اسرائيل تصطاد في ماء الانقسامات اللبنانية الداخلية.. قراءة في كلام هرتسوغ الاخير

خاص ON | تيريزا فخري | Friday, August 4, 2023 2:46:00 PM

تريزا فخري - LebanonOn

ليست المرّة الأولى التي تحاول فيها اسرائيل ان تظهر نفسها على صورة الدولة البريئة المستعدة لمد اليد ، محاولةً استعطاف اللبنانيين، عبر زعمها انها جاهزة لمساعدتهم عند وقوعهم في المحن، اذ لم يغب عن أذهان اللبنانيين بعد، العرض الانساني الشهير الذي أعلنت عنه تل أبيب لبيروت بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب، بالتوازي مع خروج تقارير تُرجّح تورّط اسرائيل في هذا التفجير الذي أدّى الى مقتل أكثر من 218 شخصًا.

الاربعاء، ظهر الرئيس الاسرائيلي  يتسحاق هرتسوغ على الحدود مع لبنان من جديد، بقِناعه البريء قائلاً: "أنظر عبر الحدود وأرى لبنان ينهار، أيّها اللبنانيون إنكم لا تستحقون ذلك، ولا تستحقون أن تدمركم إيران وحزب الله وتفككم".

حيث فصل هرتسوغ حزب الله عن لبنان، ومدّ يد العون والسلام، في وقت تحاول بلاده التطبيع مع بعض الدول العربية ومنها السعودية.

وفي سياق متّصل رأى المحلل السياسي والمختص في الشؤون العبرية حسن حجازي في حديث مع LebanonOn ان هذا الخطاب الرسمي الاسرائيلي دائم، فهو يحاول ان يلعب على الانقسام الداخلي، ويعلم ان هناك جو لبناني يتلقّى هذا النوع من الخطاب، محاولاً العمل على فصل وزرع حالة التشكيك لدى اللبنانيين في أهداف المقاومة، وعلى حالة الشرخ لأن الاسرائيلي يدرك اننا في الداخل اللبناني لسنا متّفقين على بعض العناوين، كموضوع السلاح، وهذا الأمر هو في اطار الحرب النفسية والتأثير على الراي العام والقول للبنانيين: ليس لدينا مشكلة معكم بل المشكلة الأساسية مع حزب الله.

وأضاف: لكن الاسرائيلي يدرك ان الرهان على هذه القضايا لا يؤثر على المستوى العملي اللبناني، فالمقاومة لها بيئتها التي لا تتأثر بهذا الخطاب لذلك لن يكون للخطاب أي تداعيات.

واعتبر ان لا علاقة بين الأحداث في عين الحلوة وخطاب الرئيس الاسرائيلي، الا ان اسرائيل حاضرة في ما يحصل في عين الحلوة، في محاولة لإعادة ترتيب الملف الفلسطيني.

وأكّد ان هناك مسعى اسرائيلي للفصل على المستوى العربي العام، بين تيار مقاوم، وتيار يصفه الاسرائيلي بالمعتدل، وخطاب الرئيس الاسرائيلي يأتي في نفس هذا السياق، كون اسرائيل تقول انها تريد تسوية مع العرب واللبنانيين، مشدّداً على ان هذا الخطاب موجّه لشرائح معيّنة في الواقع العربي واللبناني.

وقال: "الخيار ليس خيار المقاومة على المستوى العربي، ولكن على المستوى اللبناني تحديداً، فالإسرائيلي مقتنع انه ليس هناك امكانية لتجاوز حزب الله مطلقاً وبالأخص في القضايا التي تتعلّق بالصراع مع اسرائيل، وانجاز تسوية او تطبيع ليس ضمن المشاريع الاسرائيلية كون الاسرائيليين يعتبرون ان لبنان لا يحمل هكذا موضوع خلافي قادر على  تفجير وضعه الداخلي".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا