حسين صالح

في معركة "سيف القدس" قبل عامين، أثبتت الفصائل الفلسطينية معادلة "وحدة الساحات"، أما اليوم فقد تطوّرت الظروف لتشمل هذه المعادلة محور المقاومة بأكمله، وهذا ما أظهره الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه أمس، إذ أكد بالفم الملآن تضامن دول هذا المحور مع بعضها عموماً ومع فلسطين خصوصاً.

توحيد الجبهات هذا يأتي في خضمّ التشرذم السياسي الحاصل داخل الكيان الصهيوني، والانقسامات الشعبية في الشارع الاسرائيلي، وكان آخر عمل أمني منسّق للمقاومة ككل الأسبوع الماضي، حيث تم قصف جملة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي المحتلة من دون تعليق، ليحفظ حينها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ماء وجهه بـقصف"موزتين وشوية مساحات مفتوحة"، ويدّعي أنه تسبب بأضرار في البنية التحتية للمقاومة جنوباً، وهذا ما نفاه نصرالله خلال الاحتفال بيوم القدس العالمي.

مؤشرات إيجابية وُلدت نتيجة "درع القدس"، ورسائل واضحة وصريحة للإسرائيلي مفادها "لا تقترب من المقدسات" وإلا إما الحرب أو الحرب، ويجاهر سيّد المقاومة بذلك، كما يؤكّد أنه أي اعتداء على أي جهة من المقاومة، لبنانية كانت أو غير لبنانية، داخل البلاد سيجرّ المنطقة إلى حرب.

في سوريا يختلف الأمر، إذ يتجرأ الإسرائيلي على قصف مواقع واستهداف نقاط حساسة، ناهيك عن انتهاكه شبه اليومي للجولان، ولكن في الأيام الماضية القليلة أُرسلت مسيرة من الأراضي السورية باتجاه الأراضي المحتلة، ما يشير إلى أن هذه الخطوة قد تكون بمثابة تحذير "لا تتجازوا الخطوط الحمراء".

أما في فلسطين، فالمشهد معروف وليس بغريب، شرفاء يدافعون عن أرضهم ومقدساتهم ويأبون الاستسلام لحيوان هائج لا يعرف سوى القتل والعنف تماشياً مع مصالحه، رغم كل الصعوبات والحصارات لا سيما في الضفة الغربية التي يعاني أهلها من نقص الأموال والسلاح.

لم ينته الأمر هنا، فالحوثيون - رغم ما هم عليه اليوم – يؤكدون وقوفهم إلى جانب الفلسطينيين، حتى أنهم لن يترددوا بدخول الحرب إن وقعت.
وبخصوص رأس الهرم والداعم الأكبر للمقاومة في المنطقة إيران، يهددها نتنياهو "المتخبط" بالحرب، وهو عاجز حتى عن وقف ما يحدث لديه، ويظن أنها ستتوقف عن دعم المقاومة في العالم...

ما يحدث اليوم إن دلّ على شيء فهو يدل على القوّة التي أصبح عليها هذا المحور، والتطوّر الذي بات يتمتع به، وذلك حصاد لما زرعه من صبر وقدرة تحمّل على اتهامات بريء منها، كما أصبحت قوّة الرّدع حاضرة و"حيث يجب أن تكون ستكون"...