حسين صالح - LebanonOn

يترقّب العالم ردّ طهران على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، منهم من يرى أن إيران سترد بنفسها على هذا الاعتداء ومنهم من يرى أنه لن يرد خوفا، ومنهم أيضا من يفهم أن بحال تغاضت ايران عن هذه الضربة فذلك قد يكون بفعل فهم الاستراتيجيات العميقة التي تجيدها بشكل دقيق.

وأكد اليوم الحرس الثوري الإيراني بأننا سنشهد قريبًا ضربات أكثر فتكًا ضد إسرائيل وأن جبهة المقاومة ستقوم بواجبها، وبعد هذه التصريحات قالت وسائل إعلام عبرية إن "مسؤولين رفيعي المستوى في الـ CIA أبلغوا إسرائيل أن إيران ستهاجم مناطق في إسرائيل خلال الساعات الـ48 المقبلة، كما رسمت سيناريوهات تتحدث عن هجوم مدمج بسرب من الطائرات من دون طيار وصواريخ جوالة تطلق من إيران إلى مواقع استراتيجية".

وقد رأى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية العربية والباحث الأمني والاستراتيجي الإيراني مصدق مصدق بور في حيث لـ LebanonOn أن "هذه السرديات الإسرائيلية ما هي إلا بروباغندا لتغطي إسرائيل عن جرائمها وانتهاكاتها القوانين الدولية من خلال إعطاء نوع من الأحقية، لكن هذه الأعمال ستزيد واشنطن وتل أبيب ارباكا على الساحة العالمية".

وكشف بور عن أسباب الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، قائلا إن "الاجتماع الذي كان منعقدا في القنصلية بين القيادات المجتمعة كان يتضمن مخططا لتنفيذ عملية أكبر من عملية طوفان الأقصى".

وأضاف بور: "الإسرائيلي ظن أنه استطاع إنهاء هذا المشروع، لكنه لا يزال قائما، وإيران لن تتراجع وتشعر بأنها وصلت لنتائج متقدمة وقوية وتشعر بأنها استطاعت أن تزلزل البيت الإسرائيلي".

وتابع بأن "إسرائيل تريد إشعال حرب كبيرة في المنطقة ونتنياهو يريد إنقاذ نفسه، ليستجدي مساعدة الناتو والغرب، في المقابل إيران اقتربت من أن تشن حرب بصورة مباشرة على إسرائيل لكن ذلك يمكن منعه من خلال إيقاف الولايات المتحدة المشاريع الصهيونية".

وأشار بور إلى مجريات المفاوضات الإيرانية – الأميركية غير المباشرة الجارية في سلطنة عُمان، وقال إن "الأميركي في السابق كان ينكس بكلامه أما اليوم فالظروف تختلف، ولكن طهران لا تفاوض على حساب الشعب الفلسطيني إنما على حساب الوجود الأميركي غير المشروع في المنطقة، وحتى لو أبرم اتفاق اليوم قد يأتي ترامب وينسفه".

وأكد بور أن "إيران اليوم لها اليد العليا في المفاوضات، على عكس ما يحاول أن يبيّنه الإعلام العالمي".

وعن الرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية، قال بور إن "إيران تتبنى العمل الاستراتيجي الذي لا يكشف عن نفسه بسرعة، وما تقوم به إسرائيل هو رد فعل على ما تفعله طهران بها".

وأوضح أنّه "ليس بالضرورة أن ترد إيران مباشرة بل هناك توزيع للأدوار في محور المقاومة، ودخول طهران بالحرب مباشرة سيشعل المنطقة وهي تسعى لأمنها".

الحرب الدائرة في غزة اليوم تغيّر كل الحسابات الإقليمية والدولية، واختلاف التكتيكات والاستراتيجيات بين محور المقاومة من جهة وإسرائيل وداعميها من جهة أخرى واضح، كما موازين القوى وتوازن الردع، ويبقى التوقيت مضبوط على ساعة غزة...