من هو سلفادور أليندي الذي ظهر اسمه في جلسة انتخاب الرئيس السابعة؟

لبنان ON | | Thursday, November 24, 2022 11:27:00 AM

ظهر اسم سلفادور أليندي ضمن نتائج انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة اليوم، الامر الذي حيّر الكثيرين. فمن هو؟

سلفادور أليندي هو الرئيس التشيلي الـتاسع والعشرون، ولد في مدينة فالباراسيو التشيلية، وهو طبيب وسياسي ويعتبر أول رئيس دولة في أميركا اللاتينية ذي خلفية ماركسية. انتخب عضوا في مجلس الشيوخ ونائبا برلمانيا و وزيرا، وترشح للانتخابات الرئاسية مرتين في الأعوام 1952 و1958 ثم اصبح رئيس الجبهة الشعبية عام 1964 ودخل الانتخابات لكنه هزم ايضا وفي 1970 فاز بها، بعد تشكيل جبهة الوحدة الشعبية التي ضمت معظم قوى اليسار وفي مقدمتها الحزب الشيوعي، وفي عهده تبنى سياسة تأميم الصناعات وسياسة الفلاحة الجماعية.

كانت أيام تغييرات كبيرة وحماسة ثورية ملتهبة ، استرجع أليندي ثروات تشيلي ، النحاس والحديد ونترات الصوديوم أمّم الاحتكارات وكان الاصلاح الزراعي يكسر العمود الفقري للأوليغاركية (حكم الاقلية)، حيث قدم حزبه برنامجاً اقتصادياً متكاملاً ارتكز على اصلاح زراعي وزعت من خلاله الأراضي على الفلاحين، وكذلك تم الحفاظ على حقوق ومكتسبات عمال المصانع، كما وضعت إدارات المصارف و كثيرا من الشركات متعددة الجنسية تحت إشراف الدولة، كجزء من النهج الذي وعد به بنظام اشتراكي مبني على الديمقراطية.

وأمّم أغلب الشركات والمصارف مجلس النواب بالإجماع في العام 1971، مع الإشارة إلى أنّ المالك الأكبر لهذه المؤسسات كانتا شركتي Kennecott و Anaconda الأمريكيتين بالإضافة للحصار المالي الذي مارسه البنك الدولي وبنك إنتركونيتينتال أميركا للتنمية. ومع العام 1972 تحولت إدارة أغلبية المصانع الى يد العمال والدولة.

أعلن اليمين حربه القذرة، وكان أرباب السلطة الذين فقدوا الحكومة لايزالون يحتفظون بالأسلحة والقضاء، والجرائد والاذاعات. لم يكن الموظفون يؤدون أية وظيفة ، كان التجار يحتكرون البضائع، وأرباب الصناعة يخرّبون، والمضاربون يلعبون بالعملة .

كان اليسار وهو الأقلية في البرلمان يتخبط في العجز، والعسكر يحضّرون لانقلابهم الفاشي، ومع ذلك وبرغم كل اللوم الموجّه الى حكومة أليندي اصطف 800 ألف عامل وساروا في شوارع سانتياغو قبل اسبوع من الانقلاب، لكي لا يظن أحد أن حكومة أليندي وحدها، هؤلاء العمال كانت أياديهم فارغة.

خطط هنري كسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق ورئيسه نيكسون، للإطاحة بأليندي الذي انتخب ديمقراطيا رئيساً لتشيلي، قال كيسنجر أن في مقدور الفيروس التشيلي أن يؤثر حتى على الدول الأوربية، لذا قال أنه من اللازم إبادة هذا الفيروس، وهذا تماما ما قاموا بفعله.

قررت الولايات المتحدة أن سلفادور ألليندي خطر كبير يتهدد مصالحها، لكنها لم تستطع الطعن والتشكيك في شرعيته كحاكم ذلك لأنه فاز في الانتخابات بطريقة شريفة، لذا قررت إزاحته عن الحكم.

بذلت الولايات المتحدة جهودا لخلخلة حكم أليندي الاشتراكي في تشيلي، من خلال تمويل الجماعات السياسية المعارضة ووسائل إعلامها في تشيلي والتي كانت تعمل بكل حرية. كما دربت CIA عناصر من ميليشيات معارضة مولتها شركات امريكية لها مصالح اقتصادية مثل ITT. جاءت الانتخابات النيابية للعام 1973، لتزيد من قوة أليندي مع نيل حزبه 6 مقاعد نيابية إضافية في وقت كان خصومه اليمينيون يتوقعون أن يخسر الانتخابات، ما صعّد الموقف السياسي.

أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لجنرالات الجيش اليمينيين للتحرك ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً أليندي، وكان رجلها المختار لهذا هو الجنرال أوغستو بينوشيه قائد الجيش، الذي استولى على السلطة في 11 أيلول عام 1973، وحاصر القصر الرئاسي بدباباته مطالباً سلفادور أليندي بالاستسلام والهروب، لكن ألليندي رفض، وارتدى الوشاح الرئاسي الذي ميز رؤساء تشيلي طوال قرنين من الزمان، ظهر سيلفادور أليندي حاملاً سلاحه في يده وهو يراقب الطيران الحربي الذي يأتمر بأوامر الإنقلابيين يحلق فوق القصر استعداداً لضربه.

قبيل حدوث الغارة على القصر الرئاسي، كانت آخر كلمات أليندي عبر الراديو كالتالي: "أعلن أني لن أتنازل، اني مستعد أن أقدم حياتي دفاعاً عن السلطة التي ائتمنتني الشغيلة عليها، أن هروبي سيكون أقذر من خيانة هؤلاء الجنود الذين خانوا وطنهم…عاشت تشيلي، يحيا الشعب، يحيا العمال! هذه هي كلماتي الأخيرة، وأنا واثق من أن تضحيتي هذه لن تكون عبثية.وستكون العقاب المعنوي للجبن والخيانة". 

ليسقط قتيلاَ في القصر الرئاسي رافضاً التخلي عن حق الشغيلة في السلطة، تم حل الكونغرس التشيلي، و تعليق الدستور، وأعلن المجلس العسكري نفسه الحاكم الوحيد والمطلق للبلاد الذي غدا صورة دامية للإرهاب السياسي، حيث أغلقت الأحزاب السياسية اليسارية التي شكلت تحالف ألليندي الحاكم، ومنعت من ممارسة أي نشاط سياسي، وطورد اليساريون في كل أنحاء البلاد، ونتيجة لأفعال المجلس العسكري، قتل أكثر من ثلاثة آلاف تشيلي أو اختفوا، كما عُذب وسُجن أكثر من سبعة وعشرين ألفاً، ونُفي الكثيرون، أو هربوا طالبين اللجوء السياسي، ومنهم السياسية التشيلية إيزابيل ألليندي ابنة سلفادور ألليندي، والروائية التشيلية الأعظم إيزابيل ألليندي ابنة أخيه.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا