تقارب سعودي ايراني... هل ينعكس اي توافق رئاسياً؟

خاص ON | محمد عبدالرحمن | Friday, January 13, 2023 4:35:00 PM

محمد عبدالرحمن - LebanonOn

بالرغم من أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران بدأت منذ العام 1928، ألا أن فصول هذه العلاقة لم تكن دائما في أحسن أحوالها، فالتغيّرات السياسية الإقليمية على سبيل المثال كانت تلقي بظلالها على تلك العلاقات قبل قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في العام 1979، ولقد أحدثت قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979 واقعا جديدا في المشهد السياسي الاقليمي لا سيما المتعلق في منطقة الخليج العربي وبعض الدول العربية، هذا الواقع الجديد ترك ظلاله على علاقات إيران مع العرب بشكل عام والسعودية بشكل خاص.

لا شك أن الحديث عن تقارب سعودي ايراني، محط الانظار بشكل دائم، وبخاصة كيفية تأثير هذا التقارب على دول المنطقة بشكل عام وعلى لبنان بشكل خاص. وآخر الحديث عن هذا التقارب، تصريح لوزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان عقب لقائه نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، عن تقارب سعودي ايراني يحضر في هذه الفترة.

اللافت هنا هو توقيت زيارة عبداللهيان الى لبنان. فكيف تفسر الزيارة في سياقها وتوقيتها؟

خلال حديث الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع لموقع "LebanonOn" عن هذا التقارب، اعتبر اننا "أمام علاقة مضطربة سعودية-ايرانية منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، ولكن الحوار الايراني السعودي يتقدم لفترة ويتراجع لفترة أخرى، ثم تظهرت بعض العقبات وبالتالي نرى دائماً حوارا بين الحين والآخر قبل ان تحصل انتكاسة لتعيق هذا الحوار.

ولفت الى أن الامر الذي يعيق أي حوار أو نوع من التفاهم السعودي-الايراني هو موضوع اليمن وما يحصل هناك، مشيراً الى أن "ايران تتدخل بشكل سلبي في اليمن ومستمرة بعمليات التسخير وارسال الدعم العسكري للحوثيين، وهذا الامر لا تنظر له السعودية بعين الارتياح، وفي الوقت ذاته الايرانيون لا يكفون عن اطلاق تصريحات بشأن توطيد واعادة العلاقات الديبلوماسية مع السعوديين".

ورأى السبع "أن اليمن هي العنوان الاساسي لأي تقارب سعودي-ايراني، وفي حال توصل صاحب القرار الايراني الى قناعة بالانكفاء عن التدخل السلبي في اليمن واستخدام الحوثيين كورقة ضغط ضد السعودية، هنا سنصل الى انفراجات في العلاقات السعودية-الايرانية".

واشار الى أن، هذه الانفراجات لها علاقة بعدد من الملفات الاقليمية بدءاً من اليمن للعراق نحو سوريا ووصولاً الى لبنان، فعلى صعيد لبنان، فإن التقارب السعودي الايراني سيترجم بحكم المؤكد عند شخصية "سليمان فرنجية" الذي سيكون أحد ثمار هذا التفاهم، بخاصة أن الثنائي الشيعي هو الحليف الوحيد لايران في لبنان، وما يربط  سليمان فرنجية بالثنائي من العلاقات، اضافة الى ذلك، العلاقة التاريخية بين جد سليمان فرنجية والسعوديين، حيث كانت العلاقة الشخصية متينة بين الجد وبين الملك سلمان، والدليل على ذلك ان المملكة مررت عام 2016 اسم سليمان فرنجية.

وأكد السبع أن مسار الرئاسة في لبنان منحصر بين شخصيتين، قائد الجيش جوزف عون من جهة، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة ثانية، فاي نوع من التقارب السعودي الايراني سينعكس بشكل ايجابي على شخص سليمان فرنجية.

وعن مصير العلاقة بين السفارة السعودية وحارة حريك بعد هذا التقارب، رد السبع: "لا يمكننا أن نحكم أن تصل الامور الى هنا، ولكن في حال  حصل هذا التقارب بشكل جدي، فإن الجانب السعودي يتعاطى مع المؤسسات ومع الدول ولا يفضل التعاطي مع التنظيمات"، مشيراً الى أن "الممكلة العربية السعودية تفضل دائماً أن تتعاطى مع الدولة اللبنانية بشكل مباشر".

ولفت في حديثه عن العلاقة السابقة والزيارات المتبادلة بين حزب الله والسعودية التي استمرت حتى عام 2010، الى ان هذه الزيارات كانت تحصل بين وفود من المملكة الى امين عام حزب الله حسن نصر الله، بمقابل موفدين من الحزب الى السعودية، فأيّ تفاهم سعودي-ايراني سيترجم هنا الى انتظام حزب الله داخل الدولة اللبنانية ولن يلعب حزب الله دوراً سلبياً امام السعودية في لبنان.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا