"لما تجرّأت إيران وحماس".. سيناريو ترامب رئيسا يوم طوفان الأقصى: هذا ما كان سيفعله (1)

خاص ON | علي الحاج | Saturday, December 2, 2023 4:08:00 PM

علي  الحاج – خاص LebanonOn

ما قبل حرب غزة ليس كما بعدها، وهذه القاعدة تنطبق على العديد من السياسات العالمية وخاصة في الدول التي كان لها دور أساسي في الحرب ومنها الولايات المتحدة الاميركية؛ ونحن على مشارف سنة رئاسية أميركية بحت، وكل العالم ينتظرها بعد كل التناحر والتحدي والتنافس الذي حصل بين الرئيس الحالي "جو بايدن" والرئيس السابق "دونالد ترامب".

غزة التي أصبحت في الشهرين الماضيين "القضية رقم واحد" في العالم، لا بدّ لحربها وصراعها أن ينتقل إلى الداخل الأميركي الذي تأثر نوعا ما في المشاهد الغزاوية، والذي شهد مظاهرات كانت الأولى من نوعها في دعم القضية الفلسطينية والمطالبة بوقف القصف والحرب على غزة، والتهديد بقلب الطاولة في الإنتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، إذا استمرت أميركا في الدعم الكامل لاستمرار الحرب.

من هذه النقطة، كان لموقع "LebanonOn" حديث مع مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي الأستاذ توم حرب، لمعرفة وجهة النظر الأميركية في هذا الموضوع، وإن كانت الحرب في غزة سيكون لها التأثير الكبير الذي ينتظره المعارضون لـ"إسرائيل"، على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط عموما وفي "إسرائيل" خصوصا في المستقبل، وإذا كان دعم الرئيس بايدن للحرب وقراراته فيها ومعالجته لها سوف يقللون من حظوظه في مواجهة الرئيس ترامب.

 وفيما يلي الجزء الأول:

إعتقد الأستاذ توم حرب أن "الحرب في غزة لن تؤثّر من الناحية السلبية، إنما سوف يكون لها تأثير إيجابي، وذلك لأن معظم الشعب في الولايات المتحدة الاميركية ينتمي الى الحزب الجمهوري، والحزب الديمقراطي والمستقلون، وهم جميعا يدعمون الدولة الإسرائيلية، لكن هناك جزءا صغيرا من الحزب الديمقراطي ضد إسرائيل ومع القضية الفلسطينية ولكنه في الوقت نفسه ليس مع حماس وكذلك الأمر بالنسبة لجزء من الجمهوريين".

واضاف حرب: "بالرغم من المظاهرات التي حصلت والتهديدات بالردّ في صندوق الإنتخابات الرئاسية، سيبقى الجزء الديمقراطي يصوّت للديمقراطيين، والجزء الجمهوري يصوت للجمهوريين ولن تؤثر حرب غزة على تصويتهم؛ أمّا بالنسبة للمستقلين، فإن الوضع الإقتصادي والوضع العالمي بشكل عام سوف يجبرهم على التصويت على أساسه وليس على أساس الحرب في غزة".

ويرى حرب أنّ "إسرائيل سوف تُدعم أكثر، وإن العالم الغربي سيرى بالمشاركة مع العالم الشرقي من الدول المعتدلة من العالم الإسلامي أن العنف لن يوصل إلى نتيجة، ومن هذه الزاوية بالذات، فإن ما بعد غزة وما بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية سيكون الدعم لإسرائيل أقوى، وإذا كان هناك حلول مطروحة بإنشاء دولتين أو أي حل آخر، فإن على الفلسطينيين أن يبرهنوا أنهم أهل للحل".

فالفلسطينيون بحسب حرب، "معروف عنهم في العقل الأميركي بأنهم جبهة رفض، لأنهم رفضوا كل ما تقدم لهم على مرّ السنين منذ أيام كيسينجر وما بعده، ومنذ حل "الدولتين" وحرب الـ67 والـ73 وكل ما تلاهما. لم يفعلوا شيئا. وحتى لو تعاطف العالم مع القضية الفلسطينية باعتبارها حق مشروع، إنما بعد رفض الفلسطينيين لكل شيء – (مثل عندما وضع الرئيس السابق دونالد ترامب مشروعا قالوا عنه "صفقة القرن" ورفضوه، وعندما كان الديمقراطي أيام "بيل كلينتون" يوصلهم إلى حلول ولا يمضي عليها "ياسر عرفات"، وعلى أيام الرئيس السابق باراك أوباما لم يستجيبوا للحلول أيضا) - فإن الرأي الأميركي سيفكر بأنّه يشغل نفسه في قضية فلسطين من دون أي نتائج وأن الشعوب هناك تريد التقاتل فلن يهتم بهم أكثر من ذلك".

ترامب \ بايدن وغزة والإنتخابات

وعن إحتمالية استغلال ترامب لحرب غزة في مواجهة بايدن، قال حرب: "من دون أيّ شكّ، إن الرئيس ترامب سوف يستغلّ أي ضعف عند الخصم وسوف يستغلّ حرب غزة في حملته الإنتخابية، ولكن ليس بمعنى أن الرئيس بايدن دعم إسرائيل، إنما من باب كيف كان بايدن يمكنه أن يخفّف من حدّة الحرب، وأن التيارات الراديكالية كان يجب أن ينهيها بأي سعر".

وتابع: "ترامب كان ليقول بأن في عهده لم تكن تستطيع حماس القيام بأي خطوة كالتي شهدناها يوم 7 اكتوبر، فهي تعرف أنه سوف يضربها فورا بالمشاركة مع الإسرائيليين، بالتالي سيقول بأن إيران استغلت ضعف إدارة بايدن لتقوم بنفوذها مع حماس في إجراء عملية "طوفان الأقصى" لأنهم يعلمون أنّ الجواب الأميركي سيكون خفيفا من بايدن".

وأضف حرب: "لو كان ترامب مكان الرئيس بايدن أثناء الحرب في غزة، فلم تكن لتحصل طوفان الاقصى بحسب ترامب، لأن إيران لن تتجرأ على ترك حماس تقوم بـ"عمل إرهابي" كهذا في عهده، ولو حدثت فإنّه كان سوف يعطي الدعم الكامل للقضاء على حماس بكل تياراتها، وإجبار إيران على دفع حماس نحو الإستسلام بأسرع وقت ممكن وبالقوة؛ وإذا لم تستجب إيران ولم تقم بواجباتها، فكان سيبدأ بالبحث عن القيادات العليا الإيرانية مثل "الحرس الثوري" ويمنع تجوّلها خارج إيران أو يقوم بتصفيتها مثلما فعل بـ"قاسم سليماني"، وهو يحظى بدعم الشارع الأميركي والدول الأوروبية لاتخاذ هذا النوع من القرارات، والدليل على ذلك أن الدول الأوروبية كان لديها بعض التحفظ عندما تمّ اغتيال "سليماني"، لكنّها اعتبرت بعد ذلك أن ما حصل كان جيدا، واعترف الأوروبيون بقوة قرار ترامب بأنّه لم يشنّ حربا على إيران إنما اغتال سليماني وضاعف عقوبات مهمة على ايران، منها أنه خفّض ما أسماه "المدخول الإجرامي" من مليوني برميل من النفط إلى 400 ألف برميل مثلا وبذلك فهو "ركّع الإيرانيين".

ولفت حرب في ختام هذا الجزء إلى أنّ "ترامب يعتبر بأنه كان سيقوم بفرض نفوذه مجددا وسوف يتّبع الأساليب التي اتبعها سابقا ولكن بحدة أكبر، وكان سيهدد الحوثيين بأن أي صاروخ يخرج من عندهم تجاه "إسرائيل" أو باتجاه معقل مصالح الاميركية في المنطقة فإنه سيقوم بالرد عليهم مباشرة، في مواجهة بالتأكيد ستكون اكبر من المشهد الحالي".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا