تفاصيل اللقاء الأخير لصالح العاروري.. هذا ما قاله عن "الشيعة"

خاص ON | علي الحاج | Wednesday, January 10, 2024 6:27:00 PM

علي الحاج - LebanonOn

بعد اغتيال رضي الموسوي في سوريا، وبعده بأيام اغتيال صالح العاروري في لبنان، إتجهت الانظار الى السلوك الاسرائيلي بعد ان سحبت اسرائيل قوات غولاني من غزة، حيث قرأ البعض في هذا التزامن بين الخطوتين بأنّنا أصبحنا في زمن الاغتيالات المتبادلة، وان اسرائيل بدأت فعلا بحربها الأمنية.

وأوضح الاعلامي كمال خلف في حديث لموقع LebanonOn أن "إسرائيل تتميز أولا بتفوق سلاح الجوّ وامتلاكها طائرات حربية قادرة على تحقيق أهدافها من الجو ولديها القدرة التكنولوجية والتطور الذين تفتقدهما حركات المقاومة؛ وثانيا إنّ ما تملكه "إسرائيل" من تعاون استخباراتي حول العالم مع البريطانيين والأوروبين والاميركيين، وبعض الإستخبارات العربية، وتبادل المعلومات بين هذه الدول ومشاركتها معها في هذا المجال هو كبير جدا، يؤمّن لها قاعدة بيانات وقاعدة تحرك ومجموعة أهداف لإغتيال قادة أو أسماء، وهذا غير متوفر أيضا لقوى المقاومة"، لكنّه لا يستبعد أن "يتم اغتيال شخصيات إسرائيلية مهمة لأنّ ذلك حصل سابقا عندما اغتيل الأمين العام للجبهة الشعبية مصطفى علي العلي الزبري المعروف بـ"أبوعلي مصطفى" أثناء الانتفاضة الثانية في 1020، اذ قامت الجبهة الشعبية بإغتيال وزير السياحة الصهيوني رحبعام زئيفي، وعلى اثره تم اعتقال قادة الجبهة الشعبية".

ولفت الى أنّ "الجبهة الشعبية في ذلك الوقت وحتى الآن كتنظيم وإمكانيات عسكرية واستخباراتية وامنية هي أقل بكثير من حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وبذلك فإن إمكانية الإغتيال لشخصيات إسرائيلية واردة كإغتيال مقابل، لكن صعوبة أن تصل إلى هدف او شخصية إسرائيلية بإمكانيات حركات المقاومة أصعب بأضعاف من أن تصل "إسرائيل" إلى أهدافها، ولكن رغم ذلك فالإسرائيليون فشلوا في الكثير من عمليات الإغتيال"، وطرح مثالا محمد الضيف، "برغم التفوق الإسرائيلي الهائل وإمكانات القسام المتواضعة في بقعة جغرافية صغيرة كغزة، لا يعرف الإسرائيليون الى الآن الضيف، واعتقدوا أنهم استطاعوا إصابته وأصبح مشلولا وبترت يده، وفي الآخر أظهروا صورة لشخص قالوا بأنه هو لكنه غير مصاب وقالوا أنهم فشلوا في التقديرات، لكن حتى اليوم الشخص الذي يظهرون صورته على أنه محمد الضيف، هم غير واثقين بأنه نفس الشخص".

وعن المقابلة الأخيرة لخلف مع الشيخ صالح العاروري قبل اغتياله، قال: "جلست معه في مكتبه بعد اجراء المقابلة، وكان لديه حماية وإجراءات أمنية على عكس ما قال البعض وتم التداول به بأن الرجل كان يتحرك بشكل عادي وكان معروفا للجميع ويتحرك امام الجميع، فعندما قابلته كان هناك إجراءات مشددة وأنا لم أكن أعرف المكان الذي التقيته فيه، ولم أكن أعلم من أين انطلقنا وإلى أين وصلنا، ولم أكن مغطى العينين بل كانت السيارة مظلّلة، وكان هناك تبديل للسيارات أيضا واجراءات اخرى كثيرة حتى وصلنا الى مكان المقابلة".

وتابع خلف: "كان بيني وبين الشيخ صالح العاروري شخص مشترك كنا نتبادل السلامات أحيانا عبره، وهو قيادي فلسطيني، وكنا نتحدث عنه في الجلسة الأخيرة وعن دوره وما يحدث، لكن لفتني في حديثه عندما تكلمنا عن العلاقة بحزب الله عندما قال لي: (نحن لازم نعمل على نبذ الطائفية ومحاربة الفتن الطائفية والتعصب الطائفي لأن هذا التعصب منشأه إسرائيل والإستخبارات الأميركية)، وقال لي: (يا أخ كمال حطها ببالك نحن والشيعة نمثل جناحي العالم الإسلامي، لن يطير العالم الإسلامي ويحلق بجناح واحد، فكل من يحرض طائفيا ويتكلم بهذا الخطاب الطائفي المقيض شك فيه، فإنه إما جاهل أو لا يفكر بمصلحتنا)، وهذا الكلام ليسجله التاريخ، وأن هذا الرجل كان يفكر بهذا الأسلوب، وانه كحماسيين وكإسلاميين سنّيين يجب ان نبني علاقة إستراتيجية مع الجناح الشيعي لأننا من دونه ومن دون وحدة العالم الإسلامي لا نستطيع أن ننهض كأمة، وهذا كان فكره".
وأخيرا كشف خلف عن حدث آخر، بأن أحد الأصدقاء للشيخ صالح العاروري توسط له عند دولة خليجية ليقيم فيها عندما كان مطاردا، وكما يعلم الجميع فهو ذهب إلى الدوحة حيث استقبل القطريون جميع قادة حماس لكنهم اعتذروا من العاروري، لأن كان هناك ضغط كبير على الدوحة لكي لا تستقبله، وذهب إلى تركيا وبعدها أخبروه الأتراك أنّ عليه المغادرة فهم غير قادرين على تحمل وجوده هناك فضاق به الحال، فقام أحد أصدقائه من المسؤولين والرموز الفلسطينيين بالتكلم مع زعيم دولة خليجية خلال زيارة له في هذه الدولة وسأله إن كانوا مستعدين لإستقبال العاروري لفترة مؤقتة ريثما يدبر أموره، فرد عليه زعيم هذه الدولة الخليجية: "بيجي صالح العاروري ويجلس هنا في مكتبي وبحمايتي آمنا مطمئنا، وأنا مستعد أن أعطيه مكتبي ومقري ليكون آمنا فيه"، لكن العاروري لم يقدر على الذهاب إلى هذه الدولة؛ وجزم خلف بأن هذا الأمر يجب أن يذكر في التاريخ بأن هناك زعيم دولة خليجية ابدى استعداده لاستقبال الشيخ صالح العاروري وحمايته، وقال: "هذه القصة سمعتها يوم استشهاده من شخصية مهمة جدا وتترك للأيام من هي هذه الدولة وهذا الزعيم ويجب ان تذكر في التاريخ لأن هناك رجال شجعان في أمتنا العربية وعالمنا العربي وفي الخليج وهناك قادة شجعان مؤمنون بالمقاومة، سوف يكشف الوقت أيضا عن العديد من الأمور التي حدثت خلال الشهور الأربع الماضية، ولا نعلم إلى متى سوف تستمر الحرب، لكن فيها الكثير من الكواليس التي يجب ان تدوّن وتسجّل بعد انتهائها لتبقى إلى الأجيال القادمة".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا