توتر في الداخل وإرباك من الخارج.. "إسرائيل" في وضع حرج؟

خاص ON | حسين صالح | Friday, March 3, 2023 6:20:00 PM

حسين صالح- LebanonOn

مظاهرات ضده، مقاومة داخلية بوجهه، سياسات خارجية تربكه... أسوأ أيام حياته، ربما يعيشها اليوم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، آخرها جاء بمحاصرة زوجته في "صالون حلاقة" من قبل مواطنيه المحتجين على عمله السياسي الاستيلائي، ناهيك عن التوترات التي يشهدها الداخل الاسرائيلي بمواجهة المقاومة الفلسطينية.

وباعتراف من رئيس السلطة الاسرائيلية إسحاق هرتسوغ، تمر "إسرائيل ومجتمعها" بأزمة داخلية وجودية عميقة وخطيرة تهدد مستقبل كيانها. ويأتي ذلك بعد سلسلة احتجاجات على مشروع تعديل النظام القضائي، الذي يتضمن جعل المحكمة العليا غير مؤهّلة لإلغاء أي تعديل للقوانين الأساسية التي تعتبر بمثابة دستور، وإدخال بند "الاستثناء"، الذي يسمح للبرلمان بإلغاء بعض قرارات للمحكمة بغالبية بسيطة تبلغ 61 صوتا من أصل 120 عضوا في البرلمان.

في هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الاسرائيلية حسن حجازي في حديث لموقع LebanonOn إن "المظاهرات ضد السلطة الاسرائيلية دخلت أمس مرحلة جديدة، وهي مرحلة استخدام العنف من جانب الشرطة، التي أصبح لـ"وزير الأمن القومي الاسرائيلي" ايتمار بن غفير نوع من الوصاية عليها، وأكد أنه أدار أمس عمليات الشرطة بشكل مباشر، ما يشير إلى تسييس عملها وتحويلها لأداة بيد السلطة".

ورأى حجازي أن ما يحدث له تداعيات خطيرة في المرحلة المقبلة، متوقعا أن تشهد المظاهرات عنفاً كبيراً في المستقبل بعدما كانت في بداياتها سلمية. ولفت إلى أن "خطوة المتظاهرين بمحاصرة زوجة نتنياهو تُعتبر خطوة تصعيدية بوجه رموز السلطة"، مشيرا إلى أن "الأمور متجهة نحو التأزم ولا حلول رغم عرض رئيس الكيان طرح صياغة للحل بين الحكومة والمعارضة".

رغم ذلك، قال حجازي: "حالياً لا وجود لمؤشرات حدوث حرب أهلية إسرائيلية"، موضحاً أن "ذلك يحتاج لوجود طرفين مسلحين في الشارع"، وأضاف أنه "في الوقت الحالي، وحدها المعارضة تتصدر المشهد". ورأى أن "الخطر لديهم يكمن بتفكك السلطة والمؤسسات بالإضافة إلى سيطرة اليمين عليها، ما يؤدي إلى ترك اليساريين والعلمانيين مناصبهم في الدولة والجيش، أي ان نصف الاسرائيليين يصبحون مرشحين للهجرة".
وعن تشريع عقوبة الاعدام في "إسرائيل"، قال إن المراقبين للوضع لديهم، يعتقدون انه من الصعب تطبيقه لأنه سيترك تأثيرا كبيرا على الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هكذا تشريع يؤدي إلى جعل الفلسطيني أكثر شراسة بتنفيذ العمليات الاستشهادية "لأنه عالحالتين ميت".
وفيما يخص آخر الأحداث بين المقاومة الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية، لا سيما على نابلس وحوارة، شدد حجازي على أن رغم كل ما يحدث هناك إلا أن الغرب والأميركيين لا يمكن أن نسمع منهم سوى كلام الادانات والشجب تجاه "إسرائيل".

محلياً، استبعد حجازي انعكاس الوضع في "الداخل الإسرائيلي" على لبنان، مشددا على أن اللعب مع لبنان وخصوصا حزب الله خطر، لأن أي مخاطرة ممكن أن تفتح حرب لن تكون كسابقاتها. من جهة أخرى، لفت إلى أن تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو رسالة لأميركا، وتؤثر عليها أكثر مما تؤثر على الجانب الإسرائيلي.

في سياق آخر، تتخوف "إسرائيل" من التخصيب النووي لإيران، إذ ذكرت تقارير أن طهران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى %84، فيما قابلتها تقارير إسرائيلية تفيد بأن نتنياهو أجرى 5 نقاشات سرية حول إيران، تقرر في أحدها رفع الاستعدادات والجهوزية لتنفيذ هجوم على المنشآت النووية بإيران، ولكن السؤال هنا: "هل تتجرأ السلطة الإسرائيلية على خوض هكذا تجربة "انتحارية" تزامناً مع أزماتها الداخلية؟"

ما يحدث في إسرائيل إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أن مهما تأخّرت "نبوءة الزوال"، ستتحقق عاجلاً أم آجلاً، إن لم تحصل بالحروب والسياسات الخارجية، فستحدث بـ"ضرب الظالمين بالظالمين"...

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا