لا عودة للحريري.. ولا هم يحزنون

خاص ON | حسين صالح | Wednesday, February 15, 2023 1:40:00 PM

حسين صالح - LebanonOn

وسط حشود رفعت الرايات الزرقاء والأعلام اللبنانية والسعودية، شقّ رئيس الحكومة السابق سعدالدين الحريري طريقه إلى ضريح والده الشهيد، في ذكرى اغتياله.

"الله يرحم الرئيس رفيق الحريري والله يعين لبنان"، هذا كل ما أدلى به المعتزل سياسياً، أمام جماهيره التي لطالما كانت تنتظره، لعله يعدل عن قراره، ويؤثر على الساحة السياسية اللبنانية، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة.

قبل الزيارة، كثرت الأحاديث عن أن مجيء الحريري إلى لبنان في ذكرى استشهاد والده يحمل رسائل سياسية، وربما يكون جس نبض من بعض دول الخليج لعودته، بعد اظهار شعبيته والالتفاف السياسي حوله سواء من الحلفاء أو الخصوم. لكن مصادر تيار المستقبل أكدت لموقع LebanonOn أن لا صحة لما يتم تداوله، وقالت: "نحن لا تهمنا الأحاديث إنما ما يهمنا هو كيف تمت الزيارة". وشددت على أن "الزيارة لا تحمل أي بعد سياسي ولن تتضمن أية مواقف من هذا النوع".

وأشارت المصادر نفسها إلى أن "هذه الزيارة كانت لإحياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري تحت سقف تعليق العمل السياسي الذي نلتزم به، التزاماً بقرار الحريري". وأضافت أنه "لم يتغير شيء بالحيثيات التي جعلت رئيس مجلس الوزراء السابق يأخذ قرار اعتزال العمل السياسي، أمام ما نراه يحصل في البلد من فراغ رئاسي، وانهيار القضاء، وانحلال بمؤسسات الدولة، بالإضافة إلى خطاب طائفي ومذهبي يزيد يوما بعد يوم".

وتعليقاً على تصريح الحريري المقتضب جداً، قالت المصادر إن "ما صدر من الشيخ سعد هو واقع الحال أمام الانهيار الذي تشهده البلاد ومسؤولية الجميع حول هذا الانهيار".

لا شك أن الساحة السياسية حالياً تفتقد رجلا كسعد، الذي ينفتح على الجميع ويتقبلهم، كما يفتقد المجلس النيابي "النفحة السنية المتوحدة بمواقفها"، لا سيما في الملف الرئاسي، إذ يشهد عدم توافق بين الكتل، بما فيها التي تمثل الطائفة السنية، وهذا ما كان أشبه بالمستحيل لو لم يعلق الحريري عمله السياسي.

شعبياً، أخذ الشارع السني روحاً بطيف سعد في لبنان، الشارع الذي لطالما كان مع الحريري في الاوقات والأزمات كافة، متأملاً بأن يغير وجوده في البلاد القرار الذي اتخذه، ويعيد لم شمل الطائفة، التي لم تتفكك فقط بمجلس النواب، إنما أيضاً في المناطق والشوارع، ولكن بقي سعد الحريري يجمع مختلف الاطياف.

على ما يبدو أن الحريري لديه القناعة شبه الكاملة بعدم الغوص في الحياة السياسية مجدداً، ولعله يحاول النظر إلى الأنفاق من الخارج لكنه لا يرى سوى الظلام، ما يجعله يفكر بدل المرتين عشر مرات، وعلى الأرجح "لا عودة ولا هم يحزنون".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا