رشيد الحداد - الأخبار
صعّدت قوات صنعاء من عملياتها الجوية والبحرية ضد الكيان الإسرائيلي خلال الساعات الماضية، وذلك في إطار مساندة الشعبَين الفلسطيني واللبناني، وليس في إطار الردّ على جريمة استهداف مدينة الحديدة الساحلية من قبل طيران الكيان الإسرائيلي، مساء الأحد الماضي، ونفّذت ثلاث عمليات بحرية ضد سفن مرتبطة بالعدوّ، وعمليتين جويتين استهدفتا تل أبيب ويافا.وفي بيان تلاه ليل أمس، أكد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر العربي.
ووفقاً للبيان، استهدفت العملية الأولى سفينة «كورديليا مون» النفطية البريطانية في البحر الأحمر، بثمانية صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيّرة وزورقاً مسيّراً، ما أدى إلى إصابتها إصابة بالغة، فيما تم تنفيذ العملية الثانية ضد سفينة «ماراثوبوليس» في المحيط الهندي بصاروخ مجنّح، أثناء إبحارها في منطقة العمليات العسكرية في البحر العربي إلى الشمال الشرقي من أرخبيل سقطرى بشكل مباشر. كما تعرّضت السفينه نفسها لهجوم آخر، استُخدمت فيه طائرة مسيّرة في البحر العربي، بعد استهدافها بصاروخ مجنح في المحيط الهندي لارتباطها بالكيان الإسرائيلي، وانتهاك الشركة المالكة لها حظر المرور اليمني على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر المتوسّط.
وكان سريع قد أعلن، في بيان أول من أمس، قيام سلاح الجو المسيّر التابع لصنعاء، بتنفيذ عملية هجومية ضد أهداف حساسة في تل أبيب وإيلات، وقال إن «عملية استهداف تل أبيب استخدمت فيها مسيّرة من نوع يافا»، مضيفاً أنها حقّقت هدفها بنجاح. وأشار إلى أنّ «القوات اليمنية استخدمت طائرات بعيدة المدى من طراز صماد 4 في عملية استهداف إيلات»، وهي مسيّرة يمنية الصنع طويلة المدى مداها أكثر من 2000 كيلومتر بجناح طوله خمسة أمتار، متعدّدة المهام وتقوم بمهام رصد واستهداف دقيقة، وتحمل قنبلتين شديدتَي الانفجار، وزن كل منهما 25 كيلوغراماً.
واللافت في الأمر أن الإعلام الإسرائيلي أكد أن منظومة الإنذار المبكر فشلت في اكتشاف الهجوم اليمني، مؤكدة سماع انفجار كبير توقّعت أن يكون ناجماً عن صاروخ يمني فرط صوتي، في تل أبيب، وزعم أن الانفجار ناجم عن اعتراض الصاروخ المفترض. وأشار إلى أن الهجوم اليمني أدّى إلى حالة هلع وخوف شديدين لدى المستوطنين، ودفع بأكثر من مليون ونصف مليون مستوطن من منطقة غوش دان في وسط الكيان، إلى الفرار إلى الملاجئ إثر سماع انفجارات قبالة ساحل تل أبيب.
وتزامناً مع إعلان الكيان الإسرائيلي تعرّضه لأكثر من هجوم جوي، مصدره اليمن، أكدت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، تعرّض سفينة تجارية مرتبطة بالكيان الإسرائيلي شمال غرب سواحل الحديدة، لهجوم من قبل حركة «أنصار الله». وزعمت أن السفينة تعرّضت لهجوم من قبل زوارق هجومية تابعة لقوات صنعاء البحرية، بينما قالت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إن سفينة تجارية أصيبت بصاروخ يمني وليس بهجوم مباشر من قبل زوارق يمنية. وأفاد مصدر ملاحي في الحديدة، «الأخبار»، بأن «القوات البحرية اليمنية تفرض عملية تفتيش لأي سفينة مشبوهة، وفي حال عدم امتثالها لنداء التوقّف، يتم استهدافها وإيقافها».منظومة الإنذار المبكر فشلت مجدداً في اكتشاف الهجوم اليمني
وفي الوقت الذي تغلبت فيه حكومة صنعاء على كل تداعيات الاعتداء الإسرائيلي الأخير على مدينة الحديدة، وتمكّنت من إعادة تدريجية لكهرباء المدينة، دان وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، استهداف كيان الاحتلال ميناء الحديدة، معتبراً أنه يتسبّب بمنع وصول الإمدادات الاقتصادية والطبية للشعب اليمني. وقال يوسف، في مقابلة تلفزيونية، إن العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء إسناداً ودعماً للمقاومة، تأتي على خلفية مشكلة أكبر وهي العدوان على غزة. وأضاف أن «استهداف سفن الاحتلال أربك الكثير من المصالح في المنطقة والعالم، وأنّ أيّ حديث عن وقفها يرتبط مباشرة بإيجاد حل شامل وكامل لما يحصل في غزة»، لافتاً إلى أن دولة جيبوتي تساعد السفن الأوروبية على العبور، عدا السفن المرتبطة بالاحتلال. ورأى أن العالم يحتاج إلى مقاربة دولية للبحث عن حلول للفلسطينيين والعرب، متابعاً أن بلاده تطالب بإيقاف العدوان على قطاع غزة والفلسطينيين من أجل البحث عن الحلول الشاملة لوقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر.