"سيليكون فالي"و"كريدي سويس": البنوك المركزية مستمرة برفع الفائدة.. هل الانهيار محتّم؟

خاص ON | محمد عبدالرحمن | Thursday, March 23, 2023 11:51:00 AM

محمد عبدالرحمن-LebanonOn

 

باتت توقعات حصول أزمة مالية اقتصادية عالمية قد تفتك باقتصادات الدول وشيكة، فمعدلات التضخم في عدد من الدول الكبرى ترتفع يوما بعد يوم. وهذا كله يأتي بالاضافة الى الحروب السياسية والعسكرية التي أثرت على المشهد الاقتصادي العالمي.
ولعل الاسبوع الاخير في العالم، وما حصل في عدد البنوك العالمية الكبرى، أصبح ينذر بأزمة اقتصادية عالمية تلوح بيدها بالافق على عالم ترزح دوله تحت وطأة التضخم وارتفاع معدلات البطالة والفقر.

وفي هذا الاطار، شرح الخبير المالي والاقتصادي عبد الله خزعل في حديث لـ LebanonOn أن الولايات المتحدة الاميركية بدأت ترفع الفائدة كي تحارب التضخم الذي حصل ووتيرة رفع الفائدة كانت سريعة، والعائدات على السندات تخطت 5 %، لافتاً الى أنه "من المنطقي أن يسحب المودعون أموالهم ويستعملوها بالاوراق المالية القصيرة الاجل والعالية السيولة للحصول على فوائد أعلى ومستوى مخاطر منخفض جداً".

وأضاف: "هنا أصبح سحب السيولة عاليا جدا من البنوك، ولكن الذي سبب الأزمة الكبيرة هو بنك "سيليكون فالي" الذي اضطر الى اصدار سندات ليقوم بدعم السيولة لديه، وبدأت الناس بعدها تقوم بتبديل ودائعها بهذه الأوراق وحصل ضغط كبير من زبائنه وهذا ما يحصل أمام اي بنك كان يتعرض لهذا النوع من الضغط عليه من قبل الزبائن، وهنا بدأت الأزمة تتجلى لتتسارع وتكبر هذه الفجوة".

وأشار خزعل الى أن الحكومة الاميركية تدخلت وقامت بضخ السيولة في البنوك لاعطاء الثقة للناس بأن أموالهم بخير لأن هذه الازمة هي أزمة سيولة وليست كما في  2008 أزمة قروض، وهي أزمة ائتمانية وقتها أعطت البنوك للمواطنين قروضاً ولم يقوموا بتسديدها. فالأزمة اليوم مختلفة، أي أنها أزمة سيولة، فتدخل الحكومة يستطيع ضبط الوضع الى حد ما.
وعن كان اذا من الممكن أن نكون مقبلين على أزمة مالية عالمية، رأى خزعل "أن السلطات في أميركا تقوم كل ما بوسعها لضبط الوضع ولكن اليوم اختلاف هذه الازمة عن أزمة 2008 هو أن الناس لم تقوم بترك أموالها في البنوك عكس ما حصل في خلال عام 2008".

واعتبر أن الخطر الاكبر في الدول الاوروبية يكمن في صعوبة تدخل البنك الاوروبي المركزي في بنوك الدول الاوروبية، وعلى الرغم من ضبط الوضع في سويسرا وبيع بنك "كريدي سويس"، الا أن الخوف هنا أن "كريدي سويس" لديه ديون بسندات بقيمة 15 مليار دولار وهذه مشكلة مطلوب معالجتها لأن من قام بشراء هذه السندات هي بنوك أخرى في أوروبا وحتما إن لم يسدد بنك "كريدي سويس" السندات عليه سيورط مصرفا تلو الاخر. وهنا يكمن الخطر من انتقال العدوى الى هذه البنوك التي قامت باعطاء قروض للاستثمار في سندات لبنك "كريدي سويس"ولكن لا أحد يعرف كيف ستنحل الأزمة والى متى ستمتد.

وفي حال تطورت الامور مالياً ونقدياً في أميركا، طمأن خزعل المودعين اللبنانيين في أميركا وغيرهم من المودعين، قائلاً أن دائماً يوجد قانون في اعطاء حد أدنى للمودع في حال حصول أزمة. ففي لبنان كانت من قبل حوالى 5 مليون وبعدها ارتفعت الى 75 مليون. أما في أميركا فالقانون ينص على أن كل مودع لم تبلغ وديعته 250 الف دولار أميركي سيحصل على الوديعة كاملة، وان تخطت وديعته 250 الف دولار أميركي سيحصل على مبلغ 250 ألف دولار أميركي من وديعته كحد أدنى، والخوف فقط على من قام بايداع مبالغ ضخمة في البنوك.

واعتبر خزعل أن الخوف الأكبر هو في خطوات البنوك المركزية التي لم تنته من رفع معدل الفائدة، لأنها تحاول محاربة التضخم بأي وسيلة لانها مضطرة. حتى أنه بالأمس رفع المجلس الفدرالي الاميركي الفائدة بمعدل نقطة بعد، مع احتمال المزيد من الارتفاعات، وهذا كله يؤدي الى ايذاء البنوك أن لم يكن نفس البنوك طويل للتعامل مع هذه الازمة.

الخوف اليوم يكبر عالمياً من تفاقم الامور ومن وصول المزيد من المصارف الى نفس مصير "سيليكون فالي" او مصير المصارف اللبنانية... على الاقل هناك في الخارج من حاول التحرك لردع الازمة.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا