الموساد الاسرائيلي يلاحق اللبنانيين في أميركا اللاتينية.. فهل يفعلها السيد في بلاد ميسي؟

خاص ON | علي الحاج | Sunday, January 7, 2024 5:46:00 PM

علي الحاج - LebanonOn

تنتشر في أميركا اللاتينية حيث الجالية العربية كبيرة جدا فيها وللبنانيين حصة ضخمة منها، أخبار أو شائعات أو حتى اتهامات للسكان من الأصول العربية واللبنانية بشكل خاص، حول تأسيس خلايا إرهابية وإجرامية هدفها إتمام مهمات تخريبية ضد اليهود المقيمين في هذه البلاد، وضد شخصيات من المستوى الرفيع هناك، ويربط البعض نشاط هذه الخلايا مباشرة بحركات المقاومة في البلاد العربية والشرق الأوسط ومنها المقاومة اللبنانية وفي مقدّمتها حزب الله، فيُقال بأن الحزب هو من يديرها ويعطيها الأوامر.

وإثر اغتيال "إسرائيل" لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان، وتوعّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابيه الأخيرين بالرّد الصارم على "إسرائيل" على هذا الاغتيال والتطاول على الضاحية الجنوبية الذي لم تشهد مثله منذ حرب الـ 2006، ركّز الموساد الإسرائيلي والمخابرات العالمية الموجودة في البلاد اللاتينية على شائعة وجود خلية تابعة للحزب هناك تعمل لإستهداف شخصية ما أو مركز يهودي يعتبر في اطار الرد من الحزب على "إسرائيل".

من هذا المنطلق، وللإجابة عن الأسئلة المطروحة حول هذا الموضوع، وفهم حقيقة ما إذا كان يوجد فعلا خلايا إرهابية في أميركا اللاتينية تعمل بالتنسيق مع حزب الله وغيره من حركات المقاومة، كان لموقع LebanonOn مقابلة مع الصحافي علي فرحات الموجود في البرازيل لينقل لنا الصورة والوقائع من هناك.

أكد الصحافي علي فرحات أنه "دائما يوجد في أميركا اللاتينية وخصوصا في الأرجنتين والباراجواي والبرازيل ملفات يسمونها "سين فوندو" أي ليس لها عمق قانوني، لأنّ جميعها يستخدم في الإطار السياسي، ولحد الآن لم يثبت أن هناك قضية اتهم فيها لبنانيون أو سوريون، وكان فيها أدلة دامغة وواضحة على ارتباطهم بحزب الله أو حماس أو القاعدة، ولدينا منذ عام 2002 حتى الآن عدة قضايا لعدد من اللبنانيين سُجنوا، وكانوا يُسجنون بعناوين إرهابية، ومن ثم تُلفق لهم تهم إقتصادية مثل التهرّب من الضرائب وغيرها، ولدينا وثائق كثيرة في هذه المسألة".

وأشار إلى أنه "في البرازيل منذ فترة شهر تقريباً، حكي عن خلية إرهابية ومن ثم تم التكتّم عليها بشكل كبير ولم يتم الوصول إلى أي نتيجة، وكان هناك أزمة ما بين الموساد الإسرائيلي وما بين الشرطة الفيدرالية البرازيلية بعد تبجح الموساد الإسرائيلي بأنه المسؤول عن العملية وأنه أحبط عملا إرهابيا، وحتى الآن لم يكشف عنه على الإطلاق، ومع ان القضية أصبحت في يد القضاء البرازيلي، لكنه لم يستطع إثبات أي شيء على هؤلاء الأشخاص حتى الآن، وهم بالمناسبة برازيليين واتهم أحد السوريين وهو غير موجود في البرازيل".

وأضاف: "أيضاً في الأرجنتين هذه المسألة التي تحدثوا فيها عن ثلاثة أشخاص من أصول لبنانية وسورية، وطبعاً لم يذكر كم هم عدد اللبنانيين أو السوريين، بل حكي عن شخصين في بيونس آيرس تم القبض عليهما وشخص ثالث أثناء وصوله إلى المطار وهو يحمل جنسية فينزويلية وجنسية كولومبية، لكن لم يصرح أحد عن التهمة أو عن الأدلة أو عمّا إذا كان بحوزتهم متفجرات أو مخططات أو أي دليل دامغ يستطيعون تقديمه للرأي العام على أساس أنه يوجد قضية حقيقية؛ لكن حُكي عن المركز المستهدف، بأنّ سوف يقام فيه دورة رياضية تجمع حوالي 4000 رياضي من أصول يهودية، يجتمعون كل فترة من أجل إقامة سباقات رياضية في الأرجنتين، وأنّ هناك معلومات من الولايات المتحدة الأميركية ومن الموساد الإسرائيلي تفيد بأنّ يوجد خلية مؤلفة من ثلاثة أشخاص سوف تعتدي على هذا الجمع، لكن حتّى الآن لا يوجد أي ملف قانوني في مجال التحقيقات، ولم يعلن عن هوية هؤلاء الأشخاص الثلاثة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أي تهم مثبتة".

وتساءل فرحات عن سبب وجود كلام دائم في أميركا اللاتينية لمثل هذه الأخبار والتهم تجاه العرب واللبنانيين ومن ثم يخفت وهجها بشكل كليّ؟ معتبرا أنها غالبا لا تحمل اي دلائل أو اثباتات، وأنها تستخدم في الملاحقة السياسية للبنانيين، وأنها عمليات ضغط وترهيب كبير لهم وللعرب الموجودين في هذه المنطقة، لأنهم يشكّلون ثقلا اقتصاديا كبيرا جدا، ولأنهم ايضا تدار حولهم الشُبَه بأنهم يؤيدون المقاومة في لبنان ويؤيدون حركه حماس في فلسطين، وأيضا لأنّ لديهم قدرة اقتصادية كبيرة، وبالتالي تستخدم هذه الاتهامات داخليا لإبتزازهم.

ولفت فرحات الى أنّه "يوجد قضايا عديدة في أميركا اللاتينية أظهرت أنّ هناك بعض المحققين، وبعض الأمنيين يساومون فيها التجار اللبنانيين والسوريين وغيرهم من التجار العرب بمبالغ طائلة من الأموال مقابل اسقاط هذه التُهم عنهم، لكن يلاحظ الآن انّ هناك نشاطا كبيرا للموساد الإسرائيلي في المنطقة من أجل الوشاية على عدد من التجار اللبنانيين، ومن اللبنانيين بشكل عام، وهناك كثير من الابتزازات التي يتعرضون لها وسواهم من أبناء الجالية العربية، اذا لم يتم التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية وغيرها، ومن الممكن التورط بملفات متعلقة بقضايا إرهابية وإتهام هؤلاء الناس والاعتداء عليهم بشكل كامل، خصوصا ان هذه الملفات تبقى سرية ولا تطّلع عليها السفارات أو أي أحد، وطبعا بعد تلفيق هذه التهم تصاب الجالية العربية في هذه المنطقة بصدمة وخوف، وبالتالي يبتعد الناس عن مناقشة مثل هذه القضايا".

ورأى فرحات أن هذا لا يعني انه من غير الممكن ان يقدم احد من أبناء الجالية هنا على إرتكاب جريمة معيّنة مخالفة للقانون بشكل ما، لكن حتى الان لم تثبت تهمة الإرهاب على أحد، حتى لم تستطع خمس أجهزة مخابرات موجودة في منطقة المثلث الحدودي،(تضم المخابرات الأميركية والإسرائيلية ومخابرات أوروبية عديدة بالإضافة إلى الأرجنتينية والبرازيلية)، إثبات اي ترابط ما بين هذه المنطقة وحركات المقاومة في لبنان، وبالتالي لا علاقة أبدا بين مسألة اغتيال الشيخ صالح العاروري في لبنان وردود الفعل في أميركا اللاتينية، وليس هناك مبررا لهذا الأمر، فلا يوجد أهداف دسمة عسكرية أو سياسية في هذه المنطقة.

وشدّد فرحات على أن "هذه العمليات أو هذه الشائعات لا يمكن إلا أن تستهدف أمن اللبنانيين والعرب الموجودين في هذه البلاد، وأنه يوجد تأكيدات واستدلالات حاسمة بأن كل هذه الاتهامات تأتي في مسيرة الابتزاز والضغط والترهيب لهم، أولا حتى لا يقوموا بنشاطات مؤيدة للقضية الفلسطينية وللمقاومة اللبنانية، وثانيا حتى لا يتجرأ أحد على دعم بعض عوائل الشهداء، وثالثا لإبتزازهم ماديا من قبل بعض الأجهزة الأمنية وبعض القضاة الذين يساومون بعض التجار اللبنانيين والعرب على مبالغ طائلة جدا من أجل إسقاط بعض الملفات، ويوجد أرض خصبة لهؤلاء الفاسدين ولأجهزة المخابرات من أجل ضرب ما يسمونه البيئة الحاضنة أو البيئة المؤيدة للمقاومة، وبالتالي يشعلون حربا من نوع آخر".

وأخيرا ختم فرحات حديثه لموقع LebanonOn قائلا: "أتحدى وأنا بحثت في كثير من الملفات الموجودة هنا المتعلقة بالإرهاب، ليس هناك أي قضية حقيقية تبنى على اثباتات وأدلة، بل على شبهات فقط لا غير، ولا ترقى حتى إلى مستوى القرينة"، معتبرا أن أي هجوم على مؤسسة مدنية حتى لو كانت يهودية سوف يؤذي الأمن الداخلي، ويؤذي اللبنانيين أكثر مما سيؤذي اليهود.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا