فليتّعظ أصحاب الأفران من الغضب الشعبي الذي إنفجر في تعلبايا وإلا...

خاص ON | مارون ناصيف | Wednesday, July 27, 2022 11:38:00 AM

مارون ناصيف - خاصّ موقع LebanonOn 


خلال موجة طوابير الذل التي تشهدها الأفران منذ أيام بسبب سياسة الدعم الفاشلة وجرائم التهريب والإحتكار وتحقيق الأرباح غير المشروعة التي ترتكب ولو على حساب لقمة عيش المواطن ورغيف خبزه، لطالما إعتاد اللبنانيون على رؤية الإشكالات التي تسجل أمام الأفران تارةً بين لبنانيين ينتظرون دورهم للحصول على ربطة خبز، وفي معظم الأوقات بين لبنانيين يريدون ربطة خبز، وسوريين يريدون الحصول على أكبر عدد ممكن من ربطات الخبز إما لإعادة بيعها في السوق السوداء بأسعار وصلت في بعض المناطق الى أربعين ألف ليرة وإما لتهريبها الى سوريا والإستفادة من سعرها المدعوم.
أما جديد هذا المشهد فهو الفيديو الذي ضجت به وسائل التواصل الإجتماعي بالأمس لشبان إقتحموا مدخل الفرن الذي كانوا ينتظرون أمامه للحصول على ربطة خبز، وقاموا برمي ما عرضه أصحابه في الداخل من كعك وحلويات أرضاً وبتكسير صالة العرض الخاصة به.
قد يسأل البعض لماذا الإقتحام والتكسير؟ ولماذا إنفجر الغضب تحديداً في هذا الفرن بالذات؟
أما الجواب فبسيط وواضح ويفسّر في مكان ما حال الغضب هذه.
الجواب هو لأن الفرن الذي تم إقتحامه هو فرن موسى القائم في بلدة تعلبايا البقاعية، هذا الفرن الذي أوقف صاحبه منذ أسبوع من قبل دورية تابعة للمديرية العامة لأمن الدولة، وذلك بعدما عثر عناصر الدورية في داخله على عدد كبير من ربطات الخبز التي تلاعب أصحاب الفرن بوزنها بهدف بيعها الى الزبائن وتحقيق أرباح غير مشروعة ولو على حساب لقمة عيش الفقراء. يومها أوقف صاحب الفرن حوالى 10 أيام وعندما قرر قاضي التحقيق في البقاع رؤى حمدان إخلاء سبيله بكفالة مالية قدرها 30 مليون ليرة، إستأنف القرار المدعي العام الإستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، غير أن الهيئة الإتهامية في البقاع برئاسة القاضي مارون أبو جوده عادت وفسخت قرار الإستئناف ومن ثم أخلت سبيل صاحب الفرن بعدما صدقت قرار قاضي التحقيق.
الجواب أيضاً هو لأن صاحب الفرن نفسه، سبق أن أوقف أيضاً منذ حوالى شهر ونيف بتهمة تخزين كميات كبيرة من الطحين المدعوم.
لكل ما تقدم جاء مشهد الغضب والتكسير داخل فرن موسى في تعلبايا. غضب ليس فقط بسبب الوقوف في طابور الذل للحصول على ربطة خبز، غضب ضد صاحب فرن مرتكب يحاول قدر الإمكان وبكل الوسائل الإلتفاف على القانون لتحقيق أرباح غير مشروعة من دعم الطحين والخبز.
غضب، يجب أن يتعظ منه الآخرون من أصحاب الأفران كي لا ينتقل مشهد الإقتحام والتكسير هذا الى داخل أفرانهم.
غضب، يجب أن يشكل حافزاً لتكثيف الدوريات الأمنية الهادفة الى مراقبة أصحاب الأفران ومنعهم من الإمعان في سرقة المواطنين وكأن الأرباح التي حققوها من الدعم وعلى مدى سنوات وسنوات لم تشف غليلهم كي يستمروا بمسلسل سرقاتهم هذا !

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا