صندوق بريد مشتعل يهدّد بفلتان أمني غير مسبوق.. "هيستيريا الدولار" تفتح البلد على مصراعيه

خاص ON | محمد عبدالرحمن | Friday, February 17, 2023 5:48:00 PM

محمّد عبد الرحمن - LebanonOn

تستشري الأزمات في لبنان بدءًا من الازمة الاقتصادية التى وصلت الى ذروتها والازمة السياسية في البلد في ظل فراغ رئاسي حتى اشعار آخر مروراً بأسوء أزمة اجتماعية؛ وفي ظل هذه الازمات لم يخل المشهد من تحركات في الشارع ولما شاهدناه في خلال اليومين الماضيين من تفلت أمني وقطع للطرقات وحرق بعض المصارف في العاصمة.
إلا أن طرابلس تشهد انغماساً في البؤس، عمّقه انفلاتٌ أمنيّ لا يُطاق، وما تخلّله من قطع للطرقات الرئيسية والفرعية وظهور مسلح لأول مرة لاجبار المواطنين على اغلاق محالهم التجارية. فهل تكون طرابلس منطلقا للاحداث في الشارع؟ وهل ما حصل خلال اليومين الماضيين في طرابلس هو بمثابة انذار للإنفلات الامني الكبير؟ أم هو مجرد تحركات لايصال رسائل سياسية؟
وفي خلال قراءة للوضع العام عبر موقع LebanonOn مع الصحافي غسان ريفي، لم يخف خشيته من وجود بعض المحاولات لتحريك الشارع انطلاقا من طرابلس، ولكنّه رأى أنّ هذه المحاولات باءت وستبوء بالفشل. وقال: "طرابلس عانت الأمرّين لأنّها كانت ولا تزال صندوق بريد ناريّ سياسي وأمني لأكثر من جهة"، مشيرا الى أنه "أصبح الوعي كافيا لدى أبناء المدينة عن الحديث في كلّ مرّة عن مخطّطات أمنيّة تُحاك لعاصمة الشمال، ورأينا الجيش اللبناني قد اتخذ قرارا حازما وصارما لضبط الوضع في الشارع تحاشيا لأي نوع من الإنفلات الأمني، بخاصة عندما ظهر عدد من المسلحين لإرغام المواطنين على اغلاق الاسواق".
وتابع ريفي: "من الظلم تصويب العين دائما على طرابلس، فالوضع الاجتماعي منهار في كل البلد وشاهدنا أمس حرق بعض المصارف في العاصمة بيروت وقطع بعض طرقاتها؛ فطرابلس بعد ثورة 17 تشرين أيقنت الى اين وصلت هذه الثورة واتجاهاتها واهاليها أبدَوا حرصهم على ألّا يتم سوقهم الى مَن يريد إيصال رسائل سياسية وتصفية حسابات لاننا نعيش في بلد خال من الصدف وكل شي محضّر ومرتب"، مشيرا الى أنّه "إذا كان هناك قرار بأخذ الأمور نحو الإنفلات الامني في الشارع، فلن يكون القرار محصورا في منطقة طرابلس بل سيتعدّاها الى جميع المناطق اللبنانية الاخرى بما فيها العاصمة بيروت".
وردّا على سؤال عمّا إذا كان هدف هذه التحركات هو ايصال رسائل سياسية، لفت ريفي الى انه "لا يمكننا أن نبعد أي تحرك في الشارع عن الوضع السياسي في البلد، فاليوم يوجد صراع على رئاسة الجمهورية وصراع أكبر على رئاسة الحكومة، ولدى البعض مصلحة في هذه التحركات، سواء في طرابلس ضد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي او في بيروت ضد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري".
وعن ربط هذه التحركات بزيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى لبنان، لفت ريفي الى أن "هذه الزيارة عائلية وعاطفية في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن لا شك أن حضوره الوازن وأي حركة منه لها اشارة سياسية". ولا يعتقد ريفي أن هناك من علاقة بين زيارته والتحركات الاخيرة، لان الرئيس الحريري معلق حياته السياسية ولم يقم بأي تصريح سياسي او زيارة لها علاقة بالملف السياسي في لبنان.
وأضاف: "مَن يريد دفع قرار الفوضى في البلد لا يمكنه ذلك بوجود الجيش اللبناني، لانه الضمانة الاساسية لحماية الامن وضبط الوضع وهذا ما شاهدناه في خلال عملية الامس في حورتعلا"، مؤكّدا أنّه "وبالرغم من كل ما وصل اليه البلد يبقى الجيش يتصدى لأي خلل أمني وحتى أمام محاولات عديدة ودائمة للاستفادة من الوضع الاجتماعي وتصويبه نحو الانفلات وهذا الامر يبقى موضعياً".
أخيرا، ختم ريفي حديثه لموقعنا معتبرا أن "الشارع مفتوح على مصراعيه وكل المحاولات متاحة، نحن أمام هستيريا اقتصادية واجتماعية وسياسية، وهذا كفيل أن يحرك الشارع في أي لحظة".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا