توحيد سعر الصرف.. "على الـ 50 الف"؟!

خاص ON | بشرى جميل | Thursday, June 2, 2022 5:46:00 PM

بشرى جميل

يترّحم اللبنانيون اليوم على "ايام الـ1500"، يوم نصّت سياسات مصرف لبنان على تثبيت سعر صرف الدولار، وإنّ لم تكن هي السياسة الفضلى للبنان، لا سيما وان الناس لم تكن لتعرف خلفياتها. يوم لم يكن الدولار يختلف بين المصارف، والكاش والفريش بالنسبة للبنانيين، وكانت "الـ1500 تحكي".

امّا اليوم، وبعد 3 سنوات على الازمة الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها لبنان، يحتار الشعب اللبناني وفق اي سعر صرف للدولار سيتمّ التعامل معه، وعلى اي سعر صرف قد يستعيد امواله: 8000 ليرة لبنانية، 24000 ليرة اي سعر منصة صيرفة او 28000 ليرة اي سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وهكذا "ضاعت الطاسة".

منذ اسابيع، اعلنت الحكومة اللبنانية في "خطة التعافي" عزمها على إلغاء تعددية أسعار الصرف الرسمية بحيث يكون هناك سعر الصرف الرسمي واحد فقط يتم تحديده على منصة "صيرفة"، وبكلام آخر "توحيد سعر صرف الدولار". هذا الامر اثار جدلا بين المواطنين، فهل هذا الامر متاح ؟

بداية لا بدّ من التوضيح ان "تثبيت سعر صرف الدولار" يختلف عن "توحيد سعر الصرف": فلن يكون في اطار الاجراء الجديد على المركزي ضخ الاموال لابقاء السعر ثابتا "ازليا"، بل قد يكون السعر الموّحد "متحركا".

ولكن هل التوحيد ممكن؟ وما الفرق بينه وبين التثبيت؟

اعتبر الكاتب والخبير الاقتصادي انطوان فرح ان "توحيد سعر الصرف هو ممر الزامي للبدء بخطة التعافي"، كاشفا عن صعوبة في التطبيق. وقال في حديث لموقعنا: "قبل اقرار هذه الخطة وقبل اشاعة الاجواء الايجابية الضرورية من المستحيل ان نصل إلى موضوع توحيد سعر الصرف، خصوصا وان التوحيد بهذا المجال لا يعني تثبيتا، بل يعني الغاء كل اسعار الصرف المتداولة وفق التعاميم التي اصدرها مصرف لبنان ومنها التعميم رقم 158، 161، وغيرها".

فرح شدّد على ضرورة توحيد سعر صرف، لافتا إلى ان الامر ليس متاحا قبل البدء بخطة التعافي: "الاكيد ان المطلوب توحيد هذه الاسعار، ولكن الاكيد ايضا ان الامر ليس متاحا قبل الاتفاق النهائي على برنامج تمويل مع صندوق النقد، وعندها يكون التوحيد مبدأ اساسي من هذا الاتفاق".

واضاف: "سيبقى الوضع على ما هو عليه"، كاشفا ان مسؤولين في صندوق النقد يتحاشون ويحاذرون مطالبة مصرف لبنان وقف دعم الليرة المستمر لليوم والذي يهدر الاموال". وقال: "اجتمعت بالولايات المتحدة الاميركية بمسؤولين في صندوق النقد، وكان واضحا انهم يتفادون الموضوع، على الرغم من مواقفهم الواضحة، خوفا من انهيار اجتماعي كامل للبنان."

وتابع: "بالنسبة لهم المطلب الاول الوحيد هو اقرار الاصلاحات للوصول إلى اتفاق لبرنامج تمويل مع صندوق النقد وبالتالي هناك امكانية طلب وقف دعم الليرة بأي ثمن، وتوحيد سعر الصرف".

ماذا عن الرقم الذي سيتمّ توحيد سعر الصرف عليه؟

اوضح فرح انه من الصعب تقدير الرقم الذي سيصله سعر الصرف بتوحيده، ومن الصعب التحديد، خصوصا وان مصرف لبنان لا يزال حتى الساعة يضخ دولارات في السوق، وإن كان بنسبة اقلّ"، لافتا إلى انه ومع ضخّ الدولار، وصل سعر الصرف في السوق السوداء إلى 36 الف ليرة ومن الممكن ان يصل إلى ارقام اعلى. وسأل: "ماذا لو توقف المركزي عن ضخ الدولارات، إلى اي رقم ممكن ان يصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء؟"

واضاف فرح: "التقدير ليس سهلا ولكن يمكن ان نتوقع ان يصل الرقم إلى 50 الف ليرة بدون صعوبة، وبالتالي يمكن ان يتم توحيد سعر الصرف على هذا المستوى عندما تبدأ خطة التعافي، إلاّ اذا كانت الخطة اعطت ايجابيات اضافية وسمحت ان يكون توحيد سعر الصرف على رقم آخر".

انهيار شامل؟

وتوّقع الخبير الاقتصادي مرحلة صعبة جدا للبنان، بغض النظر عمّا اذا تم البدء بتنفيذ خطة التعافي ام لا، وقال: "من دون خطة للتعافي، مقبلون على انهيار شامل ومدمر للبلد، امّا في حال تم اقرار الخطة، فاللبنانيون امام مرحلة صعبة وطويلة ولكن يبقى فيها بصيص امل بالخروج من الازمة الحالية".

إذا، وفي حين ترتفع المطالبات لتوحيد سعر الصرف والغاء تعددية الاسعار، "ليعرف اللبناني يمشي مظبوط"، لا بدّ من تبشيركم: "بعد بكير كتير"...

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا