يعرف العديد من الآباء أن الرُضع يستمرون في البكاء بشكل لا يطاق، بدءا من الساعة الخامسة مساء وإلى غاية الساعة 11 مساء.
ويعرف الخبراء هذه الفترة الزمنية باسم "ساعة السحر"، وهي الوقت الذي يكون فيه الطفل الرضيع مزاجيا للغاية. وعادة ما يحدث هذا يوميا بين الساعة 5:00 مساء و11:00 مساء. ويمكن أن تستمر من بضع دقائق إلى بضع ساعات. وبالنسبة لمعظم الأطفال، تبدأ "ساعة السحر" في الحدوث بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الولادة، وتبلغ ذروتها في سن 6 أسابيع.
وأظهر بحث جديد أن هناك سببا علميا وراء حدوث هذا البكاء المزعج في "ساعة السحر". ويمكن أن تكون أسباب الصراخ لساعات هي عدم الراحة في المعدة والتعب والإفراط في التحفيز.
واجتمع أطباء الأطفال وخبراء النوم معا لدعم الآباء الجدد الذين يعانون من هذه الحالة المرهقة، وقدموا مجموعة من النصائح لتهدئة حديثي الولادة.
تختلف ساعة السحر عن ساعة المغص والتي تُعرَّف بأنها نوبات بكاء لأكثر من ثلاث ساعات خلال النهار، لأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، وتحدث على الأقل ثلاثة أسابيع متتالية.
ومع ذلك، قد يجد بعض الآباء الجدد أن لديهم طفلا مصابا بالمغص (نمط البكاء الذي يحدث في الوقت نفسه يوميا) يشارك أيضا في ساعة السحر.
ويعتقد مدربو نوم الأطفال والمهنيون الطبيون أن فهم سبب حدوث ساعة السحر هو المفتاح للتغلب عليها لاحقا.
ويُعتقد أن الشعور بالإرهاق هو السبب الأول للمزاج الصعب لدى الرُضع.
وقد يبدو أن المولود الجديد ينام باستمرار، لكنه كان في الرحم، حيث ينام كل ساعات النهار تقريبا في بيئة دافئة. والآن هو خارجا في عالمنا، وينام في بيئة جديدة تجعله مرتاحا.
وخلال هذا الوقت، يمكن للأطفال البدء بإفراز الأدرينالين في مجرى الدم، ما يجعل من الصعب عليهم النوم ثم يصبحون مرهقين مع تقدم ساعات اليوم.
ويقترح المتخصصون الطبيون إخراج الطفل من المنزل خلال النهار وفي وقت متأخر بعد الظهر لمساعدتهم على النوم بشكل أفضل في الليل.
وبالنظر أن حديثي الولادة بدأوا للتو في التعرف على العالم من حولهم، فالأضواء والأصوات والحركات كلها جديدة ومثيرة. ويمكن أن يكون هذا كثيرا بالنسبة لأجسامهم الصغيرة، ويصبحون مفرطين في التحفيز.
وبحلول الوقت الذي يصل فيه الوقت إلى الساعة الخامسة، قد يكون طفلك حديث الولادة وصل إلى أقصى حد من التحفيز ويبكي بسبب ذلك، لذا يبدأ في البكاء نتيجة لذلك.
وتشمل أعراض التحفيز المفرط الرغبة في المزيد من الرضاعة، وشد القبضة وعدم الرغبة في أن يتم لمسهم.
وتوصي ديزيريه بيرد، مدربة نوم الأطفال، بالتخلص من ضوضاء الخلفية لمساعدة طفلك على الاسترخاء.
وقالت: "قم بتعتيم الأنوار، وأطفئ التلفاز، واذهبي إلى غرفة هادئة لإرضاع طفلك. قد تكون البيئة الهادئة والبطن الممتلئ هما فقط ما يحتاجه طفلك خلال ساعة السحر".
والسبب الآخر الذي قد يحفز ساعة السحر هو عدم الراحة في المعدة بسبب الغازات أو ارتجاع الحمض، وكلاهما شائع جدا بين الأطفال حديثي الولادة بسبب تطور الجهاز الهضمي لديهم.
وعلى الرغم من عدم وجود دواء في الصيدلية مناسب للرضع، يمكن للأمهات الاطلاع على نظامهن الغذائي لمعرفة ما إذا كان أي من الأطعمة التي يأكلنها يمكن أن يسهم في ذلك.
ويقترح موقع WebMD الصحي التخلص من الأطعمة الحارة والمشروبات السكرية والمسببات الشائعة للغازات، مثل الفاصوليا والبروكلي والملفوف وملفوف بروكسل.
وتتمثل النصيحة الأخرى في إضافة "الضوضاء البيضاء" (مجموعة من الضجيج أو الأصوات التي تجمع كافة الترددات التي يستطيع الإنسان سماعها والتي تقع في مجال الطيف الترددي ما بين 20 إلى 20 ألف هرتز)، حيث أنها تحاكي الأصوات التي يسمعها الطفل أثناء نموه في الرحم، وهو ما يمكن أن ينقله مرة أخرى إلى المكان الذي يعرفه، ما يشعره بمزيد من الاسترخاء.