محمد عبد الرحمن-LebanonOn
بعد تجميد الملف الرئاسي في ظل الصراعات الاقليمية في المنطقة، ولاسيما حرب غزة والمناوشات التي تحدث على الحدود الجنوبية اللبنانية، عاد الملف الرئاسي الى الساحة بدفع كبير وواضح من الدول الخماسية من أجل التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت وسد الشغور.
في هذا الاطار، كشف الصحافي وجدي العريضي في حديث لـ LebanonOn عن أن "تجميد الملف اللبناني بعد عطلة رأس السنة، أتى بسبب الاجازات لجميع المعنيين في هذا الملف، وما ان انتهت عندما حطّ الموفد الاميركي آموس هوكشتاين للحديث في تطبيق القرار 1701 وتحييد لبنان عن الحرب في غزة بعد التهديدات الاسرائيلية وسط مخاوف أن تمتد الحرب وتخرج عن قواعد الاشتباك، وهذا ما يؤدي الى مخاطر كبيرة ليحصل ما لا يحمد عقباه".
وقال: "تشدّد الاتصالات التي تجري في الكواليس على مطلب تراجع حزب الله الى شمال الليطاني او العودة الى ما كانت عليه الامور بشكل طبيعي ضمن القرار 1701 قبل حرب غزة، كما ان الاتصالات تشير الى أن القوات الاميركية جاهزة كي تنتشر مع قوات فرنسية برفقة الجيش اللبناني، على طول الحدود الجنوبية ليأتي الترسيم البري وتثبيت ملكية مزارع شبعا بين الدول المعنية، وانما الاساس هو وقف الحرب وعلى هذه الخلفية نحن في سباق محموم نحو حرب شاملة، ولكن المعطيات على الارض تشير الى اننا أمام اسابيع مفصلية او ربما اكثر في الميدان في غزة وفي الجنوب اللبناني".
وشدّد العريضي في حديثه على أن "الملف اللبناني بين الدول الخماسية لا يزال أمراً محورياً، يتم البحث به على أعلى المستويات، وثمة مواصفات ومقاربات انطلقت من خيمة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الى سائر اللقاءات التي تحصل بين مكونات هذه اللجنة".
وأضاف العريضي: "ان السفير بخاري يحرص في جولاته السياسية والروحية اللبنانية على أن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن لبنان مع تحرك بلاده والدول الخماسية لمنع لبنان من الانزلاق الى ما هو أبعد من ذلك بكثير في ظل حرب غزة ومناوشات الجنوب اللبناني، ناهيك عما يجري في المنطقة من تحولات وتغيرات، وبالتالي هناك حرص سعودي ومن ثائر الدول الخماسية على الوصول لانتخاب رئيس للجمهورية، وبمعنى آخر أن الاستحقاق الرئاسي هو البند الاساسي والطبق الرئيسي الذي بحث من "خيمة بخاري" الى جميع المنتديات الدولية من واشنطن الى الرياض فالدوحة، بحيث أن هناك تناغما بين مكونات هذه اللجنة للخروج بنتائج ايجابية في وقت ليس ببعيد ولكن من دون تحديد أي مواعيد".
وعن تاجيل لقاء السفراء الخمس مع الرئيس بري، قال العريضي: "بات جليا ان تأجيل زيارة السفراء الخمس للرئيس نبيه بري ليس كما ظهر في الاعلام من ضجة كبيرة، بل كان هناك تباين في المواعيد لانه عقد في اليوم التالي اجتماع لسفراء الدول الخماسية في دارة السفير بخاري وتحديداً في "الخيمة"، وكان هناك توافق عميق بين كل السفراء بما فيهم السفيرة الاميركية ليزا جونسون، وتم ازالة بعض المواعيد واللقاءات الطفيفة، كما ان الامور تجري بشكل طبيعي وباستمرار هذا التواصل والتنسيق فيما بينهم".
أما بالنسبة للقاء السفير السعودي بالسفير الايراني مجبتي أماني، لفت الى انه "كان لقاء مفصلياً لان هناك علاقات ديبلوماسية كبيرة بين السعودية وايران بعد قطيعة طويلة وخصوصاً بانه اتى هذا اللقاء بعد زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي للمملكة والمشاركة بالقمة الاسلامية، وهذا ما نتج عن توطيد للعلاقات أكثر بين البلدين، وهذا ما يعني انهما على تماس مباشر من جميع القضايا المشتركة في المنطقة".
وتابع: "بحسب معلوماتي إنّ السفير البخاري أطلع السفير الايراني على عمل سفراء اللجنة الخماسية حتى الساعة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، شارحاً له معاناة لبنان ووضعه وضرورة انتخاب رئيس وعدم ابقاء الفراغ أكثر، وذلك بسبب العلاقة التي تربط ايران بحزب الله بعلاقة ايديولوجية فكرية من أجل مساعدتهم في فرملة التعطيل ومن ثم انتخاب رئيس، ولكن ايران لن تضغط بشكل مباشر على حزب الله، ولكنها ستعمل من أجل الضمانات عندما تطرح لهذا الفريق وذلك، وكل هذا يترجم عبارة السفير السعودي "اتفقنا على محبتكم".
أما بالنسبة لما حدث ضمن اجتماع اللجنة الخماسية في دارة السفير بخاري، أشار العريضي الى أنه "تم "غوغلة" كل ما سبق من أعمال للجنة الخماسية، وكل واحد منهم شرح وجهة نظره وما آلت اليه الاوضاع وتم البحث بعمق كبير في الملف الرئاسي والمقاربات والمواصفات ووضع آلية العمل التي ستنطلق منها اللجنة والخطوات المقبلة في الداخل اللبناني والخارج.
وأردف قائلاً: "هناك اجتماع قريب للخماسية إمّا في باريس او الرياض، ولكن على الارجح في المملكة العربية السعودية بمشاركة المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا اضافة للسفير بخاري، للبحث في كل ما تم التوصل اليه من معطيات في المرحلة السابقة والراهنة، وبالتالي الاجتماع كان مناسبة لوضع الآلية المناسبة للتحرك المقبل في اطار التماهي والتوافق بين السفراء الخمس وكل وفق دوره، كما ان لكل منهم علاقاته مع هذا الطرف وذاك من الاطراف اللبنانية، ويستطيع أن يقوم بجهده، وعلى هذه الخلفية تحدد الاجتماعات".
واعتبر العريضي أنّ "الدور السعودي هو المفصلي في هذه اللجنة انما قرار اللجنة الخماسية قرار موحد، كما أن الايام المقبلة ستشهد خطوات مفصلية وكبيرة والتي تؤكد أن هناك قرارا دوليا وتحديدا سعوديا وأميركيا لانتخاب رئيس بأسرع وقت، كما ان الاثنين لهما تأثير كبير في الخماسية ولكن بالتماهي مع ثائر المكونات الاخرى، كما أن الموفد القطري عائد الى لبنان، والسفير المصري يتحرك، وهذا كله يدل على أنّ الامور تجري بشكل ايجابي وجدية وحاسمة".
وختم حديثه قائلاً: "الملف اللبناني برمته وبمعزل عن الاستحقاق الرئاسي هو موضع مواكبة ومتابعة، فهناك محاولات تجري للفصل بين الملف اللبناني وحرب غزة أي فصل الحرب عن الاستحقاق الرئاسي من أجل سد الشغور، كما أن المعلومات تؤكد أن لبنان مقبل على مرحلة صعبة وقاسية والامر عينه على باقي دول المنطقة في ظل الحرب المشتعلة في غزة والمناوشات الحدودية وكل الاحتمالات واردة".