مسلسل "معاوية" يعيد الشرخ بين المسلمين مجدداً... هل من خلفيات سياسية؟

ON/OFF | محمد عبدالرحمن | Tuesday, March 7, 2023 5:40:00 PM

محمد عبد الرحمن-LebanonOn

يبدو أن اطلاق مسلسل "معاوية بن ابي سفيان" في شهر رمضان المبارك وفي هذه الفترة بالتحديد التي يحتدم فيها داخل المنطقة العربية الصراع السني-الشيعي، اثار جدلاً مفاده ان الاسباب الدافعة للانتاج وعرض العمل سياسية بحتة، وقد اعتبر البعض ان تجسيد شخصية معاوية اليوم ومافعله قبل 1400 سنة، ما هو الا لاستدراج الفتنة وزيادة الشرخ بين الطوائف الاسلامية.
وما إن تم الاعلان عن موعد عرض المسلسل رسمياً من قبل مجموعة "MBC"، حتّى اتخذت السجالات طابعاً مذهبياً حاداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، امتداداً للانقسام بين المذهبين حول هذه الشخصية التي تثير الغضب بالنسبة للشيعة، والناجحة سياسياً بالنسبة للكثير من السنّة.
وغالباً ما يثير تجسيد شخصيات الصحابة عبر شاشات التلفاز أو المنصات الرقمية حالة من الجدل، وينقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدين ومعارضين حول مقاصد وخلفيات هذه الاعمال الفنية. وفي هذا الاطار، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في العراق من السعودية وقف المسلسل وعدم عرضه، كونه يحمل دلالات سياسية .

الجدليّات التاريخية حول شخصية معاوية

مع العلم أن على عدة سنوات، قامت عدة جهات بصناعة مثل هذه الاعمال التاريخية وربما لا تحظى باتفاق المذهبين مثل مسلسل عمر الفاروق، وهارون الرشيد وغيرها العديد من الشخصيات، الا أن شخصية معاوية تتمتع بحساسية عالية عند الطائفة الشيعية، كونه المتهم بقتل الامام علي في معركة صفين، كما اتهم بقتل ابنه الحسن بن علي. أما يزيد بن معاوية فهو متهم بأمر قتل الحسين بن علي في معركة عاشوراء.

استعادة الماضي للصراع السني الشيعي في الحاضر لأسباب سياسية!

اعتبر الاعلامي حسين مرتضى أن "طرح مثل هذا العمل اليوم لهذه الشخصيات الجدلية عبر التاريخ، تترك الكثير من علامات الاستفهام والاشارات التي من شأنها أن تزيد الشرخ بين المسلمين، وما أحوجنا هذه الفترة للتماسك بالوحدة والتقارب الاسلامي".
واشار مرتضى الى ان "انتاج مثل هذه النوع من الاعمال وما هو الا لتأجيج الرأي العام وخصوصاً بعد ما مررنا به من مطبات وعقبات عبر الكثير من الاستحقاقات التي كان من شأنها ان تشعل الفتنة بين المسلمين، واليوم بعدما صدر الكثير من الفتاوى عبر عدة مراجع دينية تحرم السباب واللعن والشتّم لأي شخصية دينية، الاّ أن بعض المؤسسات في السعودية قام بالترويج لطرح هذا العمل في هذا التوقيت، ولم يكترث لما له من تأثير سلبي على الرأي العام والمجتمعات الاسلامية".
ورأى مرتضى أن "إلغاء عرض المسلسل في العراق عبر قناة "mbc عراق" بناء على طلب القوى السياسية في العراق، يأتي في سياق الحفاظ على العيش المشترك واحترام الشارع العراقي، ومحاولة للجم اي ردود سلبية تؤثر على الاستقرار في هذا البلد، ولكن ما زال قرار عرض المسلسل ساري عبر باقي قنوات مجموعة MBC".
ورأى مرتضى أن "ما تريد السعودية ايصاله اليوم من خلال هذا العمل ربما استعادة للتاريخ ولما قام به معاوية من قمع وترهيب وسياسات خاطئة اتبعها، وكأن التاريخ يعيد نفسه لما يحصل اليوم في السعودية من قتل وترهيب وقطع رؤوس وسياسة الاضطهاد للرأي العام، واعادة مبدأ سياسة توريث الحكم من الاب للابن، وربما هذه الطريقة التي اتبعها معاوية ما هي سوى امتداد لليوم وما تقوم به السعودية، وهذا سيكون الاستقطاب السياسي الذي تسعى السعودية ايصاله من خلال هذا العمل".
وفي هذا السياق، امتنعت جهات في دار الفتوى اللبنانية عن التعليق عن الموضوع معتبرة أن حتى الكلام والنقاش في هذا الموضوع يثيرالنعرات اساساً متمنية لو لم نقف عنده.

وكانت قد أصدرت شركة MBC بيانا تعقيباً حول الجدل، وقالت: لا صحة لما يتم تداوله عن مسلسل معاوية وسيتم عرضه بمجرّد أن يصبح جاهزاً، مشيرةً الى أن تلك الخطابات التي تطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحمل شعارات MBC هي خطابات مزورة ولا أساس لها، وتنتحل صفة المجموعة. كما و أكدت أن مسلسل معاوية مازال قيد التحضير انتاجياً وفنياً وسيتم الاعلان عن موعد عرضه بمجرد أن يصبح جاهزاً.

في الخلاصة، قد لا يكون صحيا الحكم على العمل قبل انتهائه وعرضه، وقد لا يكون في مكانه اطلاق شعارات قبل بدء العرض ومعرفة المحتوى الذي يتضمنه، وان كان سيحمل أي معان سياسية ام لا، وقد يكون من المفضل أخذ العمل بنظرة نقدية فنية وسياسية و اجتماعية في خلال عرضه، وعدم الحكم عليه قبل العرض خصوصا وأنه مازال قيد الانتاج، وذلك لعدم الانجرار في اثارة اي من النعرات الطائفية.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا