حزب الله: ضغوطات اميركية على الاتحاد الاوروبي.. فهل تخضع فرنسا؟

خاص ON | بشرى جميل | Thursday, September 22, 2022 12:42:00 PM

بشرى جميل - خاص موقع LebanonOn

تزداد الضغوطات الاميركية الاقتصادية والمالية على حزب الله وتتنوع اشكالها، منذ العام 2015 وحتى ايامنا هذه. فكانت العقوبات الاميركية في البداية تطال قياديين في الحزب، ثمّ تدرجت إلى مؤسسات واشخاص قريبين منه، حتى وصلت إلى وضع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعضو الكتلة النائب أمين شري والقيادي في الحزب وفيق صفا على لائحة الأوفاك في العام 2019.
وفي جديد القضية، اصدر مجلس النواب الأميركي مشروع قرار يحثّ الاتحاد الأوروبي على إدراج "حزب الله" اللبناني بكل أجنحته، بما فيها السياسية، على لائحة التنظيمات الإرهابية.

في هذا الاطار، استبعد الخبير المختص في الشؤون الأوروبية تمام نور الدين ان تقدم فرنسا بالتحديد على هذه الخطوة. وقال في حديث لموقع LebanonOn: فرنسا هي من اخترعت في البداية مصطلح الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله وذلك بهدف المحافظة على "شعرة معاوية" مع حزب الله"، لافتا إلى ان "المانيا متحمسة للخطوة التي حث عليها مجلس النواب الاميركي ولا مشكلة لديها بوضع حزب الله اللبناني بجناحه السياسي حتى على لائحة الارهاب".
واعتبر نور الدين ان الموضوع مرتبط بالملف الايراني النووي، مشيرا إلى انّه يمكن اعتباره ايضا نوعا من انواع الضغط على حزب الله في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وليّ اذرع ايران في المنطقة.

واضاف: "هناك قرار استراتيجي كبير في فرنسا للفصل بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله، حيث ان فرنسا بوسعها في هذه الحال التواصل مع الجناح السياسي".
وتابع: "فرنسا تتواصل مع حزب الله بشكل دائم، حتى انه يمكن القول انها تتواصل معه اكثر مما تتواصل مع نواب التغيير او القوات اللبنانية او غيرها من الاحزاب اللبنانية"، موضحا ان دور فرنسا الريادي كان دائما ولا يزال يكمن في قدرتها على التواصل مع الجميع.
فما يميّز فرنسا، برأي نور الدين، هو القدرة على التواصل مع الاضداد، إذ يمكنها التواصل مع الولايات المتحدة الاميركية ومع ايران، ومع حزب الله ومع السعودية وكل الدول من دون استثناء.

وقال: "لهذا السبب لا اعتقد ان فرنسا قد تقدم على هذه الخطوة، فهي بذلك تغلق على نفسها وتطيح بهذه الميزة".
ولفت نور الدين إلى ان الادارة الفرنسية تنتبه لمصطلحاتها والتعابير التي تستعملها، مذكرا بأن باريس رفضت استعمال كلمة ارهاب لوصف ما يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اوكرانيا، كما وان الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون لم يستعمل يوما كلمة مجزرة، بل عند سؤاله عما يحصل في اوكرانيا قال: "المحكمة قالت مجزرة انا لم اقلها".
ولكن ماذا لو اقدم الاتحاد الاوروبي على هذه الخطوة، ووضع اجنحة حزب الله بأكملها على لائحة الارهاب؟
اكّد نور الدين هنا ان فرنسا تمارس الضغوطات منذ وقت سابق على الجناح العسكري لحزب الله، حيث جرى العديد من المداهمات في فرنسا لمنظمات تابعة لحزب الله وغيرها، إلاّ انها تشدّد على ضرورة فصل "الجناح السياسي". كما واكّد انه لا يمكن لاعضاء حزب الله ان يحصلوا على فيزا من الخارجية الفرنسية.

واوضح ان هناك فرقا كبيرا بين العقوبات وادراج حزب الله بأجنحته على لائحة الارهاب، معتبرا ان الفرنسيين والاميركيين على سواء يعرفون جيدا ان العقوبات "اعلامية" ولا فائدة منها على الارض. فهي محاولة للضغط بحسب ما اعتبر نور الدين في حين انها "لا تقدّم ولا تؤخر"، متسائلا: "هل سيقوم امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بفتح حساب في مصرف فرنسي؟"
وقال: "وبالرغم من هذا، فإنّ الولايات المتحدة الاميركية ستكمل بالموضوع حتى النهاية".
امّا عن وضع اجنحة حزب الله بأكملها على لائحة الارهاب، فهذا بحسب الخبير يقطع العلاقات بشكل كامل ويمنع فرنسا من التواصل مع حزب الله "الارهابي يومها"، كاشفا ان المانيا في وقت سابق لعبت دورا مهما ووسيطا في عملية تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل، إلاّ انها توقفت عن لعب هذا الدور بعد ان اعلنت ان حزب الله ارهابي"، موضحا ان فرنسا لا تريد ان تخسر "دور التواصل مع الجميع".

إذا، يبدو ان الولايات المتحدة لن تكل ولن تمل حتى اضعاف ولي ذراع ايران في المنطقة والضغط على حزب الله، لكنّ علاقة الفرنسيين بالحزب، حاجة فرنسية ايضا، فهل من الممكن ان تتخلّى عن احدى ميزاتها كرمى لعيون الاميركيين؟

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا