بايدن وحيدا في مطار جدة من دون الملك السعودي وبن سلمان.. وهذا ما يعنيه فتح الأجواء السعودية للطيران الإسرائيلي!

خاص ON | علي الحاج | Friday, July 15, 2022 9:22:00 PM

علي الحاج - خاص موقع LebanonOn

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم إلى مطار عبد العزيز الدولي في جدة في السعودية، وكان باستقباله أمير مكة خالد الفيصل، وفي زيارته السعودية التي تستمر يومين، سيعقد بايدن قمة اقليمية تشارك فيها 9 دول لتَباحُث آخر مستجدات المنطقة.

الغريب، كان وصول بايدن في طائرة آتية من تل أبيب، بعد ساعات من ترحيبه بقرار السعودية فتح المجال الجوي أمام جميع الخطوط بما في ذلك الاسرائيلية. فهل هذا يعني دخول "العدو السرائيلي" مجال الجو العربي بطريقة رسمية عبر بوابة السعودية؟ وهل ستدعم السعودية فكرة "الناتو" في الشرق الأوسط اذا تضمن "دولة اسرائيل"؟ وفي هذا الايطار، على ماذا يدل تزامن فتح الخط الجوي الاسرائيلي السعودي مع الخط العراقي الايراني الجديد الذي انطلق من النجف اليوم؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، كان لموقع LebanonOn حديث خاص مع الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع.

في البداية، وضع السبع عنوانًا لموضوع فتح الاجواء بين السعودية والعدو الاسرائيلي، وهو "تفاهم واتفاق" لعِب الأميركي دور الوسيط فيه.

فرأى أنه أولًا علينا أن نعود إلى أساس الاتفاق وهو "جزر تيران وصنافير" التي هي جزر سعودية في الأصب، لكن سنة 1950 وكجزء من المساهمة السعودية لدعم المجهود الحربي المصري، تم تقديم الجزر من قبل السعودية إلى مصر نظرا لموقعها الاستراتيجي الهام، لصناعة نصر بوجه الاسرائيليين على خلفية الحرب سنة 1948؛ وفي عام 1956 تم احتلال جزء من هذه الجزر، وعام 1967 إحتُلَّت بالكامل.

وأضاف أنه "عندما أقام الرئيس أنور السادات اتفاقية السلام عام 1979 شمل الاتفاق هذه الجزر، وبالتالي وضعت فيها قوات من الأمم المتحدة، وهم 1700 عسكري منهم 450 أميركيا، ليحرصوا على سير اتفاقية كامب ديفيد".

أشار أيضا السبع إلى أن المطالبات السعودية كانت دائما بإلحاح للجانب المصري على ضرورة عودة الجزر "تيران وصنافير"، وفي العام 2016 بشهر 4، تم تعيين الحدود البحرية بين السعودية ومصر، وحدث إقرار مصري بأن هذه الجزر هي سعودية. وفي عام 2017 أيضا تمت الموافقة من البرلمان المصري وبتوقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن هذه الجزر تعود للسعودية؛ لكن هذه العودة يتحتم عليها تعديل باتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر والعدو الاسرائيلي، ويصبح هناك ضرورة لموافقة العدو الاسرائيلي على هذا التعديل، خاصة مع وجود قوات تابعة للأمم المتحدة.

ووصف السبع عودة الجزر إلى السيادة السعودية اليوم بـ "الإنجاز الكبير، ويبدو أن الادارة الأميركية لعبت دور الوسيط ما بين السعوديين والمصريين وخاصة أنها لها مَونة لدى الاسرائيليين".

من جهة أُخرى، لفت السبع إلى "أن الاسرائيليين يبدو أنهم طالبوا بأن يحصلوا على سماح السعودية بمرور الطيران المدني الاسرائيلي كجزء من الاتفاق، مقابل موافقتهم على تعديل بنود كامب ديفيد". لكنه لم يرَ بذلك مؤشرًا لبدء التطبيع السعودي، ومؤكدا على وجود التزام سعودي "أخلاقي وانساني وإسلامي" تجاه القضية الفلسطينية، وأن "السعودية لاتزال سياسيا تتبنى المبادرة العربية للسلام حتى هذه اللحظة".

ونفى أن يكون هذا التفاهم الذي حدث "لعودة تيران وصنافير وفتح الأجواء" مقدمة للتطبيع، بل وجده جزءًا من تفاهم حول هذا الموضوع بالذات وليس أكثر، مبررًا بأنه عمليا في ظل هذا التفاهم حول استخدام الإسرائيليين للأجواء السعودية، "ستكون رحلات طائراتهم أقصر وبالتالي سيستفيد الاسرائيليون من ذلك على عكس ما كان يحدث في السابق".

وعلى المقلب اللآخر، بالنسبة للسعودية، "هناك حجاج من مسلمين عرب الـ48 الذين يحملون الجنسيات الاسرائيلية، كانوا في السابق يخرجون سنويًا من الأراضي المحتلة باتجاه الأردن ليستقلوا الحافلات أو الطائرات المتوجهة إلى مكة لاتمام مراسم الحج، أما الآن فبات سفرهم إلى السعودية مباشرًا متوفرًا وسهلًا".

وشدد السبع على موضوع عدم استقبال الملك سلمان للرئيس بايدن ولا الأمير محمد بن سلمان، وتكليف أمير مكة بذلك، معتبرا أن "هذا يدل على ملاحظات سعودية حول الطرح الذي يحمله بايدن".

وقال السبع: "علينا أن نترقب زيارة بايدن إلى السعودية وما سيحمل في جعبته، خاصة أنه أطلق تصريحات عالية النبرة في خلال وجوده في الأراضي المحتلة، والتي تحدث فيها عن منع الايرانيين من امتلاك سلاح ننوي، وتجنب أن يمنع الاتفاق النووي من وضع الحرس الثوري الايراني على قوائم الإرهاب، وقدم تعهدات بذلك".

كما وأكد أنه لا يوجد علاقة حتى الآن بين السعودية والعدو الاسرائيلي، فالسعودية لم تعترف باسرائيل اعترافا دبلوماسيًا، وأن "السعودية أطلقت مبادرة للسلام، لكن يبدو أن الجانب الاسرائيلي غير جاهز لعملية سلام حقيقية، ويريدون فرض حلول على شاكلة أوسلو ولا أعتقد أن السعودية ستقوم بخطوة كبيرة بعيدة عن الالتزام بالحق الفلسطيني لاقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس".

وفي الحديث عن موقف السعودية من فكرة "الناتو" للشرق الأوسط وتضمنه لـ "دولة اسرائيل"، أخبرنا بأن "العاهل الأردني عبد الله الثاني تحدث كثيرا عن هذا الأمر وتركيا أيضا كانت في جو الحديث، لكن لا أعتقد بأن الأمور مهيئة لإنجاز الناتو العربي".

أما عن تفسير التزامن بين فتح الخط الجوي الاسرائيلي السعودي مع الخط العراقي الايراني الجديد الذي انطلق من مطار النجف، وجده لا يدل على شيء.

وقلَّص السبع من حجم نتائج المفاوضات السعودية الايرانية قائلا: "بتقديري، علينا أن لا نعول كثيرا على مسار المفاوضات بين السعودية وايران، خاصة أنه حتى هذه اللحظة وبالرغم من عقد 5 جولات، إلا أنهم لم يضمروا إلّا بحدود ضيقة جدا تكللت بموضوع اليَمن".

وأخيرًا رأى أنه "بأي لحظة ممكن أن تتراجع المفاوضات، فالتجربة السعودية مع الايرانيين مريرة، فكلما اتفقوا عادت المفاوضات من بعدها إلى نقطة الصفر. لا أرى انفراجًا بعلاقتهم".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا