقوم به المستشفى بحق الوالد من توقف عن إجراء فحص معدل ثاني اوكسيد الكاربون الذي يفترض أن يقوموا به كل يوم. فآخر مرة اجروه له كان يوم الأحد وقد وصلت نسبته الى 102% وهو رقم خيالي يستدعي العلاج.

وبمزيد من اللوعة، يقول: "لأول مرة أسمع من والدتي وشقيقتي أن والدي يبكي من شدة الألم، لونه تبدّل الى الأزرق والأسود".

اما الوالدة فتروي بغضب وحرقة تستوقفها الدموع: "نعيش هذه الحال منذ ثمانية اشهر، ولم يبلغني احد بأن قيمة فاتورتنا الطبية قد تصل الى هذه الحدود، فنحن مثلنا مثل اي مواطن، لا نستطيع تكبد كلفة العلاج وما يحصل لا يمتّ للعدالة بصلة، فمن أين سأتمكن من تأمين هذا المبلغ والوضع من سيء الى اسوء"؟

"الله لا يسامحن"، الى اي زمن أوصلونا اليه، أفقروا الشعب وذلّوه، لا احد يرى ما اعانيه وكم يتحمل زوجي من آلام، هل من المقبول ان يوقفوا علاجه حتّى تسوية الأمور مع الإدارة وتأمين المبلغ المطلوب؟

لا نزال نملك هذه الشقة، فهل المطلوب ان نبيعها ونستقرّ في الشارع؟

وتذهب ظنون الياس الى حدّ التعبير عن خشيته من أي اجراء مميت بحقّ والده، خصوصاً بعد كلام طبيب والده المعالج معه حول تصرف الإدارة الذي صنفه في خانة التضييق على العائلة حدّ إخراجهم من المستشفى.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا