علي الحاج – خاص – موقع LebanonOn

أعلن نادي برشلونة الإسباني عن ضم المهاجم البولندي الشهير روبرت ليفاندوفسكي إلى صفوف ناديه بعد اتمام صفقته مع ناديه السابق الألماني بايرن ميونخ.

وكان النجم البولندي قد انتقل إلى البلوجرانا جالبًا معه الفرحة والأمل الذي افتقدته جماهير ناديه الجديد، بعد التعثرات التي صادفت برشلونة في المواسم الكثيرة الماضية وبخاصة مع رحيل أسطورته التاريخية الأرجنتيني ليونيل ميسي.

يُعرف عن مشجعي برشلونة حول العالم أنهم "تشتتوا" بعد اختفاء ميسي من قميص "الرقم10" للفريق، وهذا ما جعل في قلوبهم "جرحا عميقا" لا يعلم أحد إلى متى سينزف.

الآن وبعد قدوم "رأس الحربة" الشهير ليفاندوفسكي إلى مدينة كاتالونيا، شعر الكثير من مشجعي برشلونة بضماد جزء كبير من جرح ميسي، وبدأوا ينتظرون أولى مشاركاته مع الفريق ليشعروا بأنهم عادوا مع فريقهم المعشوق للمنافسات المحلية والعالمية بوجود لاعب هداف كبير مثل ليفاندوفسكي والذي حصد الكثير من الألقاب العالمية مع ناديه الألماني السابق وكان الهداف الأول والنجم الأول وله الفضل الكبير فيها.

من جهة أخرى، يعاني اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو المنافس الأول لميسي لمدة عقدين من الزمن على اسم الأفضل في العالم، من عدم ترحيب جماعي من قبل الفرق الأوروبية الكبيرة، وذلك بعدما أبدى رغبة بالرحيل عن فريقه الحالي الإنكليزي مانشستر يونايتد، لضعف آماله بالمنافسة على البطولات، حيث أن رونالدو يريد دوما إضافة المزيد من الإنتصارات والألقاب إلى سجله.

ومن وجهة نظر الفرق العالمية، فهي ترى بأن رونالدو ومع كُبر اسمه وآدائه المميز على الدوام، ومع تاريخه الكبير وخطورته بوجه خصومه في أرض أي مستطيل أخضر في العالم، فإن رونالدو أصبح في عمر الـ37 عاما، وهذا العمر في الرياضات المحترفة غير محبذ لأنه سرعان ما يتراجع مستواه من كل النواحي الرياضية والجسدية، ويصبح وجوده عبئًا على الفريق؛ لذلك يعاني رونالدو من عدم رغبة الفرق الكبيرة في ضمه اليها والتي تفضل عليه شباب، وبعد كل ما أنجزه للعبة كرة القدم وما حققه من أرقام كؤوس وبطولات صعب جدًا على أي لاعب محترف أن يحققها.

من هذه النقطة، سأنطلق من احباط رونالدو الحالي إلى 3 أو 4 سنوات من الآن وهي مدة أقصر من عقد ليفاندوفسكي مع برشلونة والموقَّع عليه بـ5 سنوات؛ فكما نعلم، عمر ليفاندوفسكي هو 33 سنة أي ليس صغيرا بالنسبة لرياضة عالمية ككرة القدم وخصوصا بفريق مثل برشلونة الذي يريد المنافسة العالمية من جديد مع مدربه تشافي هرنانديز؛ لكن الجميع يعلم بالتراجع الكبير الذي يعانيه الفريق من كل الجوانب، الأسماء، التبديلات، الهجوم، الدفاع... فهل كافيًا قدوم ليفاندوفسكي ليستعيد مجده ويحقق الألقاب التي يريدها؟ وهل سيحقق ليفاندوفسكي ما يريده في برشلونة بعدما جاء من الفريق الضخم بايرن ميونخ المرشح الدائم على حمل الألقاب؟ وفي خلال هذه السنوات، هل سيستطيع ليفاندوفسكي أن يحمل كأس أبطال أوروبا بقميص برشلونة كما يتمنى المشجعون وهو؟

كل شيء وارد في لعبة كرة القدم ولا جزم في كلمة نعم أو لا فيها؛ لكن! لنضع افتراضية ونتوقع ما يحدث على أساسها، وهي أن يبقى برشلونة في مستواه المتراجع ولا يحقق ليفاندوفسكي الألقاب معه في الـ3 أو 4 سنوات المقبلة! سيصبح ليفاندوفسكي في عمر رونالدو الآن وهو 37، وغير قادر على المنافسة في البطولات العالمية التي يجيد منافستها ويرغب بها دائمًا، وسيكون قد أضاع على نفسه آخر سنوات عمره التي يجري بها وراء الطابة العالمية في فريقِ لم يقدم له غير "الحبس الكروي" بعيدًا عن ما كان يحققه مع بايرن ميونخ.

عندها برأيك، هل سيعاني مستقبل ليفاندوفسكي القريب ما كان يعانيه حاضر رونالدو اليوم من عدم رغبة به في الفرق الكبيرة؟