محمد عبد الرحمن-LebanonOn
في ظل الصراع الدائر في المنطقة سواء في غزة او في البحر الاحمر ولا سيما المناوشات على الحدود الجنوبية في لبنان، أثارت هجمات الحرس الثوري الإيراني ضد أهداف في ثلاث دول بالمنطقة هي العراق وسوريا وباكستان، موجة من الإدانات الإقليمية والدولية واستدعت ردا عسكريا من قبل باكستان وتوترا كبيرا في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقد رأى بعض المراقبين ان هذه الضربات لها بعد استراتيجي لايران، ولكن هناك ثمة أسئلة تطرح: هل من الممكن الربط بين هذه الضربات والحرب الدائرة في المنطقة؟ وهل تعتبر هذه الضربات بمثابة انذار من ايران بدخولها في هذا الصراع؟
في هذا الاطار، كشفت الاستاذة في العلاقات الدولية، الدكتورة ليلى نقولا، في حديث لموقع LebanonOn بأنه "من غير المتوقع أن تكون الضربات الايرانية على باكستان مرتبطة بحرب غزة والصراع الذي يحصل في المنطقة بشكل عام، لأن الصراع الايراني الباكستاني له جذور تاريخية قديمة وهناك خلافات تتعلق باعتقاد باكستان بأن احدى القوى فيها تتلقى دعماً من ايران من أجل الحكم والعكس صحيح".
أما عن ارتباط هذه الضربات بحرب غزة ولبنان، رأت نقولا "ان ايران تقول من خلال هذه الضربات المتنقلة سواء في الباكستان أو العراق بانها تخلت عن السياسة الخارجية التي اتبعتها وهي سياسة ضبط النفس، وهذا ما يوحي بأن ايران تريد ايصال الرسائل من خلال الضربات الى الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل بانها معنية في الصراع الدائر في المنطقة ولن تضبط نفسها كثيراً، ومستعدة للانخراط في هذا الصراع الاقليمي في حال تم المس بأمنها القومي".
وأضافت: "بحسب ما نعرفه عن السياسة الاميركية وسياسة الرئيس الاميركي جو بايدن ، فإن الأخير "لا يريد التصعيد في المنطقة، وأتى الى المنطقة من أجل استخدام الطرق الديبلوماسية لتهدئة المنطقة، وعندما ترشح للانتخابات الاميركية تحدث عن عودة الملف النووي الايراني الذي خرج منه الرئيس السابق دونالد ترامب".
وأما عن التصعيد الذي يحصل في البحر الاحمر، فقالت نقولا ان هذا التصعيد مرتبط بالأمن القومي الاميركي والاستراتيجية الاميركية الكبرى في العالم الذي تقول بأن الاميركيين يهدفون من ضمن سياستهم للتأكيد على ان الولايات المتحدة هي الدولة العظمى في العالم والمسيطرة على حرية الملاحة ومن ضمن حرية الملاحة ان لا تسمح دولة عظمة بان تسيطر مجموعة صغيرة على البحر الاحمر وتمنع حرية الملاحة، وهذه الرسالة الاميركية التي توجهها الولايات المتحدة للعالم أجمع بانها لا تتهاون في أي منطقة في العالم تمنع بها حرية الملاحة".
و لفتت نقولا الى انه "منذ أن كانت الامبراطورية البريطانية امبراطورية عظمى وكانت الدول الكبرى في العالم هي التي عادة ما تسيطر على البحار وحرية الملاحة في العالم ، وبالتالي هذا ما تفعله الولايات المتحدة الاميركية اليوم كونها الدولة العظمى في العالم، ولن تتهاون مع الحوثيين بما يقومون به".
ولكن نقولا شددت على أن الاميركيين لا يريدون التصعيد في المنطقة، الا ان الاميركيين سيردون على بعض الضربات التي توجهها بعض القوى الموالية لإيران سواء في سوريا أو في العراق".