مارون ناصيف
عندما جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المرده سليمان فرنجيه على مأدبة إفطار رمضاني، ذهب الكثيرون بعيداً في تحليلاتهم وصولاً التسويق لنظرية أن الحليفين اللدودين لحزب الله أي باسيل وفرنجية سيتعاونان في الإنتخابات النيابية المقبلة وقد يتبادلان الأصوات بين بشري والبترون.
هناك من قال إن باسيل سيجيّر أصوات التيار في بشري لحليف المرده وليام طوق بهدف رفع حظوظه بخرق لائحة القوات، مقابل أن يجيّر فرنجيه أصوات المرده في البترون لصالح باسيل.
وهناك من سوّق لإحتمال أن يجيّر باسيل أصوات التيار في طرابلس حيث لا مرشح للتيار في دائرة الشمال الثانية لصالح مرشح المرده على لائحة تحالف النائبين جهاد الصمد وفيصل كرامي والأحباش، مقابل أن يجيّر فرنجيه أصوات المرده في عكار حيث لا مرشح للمرده في هذه الدورة، لصالح لائحة التيار الوطني الحر التي تضم مرشحين حزبيين، النائب أسعد ضرغام عن المقعد الأرثوذوكسي والقيادي جيمي جبور عن المقعد الماروني.
كل هذه التحليلات والتكهنات سرعان ما تبين ألا أساس لها من الصحة.
أولاً لأن التيار لا يمكنه أبداً أن يتبادل الأصوات في دائرة الشمال الثالثة لا مع لائحة المرده ولا مع أي لائحة أخرى وهو الذي يخوض وحيداً في هذه الدائرة معركة الحفاظ على مقعد رئيسه أي باسيل ومن دون أي حليف قوي بإستثناء تحالفه الوحيد مع الحزب القومي السوري فرع الروشة في الكورة.
وثانياً لأن باسيل قرر منافسة فرنجية على المقعد الأرثوذوكسي في عاصمة الشمال طرابلس. فعندما أعلن مرشحي التيار الوطني الحر في كل لبنان لم يسم باسيل أي مرشح للتيار أو حليف مدعوم من التيار في طرابلس، ولكن لم تمر إلا أسابيع قليلة قبل أن يعود رئيس التيار الى طرابلس مشاركاً في الإفطار الرمضاني الذي نظمته هيئة طرابلس في التيار. إفطار سرعان ما تبين بعده أن باسيل سيدعم في طرابلس وبأصواته التي تقدر بـ 675 في المدينة وبحوالى 1200 في الدائرة ككل، لائحة عمر حرفوش وتحديداً المرشح عن المقعد الأرثوذوكسي فيها ألفريد دوره، بينما سبق لفرنجية أن رشّح رفلي دياب عن المقعد ذاته وعلى لائحة تحالف النائبين جهاد الصمد وفيصل كرامي وجمعية الأحباش. وهنا لا بدّ من التذكير بأن دياب سبق أن خاض وبإسم المرده أيضاً المعركة الإنتخابية في طرابلس خلال دورة العام 2018 وعلى لائحة كرامي – الصمد – الأحباش وقد حلّ أولاً بين مرشحي الروم الأرثوذوكس في الدائرة بـ 1285 صوتاً بينما ذهب المقعد النيابي يومها وبسبب لعبة الحواصل والكسور لمنافسه على لائحة العزم الوزير السابق نقولا نحاس الذي حصل على 1057 صوتاً.
في دورة العام 2022 حظوظ دياب بالفوز مرتفعة أكثر مما كانت عليه في دورة العام 2018 بسبب غياب تيار المستقبل عن الساحة الأمر الذي قد يسمح للائحة كرامي – الصمد – الأحباش بالفوز بثلاثة الى أربعة مقاعد بدلاً من مقعدين فقط. على رغم هذه الحظوظ المرتفعة قرر باسيل منافسة مرشح المرده، مراهناً على نيل لائحة حرفوش الحاصل.
لكل ما تقدم، يقطع دعم باسيل لدوره الشك باليقين، وينسف بشكل قاطع أي كلام أو تحليل أو تكهّن عن تعاون إنتخابي بين التيار والمرده، أكان في دائرة الشمال الثالثة أو في أي دائرة أخرى.