إيران والسعودية: إستعداد لتعزيز العلاقات العسكرية.. تعقيدات كبيرة ومصدق مصدق بور يكشف تفاصيلها (1)

خاص ON | علي الحاج | Friday, December 22, 2023 6:04:00 PM

علي الحاج - خاص LebanonOn

جرى في الأيام القليلة الماضية اتصال هاتفي بين رئيس الأركان الإيراني محمد باقري ووزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، أكد فيه باقري استعداد بلاده لتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، وعبّر عن سعادة إيران بتعزيز هذه العلاقات وهي تثني على استضافة السعودية لقمة الدول الإسلامية الطارئة، كما عبّر بن سلمان عن ترحيبه بتعزيز العلاقات مع القوات المسلحة الإيرانية.

إن هذه الخطوة في تعزيز العلاقات بين إيران والسعودية ليست بالجديدة، فلم تمرّ سنة بعد على اتفاقهما الذي تمّ في بكين، لكن الغريب والجدير بالذكر أن هذا المسعى الجديد هو عسكري محض وبالتالي يطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل البلدين في الشرق الأوسط وعن سياسات يبدو أنها على مقربة من التغير في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة.

كان لموقع "LebanonOn" مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي الإيراني مصدق مصدق بور للحديث أكثر عن هذا الموضوع وللإجابة عن التساؤلات العديدة التي يحملها.

أشار مصدق بور إلى أن "المحادثة الهاتفية بين كبار مسؤولي الدفاع في إيران والسعودية بعد أشهر قليلة من إعادة العلاقات الدبلوماسية، يمكن اعتبارها خطوة أولى لاستهداف العلاقات العسكرية بين البلدين والارتقاء بها،

وللعلاقات مع دول الجوار جوانب سياسية واقتصادية ودفاعية مختلفة، فيمكن للدولة أن تحقق علاقات خارجية مستقرة مع الجيران البعيدين والقريبين إذا لم تكن منخرطة في جوارها في ازمة معينة ولديها وضع مستقر، وبطبيعة الحال، فإن الدولة التي تعاني من صراع في بيئتها المباشرة تعني أن تلك الدولة تواجه تحديًا أمنيًا، وفي هذه الحالة، لا ترغب الدول الأخرى في إقامة علاقات مع دولة لديها مشاكل أمنية لأن التحديات مع البيئة المحيطة والجيران تعيق جذب رؤوس الأموال الأجنبية والعلاقات السياسية والاقتصادية، لذلك فإن أي دولة تريد إقامة علاقات سياسية واقتصادية ودفاعية مع دول الجوار وكذلك مع الدول الأبعد، تحتاج إلى سياسة تصفير المشاكل في البيئة المحيطة بها.

وإعتبر مصدق بور أنّ "إيران ليست مستثناة من هذه القاعدة ومن أجل التواصل مع دول الجوار وغيرها تحتاج إلى زيادة التعاون مع هذه الدول، وهذه مسألة لطالما حظيت وتحظى باهتمام وتأكيد رجال الدولة في السياسة الخارجية وتنمية العلاقات الدولية؛ وبناء على ذلك، واصلت حكومة الرئيس ابراهيم رئيسي تطوير علاقاتها الدبلوماسية مع مختلف الدول، وبخاصة جيرانها، وسلكت طريق توسيع العلاقات مع السعودية، مما أدى إلى اتفاق بين البلدين قبل اقل من عام في بكين بالصين".

ورأى مصدق بور أن "اللافت في عملية استئناف العلاقات بین الریاض وطهران انها انطلقت من قاعدة أمنية – عسکریة حیث وقع الاتفاق بين اثنين من کبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في البلدين وهما الأدميرال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السابق ووزير الدولة مساعد بن‌ محمد العیبان، عضو مجلس الوزراء ومستشار الامن القومي السعودي، وبالتالي يمكن القول ان الاتفاق يمثل في نفس الوقت الخطوة الاولى للارتقاء بالعلاقات العسكرية بين البلدين".

وأشار مصدق بور إلى أنه "بعد 9 أشهر من الاتفاق المذكور أي في 30 تشرين الثاني الماضي وخلال محادثة هاتفية دشن البلدان أول جولة محادثات بينهما عبر اثنين من كبار مسؤوليهما في المجال الدفاعي، اللواء باقري رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية وخالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي وبحث الجانبان قضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير العلاقات العسكرية بين الجانبين لاسيما في المجال الدفاعي، بالإضافة الى اهم قضايا العالم الاسلامي".

واعتبر مصدق بور أنه "يمكن أن تكون المحادثة الهاتفية بين كبار مسؤولي الدفاع في إيران والسعودية رسالة جديدة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والرغبة في تطوير العلاقات ليس فقط في مجال الدفاع ولكن في جميع المجالات، ومن الممكن علی ضوء الإمكانيات والطاقات المتوفرة لدی الجانبین، اتخاذ خطوات أکبر أيضاً في التواصل بين البلدين، وهو بالطبع ليس ببعيد المنال، خاصة بعد إعادة فتح وتشغيل السفارات واستئناف العلاقات بعد نحو سبع سنوات".

تعقيدات كبيرة

وتحدّث مصدق مصدق بور عن أن "هناك تعقيدات كبيرة في العلاقات الأمنية بين إيران والسعودية والتي تترك تأثيراتها على مسألة الارتقاء بالعلاقة العسكرية بينهما؛ فالملف الامني يقف أمام تحديات متعددة خاصة في مجال امن مضيق هرمز والاتهامات المتبادلة باستخدام ادوات ضغط الأقليات بين البلدين، وتهريب المخدرات التي تتهم بها بعض الجهات المحسوبة على إيران، ومكافحة الإرهاب، فضلا عن الهجمات على الأراضي والمنشآت النفطية وحدود السعودية، والحرب في اليمن وغيرها من القضايا المعقدة التي قد تفعل من جديد، مما یبعث علی الامل بان لا یکون الاتفاق الحالي كسابقاته التي باءت بالفشل".

وتابع: "السعودية وإيران کما یبدو تسيران بسرعة في اتجاه تنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة بينهما قبل عقدين من الزمن، بل وتوسيعها بخطوات أخرى في البعد العسكري، فيما تشهد المنطقة توترات أمنية نتيجة للحرب الحالية في قطاع غزة وقبلها التوترات بين طهران وواشنطن".

وتثير هذه المشاكل تساؤلات مثل ما إذا كانت الاجتماعات الأخيرة بين الجانبين قادرة على حل هذه القضايا والاستمرار في ضمان استقرار عملية تطبيع العلاقات في مواجهة التحديات المستمرة في السياسات الأمنية للجانبين؟ وهل يشهد الملف الأمني والعسكري تطورا وتعاونا بين الجانبين؟

وأردف مصدق بور أنّه یجب ألّا ننسی انّ "أمن منتجي الطاقة في المنطقة، وخصوصا السعودية، مسألة في غاية الأهمية، خاصة وأن هذا البلد تعرض للعديد من الهجمات، وأهمها من قبل حلفاء إيران في اليمن (أنصار الله)، وبدلا من العمل من اجل تصفير المشاكل مع الجیران وعلی رأسهم ایران وحرکة أنصار الله، کانت الریاض تعتمد بشکل أساسي على الدعم العسكري الأميركي. ولعل الاتفاق الموقع بين الجانبين في شهر مارس من العام الجاري، يعد مقدمة لاستئناف العلاقات في كافة المجالات، لا سيما الجانب الأمني والعسكري، حيث استعرض الجانبان مؤخرا (30 تشرين الثاني 2023) العلاقات الثنائية في المجالان العسكري والدفاعي".

كما وشدد على "أن العلاقات بين الرياض وطهران تبدو حاليا جيدة في ظل الأزمات الشهيرة ومن المهم أن تتطور على نطاق واسع وإلى مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي وحتى الأمني في المستقبل لصيانة أمن المنطقة والقتال المشترك ضد الإرهاب وهذا أمر جيد".

وأضاف مصدق مصدق بور أن "في حزيران الماضي، قال الأدميرال شهرام إيراني، إن بلاده والسعودية وثلاث دول أخرى في المنطقة تخطط لتشكيل تحالف بحري يضم الهند وباكستان. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن هذا المسؤول العسكري قوله إن دول المنطقة أدركت اليوم أن التعاون مع بعضها البعض يمكن أن يرسي الأمن في المنطقة، وتتضارب مواقف طهران والرياض فيما يتعلق بعدة قضايا دفاعية من بينها التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، والحرب في اليمن التي تحاول الرياض إنهاءها، ودعم إيران لجماعات مسلحة تعمل ضد المصالح السعودية في المنطقة".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا