"لم يكن يمرح على الجبهة".. حركة أمل في جنوب لبنان: هل ترعب "إسرائيل"؟

خاص ON | علي الحاج | Saturday, November 25, 2023 3:26:00 PM

علي الحاج - خاص LebanonOn

منذ اندلاع الحرب في غزة بعد "طوفان الأقصى"، وتصاعد وتيرة المعارك على جبهات عديدة خارج فلسطين المحتلة، من اليمن إلى العراق وإلى الجبهة الأهم وهي الشمالية لفلسطين، أي جبهة جنوب لبنان، والتي يديرها بشكل رئيسي حزب الله، وقدّم فيها 84 شهيدا بينهم الشهيد عباس محمد رعد ابن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ونشره بيانات عديدة يوميا عن استهدافات لمواقع تابعة للجيش الإسرائيلي داخل فلسطين؛ تساءل العديد عن دور باقي فصائل المقاومة ضد الكيان الصهيوني في جنوب لبنان وأبرزهم حركة أمل، التي تعتبر "إسرائيل" العدو الأول والأبدي لها منذ نشأتها على يد إمامها المغيّب السيّد موسى الصّدر، خصوصا بعدما ارتقى لها شهيد وهو علي الحاج داوود، وانكشاف حقيقة مشاركة الحركة في المعركة للجمهور اللبناني، فلم تعد هذه المشاركة مستورة ومخفية.

‏‎لكن مع فارق الإمكانات ونوعية الأسلحة والتجهيزات والتدريبات العسكرية بين الحزب الذي يمتلك صواريخ لم يعلن عنها ويهدد بها عمق "إسرائيل"، والأسلحة المتوفرة بين أيدي الجناح العسكري لحركة أمل، والتي سلّمت سلاحها الثقيل للجيش اللبناني بعد اتفاق الطائف، لابد أن يكون هناك أسئلة عن دور الحركة وجهوزيتها في جبهة لبنان ومواجهتها لـ"إسرائيل".

‏‎فكان لموقع "LebanonOn" حديث خاص مع الصحافي حسن الدرّ ليوضح هذا الغموض السائد عن ماهية قرار الحركة في الصراع في غزة وحجم عملياتها في جنوب لبنان.

رأى الدرّ أن "ما حدث في غزة ورغم الدمار وعدد الشهداء والعواطف، فسياسيا إسرائيل خسرت خسارة ثانية بعد الأولى وهي الفاتحة في 7 تشرين، أما الثانية فهي الهدنة التي أذعنت وأقرت أنها لا تستطيع أن تحقق أي إنجاز عسكري أو إستخباري، فهي لم تجد الرهائن الإسرائيليين ولم تحرر أي أسير لها بالقوة ولم تقدر أن تطال قياديا في حركة حماس".

‏‎من جهة أخرى، اعتبر أن "إسرائيل كانت تقول بأنها سوف تقضي على حماس، وكانت تدّعي بأن حماس ليس لها أي مستقبل في غزة وتفكر بالجهة التي سوف تحكم غزة بعد الحرب، والآن أصبحنا نجدها تفاوض حماس على ملف الأسرى، وحماس هي التي تفرض الشروط، بالتالي فإن إسرائيل بالمعنى السياسي البعيد والإستراتيجي خسرت خسارة أكبر من 7 تشرين وسوف نلاحظ تداعياتها أكثر داخل الكيان الصهيوني وحكومته، وقد بدأ الكلام منذ الأمس من اليمين المتطرف الإسرائيلي بالرفض لهذه الهدنة التي يعتبرها إنكسارا لدولة إسرائيل وهزيمة".

‏‎وأضاف الدرّ أن "الحروب لا تقاس بعدد الشهداء ولا بعدد الضحايا ولا بالبيوت المدمرة، وكل العالم يعرف أن إسرائيل لديها آلة قتل ودمار وهذا ليس بجديد، إنما المهم هو أن الحروب تقاس بتحقيق الأهداف وإسرائيل لم تحقق أهدافها، لكن حماس في المقابل من اليوم الأول من طوفان الأقصى قالت بأن أهدافها هي:

‏‎1- تحرير الأسرى، واليوم فرضت على "إسرائيل" معادلة الأسير الإسرائيلي الواحد بثلاثة فلسطينيين.

‏‎2- إحياء القضية الفلسطينية، واليوم هذه القضية هي الرقم واحد في العالم.

‏‎أما عن جنوب لبنان وتراتبية المقاومة اللبنانية بفصائلها فيه ودور حركة أمل تحديدا، وإذا كانت تمتلك سلاحا يرعب إسرائيل، أشار الدرّ إلى أن "الحركة مشاركة في هذه الجبهة بما تمتلك من قدرات وعناصر وإمكانات، بالقدر الذي تجده مناسبا للمعركة، وأن عساكر الحركة هم شباب لبنانيون يقومون بالدفاع عن أرضهم وقراهم، وأن مشاركة الحركة أعلنت بالدمّ فقد ارتقى لها شهيد، وهو لم يكن يمرح على الجبهة بل كان يرمي القذائف على العدو الصهيوني بأحد مواقعه؛ لكن يبقى الإعلان عن المشاركة للحركة في الجبهة أمر له علاقة بتقييم الحركة لواقع معيّن أصبحت الناس تعرفه بشكل عام، لكن لا أحد يستطيع أن يخفي مشاركة الحركة بالمواجهات في هذه المعركة، مثل كل المعارك التي سبقتها من الـ2006 وقبل التحرير في الـ 2000، ففي كل المراحل كانت الحركة موجودة".

‏‎وأردف قائلا أن "السلاح الأقوى الذي يمتلكه كلّ من حركة أمل وحزب الله هو سلاح الحقّ والقضية؛ نحن ندافع عن أرضنا وقضيتنا ونواجه عدوا ربّانا الإمام السيّد موسى الصدر أنه شرّ مطلق، وأنه يريد الإنقضاض على لبنان في أي وقت يسمح له بذلك، ولو لم يكن هناك مقاومة لكانت إسرائيل لازالت متواجدة في بيروت".

‏‎وأكمل: "أما السلاح العسكري، فحركة أمل إمكاناتها محدودة وهذا واضح ومعلن، ولكن قاعدة الإمام موسى الصدر في مواجهة إسرائيل لازالت سارية المفعول، وإذا قامت إسرائيل بخطوة لدخول جنوب لبنان، حينها يصبح "إبن حركة أمل" مثل "إبن حزب الله"، وعند الإلتحام تغيب الفوارق وتقوى الروحية والعقيدة، وعقيدتهما واحدة في مواجهة العدو".

‏‎وجزم الدرّ بأنّ "هناك تكاملا وجوديا على الجبهة وتنسيقا وإدارة مشتركة في هذه المعركة بين جميع فصائل المقاومة خصوصا بين الحركة والحزب، وأن الفريقين يعرفان نقاط انتشار بعضهما حتى لا يصبح هناك أي تضارب وأي أخطاء ميدانية".

‏‎أما عن احتمالية تطور الجبهة في جنوب لبنان في الأيام المقبلة، أكّد الدرّ أن "كلّ حدث في الجبهة اللبنانية، وعامل التطور في حدة المواجهة ومسار الحرب مرهون بعاملين أساسيين، قائلا: "السيّد حسن نصرالله كان واضحا جدا بخطابه السابق في تحديدهما" وهما:

‏‎1- تطور الميدان داخل غزة، وقال عنه "اليوم نحن داخل الهدنة، نتمنى أن تستمر وتنتهي الحرب هنا، ولكن في حال استأنفت الحرب وتطورت في غزة، فإن العمليات في جنوب لبنان سوف تستمر وتتصاعد".

‏‎2- اعتداءات العدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، ودلّ فيه إلى أن "المقاومة تقول منذ اليوم الأول أنها تدافع عن نفسها وعن لبنان، والعدو الإسرائيلي يقوم بالإعتداءات المتكررة والمقاومة تقوم بالردّ بنفس القوة وأكثر، بالتالي إذا قام العدو بتوسيع إعتداءاته، سوف يكون للمقاومة ردود وإجراءات أكبر بنفس مدى الإستهدافات وممكن أعمق منها".

‏‎وعن جهوزية حركة أمل لمعركة أكبر ضد "إسرائيل"، أوضح الدرّ أن "الرئيس نبيه بري كان دائما في كل ذكرى لتغييب الإمام موسى الصدر يؤكد على موقف حركة أمل من هذا الموضوع، وأنه منذ عدة سنوات في النبطية قال: "نحن مبتدأ المقاومة وخبرها"، وفسّر هذا القول بأنه يعني إذا توسع نطاق الإشتباك وإذا فكر "الإسرائيلي" بدخول برّي إلى الأراضي اللبنانية، سيكون للحركة مشاركة بزخم وحضور أكبر.

أخيرا، وجد الدرّ أن موقف الرئيس برّي منذ يومين كان عالي السقف عندما سألته مراسلة الجديد عن موضوع الهدنة، حيث قال: "الذي يحدث في غزة يحدث في لبنان"، وفسره على أنه موقف متقدّم جدا ويعني أنه إذا خرقت "إسرائيل" الهدنة في غزة، لبنان لن يسكت. ولا يعتقد الدرّ أن يكون للرئيس بري إطلالة قريبة بشكل كلمة أو مؤتمر صحافي يخص موضوع الحرب، لأنّ كلماته عادة قليلة في المباشر والمقابلات، فهو يعتمد التصريحات الصحافية أكثر من الإطلالات الإعلامية.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا