ميسا جبّولي - LebanonOn

بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون بغطاء "المصلحة الوطنية"، يرى مراقبون أن في التمديد هذا، مصالح خاصة، لا سيّما وأنّ الأنظار تتجّه اليوم الى رئاسة الجمهورية، والى قائد الجيش المرشّح الضمني في هذا السباق.
وفي وقت ينتظر اللبنانيون ما سيحمله العام 2024، يبقى الأمل مرتبطا بإنهاء الحرب والإجرام في غزة لتسهيل أمور الرئاسة وغيرها من العقد السياسية في لبنان؛ لكن لا يُخفى على أحد أنّ هذه التعقيدات قد تستمرّ الى ما بعد حرب غزة، فلبنان لا يزال منذ سنة وأكثر بالفراغ الرئاسي، أي منذ أشهر قبل اندلاع حرب غزة؛ مع العلم هناك حديث عن مبادرة ما قد يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع بداية العام في الملف الرئاسي، حيث تنقسم الآراء بين متفائل، وآخر يستبعد قيام المبادرة.

في هذا السياق، قام موقع LebanonOn بجولة اتصالات على الكتل النيابية لمعرفة موقفها من الحديث عن المبادرة الرئاسية للرئيس نبيه بري. فقد أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لموقع LebanonOn إلى أنّ "ليس هناك من مبادرة محددة حتى الساعة، ما يعني أن الرئيس بري ينتظر ما يمكن أن يصدر من مواقف واتصالات على أكثر من مستوى وبناء عليه قد يكون هناك حراك ما وليس وفق آلية محددة انما من ضمن الروحية التي تمّ إعتمادها في الجلسة التشريعية الأخيرة التي أدت الى نتائج ايجابية في التمديد لقائد الجيش". وأضاف: "لأنّها اعتمدت على قاعدة التوافق والتفاهم بين الجميع وعلى هذا الاساس، يمكن الإعتماد على نفس القاعدة في الملف الرئاسي وننتج تفاهما ما".
وتابع هاشم: "ما حصل في قيادة الجيش سينعكس في الرئاسة، ونحن نتوق دائما الى التوافق والتفاهم ونحن محكمون بهما واعتدنا ان نصل الى حل الازمات من خلالهما لان تركيبة نظامنا تحتاج الى هذه المعادلة".
وأكد هاشم أنه "ليس هناك من آلية بعد لحراك بري أو دعوة لطاولة حوار، انما لكيفية الوصول الى توافق ما بأية وسيلة كانت، آملا ان تكون 2024 بداية لحل أزمة الدستور وأن تكون المؤسسات منتظمة".
من جهته قال النائب التغييري ملحم خلف لموقع LebanonOn: "نريد انتظام الحياة العامة وأن يمثل الجميع الى الدستور وهو أولوية الأولويات". وتابع: "إن لم نمتثل الى مبدأ استمرارية السلطة لا قيمة لأي أمر"، مشيرا إلى أنه على "الرئيس بري ألا يدعو الى طاولة حوار انما الى انتخاب رئيس للجمهورية، فاليوم لا يجب أن نقوم بحوار على استحقاق، فالاستحقاق يجب أن نذهب به الى ما هو متفق عليه بين اللبنانيين وهو الدستور اللبناني".
وتابع: "اليوم اذا دخلنا الى جلسة، لا نمنع أبدا أن يكون هناك تفاهم ونقاش بين النواب ونحن بانتظار دولة الرئيس وما هي مبادرته لنبني على الشيء مقتضاه".
أما عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ يرى في حديث لموقع LebanonOn أنه "من المبكر الحديث عن مبادرة بري، ولكننا نرحب بأي مبادرة تعجّل بانتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق الدستور وبالنتيجة موقفنا ثابت من هذه الناحية ويجب اتباع الدينامية التي أوصلت الى التمديد لقائد الجيش التي قد تؤدي الى ولادة دينامية مماثلة لإنتخاب رئيس للجمهورية".
وبحسب الصايغ، فإن "أفضل طريقة هي فتح مجلس النواب واقامة دورات متتالية ولتكن هناك فرصة بين دورة وأخرى للتشاور والتفاهم بين الكتل، مؤكدا ان "طاولة الحوار مرفوضة والرئيس بري يدرك ذلك فأستبعد أن يقوم بدعوة للحوار".
أما عضو كتلة الجمهورية القوية النائب غياث يزبك يتمنى أن "يكون يوم التمديد لقائد الجيش نموذجا في انتخابات الرئاسة أي ان نقوم باتصالات جانبية وتواصل بالكواليس نتفق من خلالها على مخارج معينة لفتح قاعة مجلس النواب لانتخاب رئيس".
وتابع في حديث مع موقع LebanonOn: "هذا هو المسار الذي نسعى ان نعمل عليه وندفع بأن يكون مسلك آمن وضروري للتواصل بين القوى السياسية عند المفترقات الوطنية الكبيرة".
وأكد يزبك أنه "لا نزال على مرشحنا جهاد أزعور، واذا كنا سنتجه الى اسم ثالث، يجب ان يكون الفريق الآخر يبحث باسم ثالث او مجموعة اسماء أخرى ونقوم بمجلس النواب من خلال التصويت باختيار الاسم المناسب".
أما عن موقف القوات من سليمان فرنجية قال: "لا زلنا على موقفنا باتجاه سليمان فرنجية، فالمشكلة ليست ابدا شخصية انما لأنه يمثل خطا سياسيا لا نتفق معه ابدا".
وعمّا اذا كان بري سيدعو الى طاولة حوار، قال: "لن نشارك ابدا في اي طاولة حوار، وعلى بري ان يفتح المجلس النيابي وأن نقوم بحوارات جانبية بين الدورات المتتالية، اما طاولة الحوار فمرفوضة واعتقد ان الرئيس بري مقتنع ان هذا الطرح الفولكلوري يريده حزب الله لفرض مرشحه ولا يمكن إجراء حوارات تنفي وتتجاوز الدستور".
وبالنسبة لعضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله، فأكد لموقع LebanonOn أن "كل زياراتنا واتصالاتنا تصب في مصلحة رئاسة الجمهورية والمهم ان نجد أرضية محلية بالتوافق على مرشح توافقي".
وعن زيارة الاشتراكي الى بنشعي، قال عبدالله: "لا تعني ابدا اننا نوافق على فرنجية وهي زيارة روتينية قمنا بها لكل الكتل، ونحن مع اي حوار شامل أو ثنائي". وعن اسم مرشح معين قال: "سنتحاور مع الكتل وسنتفق على اسم معين في الوقت المناسب".
ومن جهة التيار الوطني الحرّ، قالت الناشطة في التيار، الاعلامية رندلى جبور في حديث لموقع LebanonOn إن :"بري ليس بوارد ابدا بأن يقوم بمبادرة حوارية جديدة مثل حواراته السابقة، وما يتم تداوله هو مجرد أحاديث صحفية، انّما الفكرة هي لتهيئة الأرضية، من اجل ان يلاقي لبنان بايجابية اي مستجدات على صعيد الحراك والقطري، انّما حتى الآن ليس هناك لا مبادرة ولا طرح جديد من قبل الفرنسيين والقطريين ولا نستطيع ان يقول التيار موقفه".
وتابعت: "اذا كانت مبادرة بري مبنية على نفس معايير النائب باسيل وتؤدي الى انتخاب رئيس لا مانع من المشاركة".
وأضافت: "لا أتوقع في العام 2024 أن يكون هناك رئيسا للبنان، ليس هناك مؤشرات ايجابية قريبة على عكس الأجواء التي يتم التداول بها، خصوصا انّنا مدركون ان فرنسا وقطر غير مهتمتين بالملف اللبناني حاليا".