فقار فاضل - الأخبار
اتهمت فصائل في المقاومة العراقية العدو الإسرائيلي بأنه يقف وراء تحرّكات التنظيمات الإرهابية الأخيرة في سوريا والعراق، محذّرة حكومة بغداد من عودة المجاميع المتشدّدة لاستهداف المدنيين والعبث بالأمن الداخلي للبلاد، فيما وجّه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، التشكيلات الأمنية بإمساك الشريط الحدودي والتأهب لأي خطر أو اعتداء خارجي. وتوعّدت حركة «النجباء» و«كتائب سيد الشهداء»، إسرائيل بعمليات عسكرية ضدها في أي وقت، إذا لم تكفّ عن تهديداتها وتحريكها للمجاميع الإرهابية في المنطقة وتحديداً في سوريا والعراق، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة في ريفي حلب وإدلب.
وقال المعاون العسكري لقائد حركة «النجباء»، عبد القادر الكربلائي، في حسابه على منصة «إكس»، إن عودة «التنظيمات الإرهابية الوهابية للعبث وتهديد الأبرياء والمقدسات في سوريا بإيعاز وأوامر صهيونية بعدما فشل مشروع النتن ياهو في جبهة لبنان، يعني عودة المقاومة الإسلامية لسحق هذه الشراذم والميدان خير شاهد ودليل... وإن عادوا عدنا». وأكد الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائي، على منصة «إكس»، أن «ما يحصل من تحريك للجماعات الإرهابية في سوريا ومحاولات لإثارة الفتن في اليمن، يجري بأوامر وإشراف ودعم مباشر من الكيان الصهيوني البغيض، بقصد استنزاف بلدان محور المقاومة من الداخل، بعدما عجز هذا الكيان المتهالك عن الوقوف بوجه جبهات الإسناد فيها». ودعا إلى «توخي الحذر من محاولات مشابهة لتوسعة رقعة تلك الأحداث، والعمل بكل الوسائل لتجفيف منابع نشوئها».
وعلى المستوى الحكومي، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، أن «القوات الأمنية في حالة تأهب وجاهزة للدفاع عن العراق من أي تهديد خارجي». وقال، في تصريحات صحافية، إن «القائد العام وجّه خلال اجتماع مجلس الأمن الوطني باتخاذ إجراءات ضرورية لحماية البلاد وسمائها من أي خطر، فضلاً عن وجود مسيّرات على الحدود مع سوريا لكشف المجاميع الإرهابية». وأضاف أن «الحكومة العراقية تعمل بجد لدفع الخطر عن البلاد، وأجهزتنا الأمنية والاستخبارية تقدّم تقارير مفصّلة للقائد العام كل 12 ساعة للاطلاع عليها».
المقاومة تؤكد استعدادها لحماية البلاد من أي خطر
وفي السياق ذاته، يرى القيادي في حركة «أنصار الله الأوفياء»، علي الفتلاوي، أن «تحركات داعش وأذنابه في سوريا والعراق في هذا التوقيت، ما هي إلا بتحريك من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لغرض تهديد الأمن وعودة الفوضى من جديد». ويشير، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «هذه الألاعيب مكشوفة أمام الجميع، والكل أصبح يعلم أن داعش صنيعة أميركية، وحالياً الكيان يحاول تحريكه بعد اندحاره في مواجهة محور المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين واليمن، فعاد ليناور بالإرهاب وخلق البلبلة». ويؤكد الفتلاوي أن «جميع فصائل المقاومة مستعدة لحماية البلاد من أي خطر، ولدينا استعداد لدحر الإرهاب الصهيوني، وبالتالي نحن لا نغفل عن خطط صهيونية كهذه هدفها إضعاف العراق، فتارة تهدد بقصفه وتدميره، وتارة أخرى تدعم مجاميع إرهابية تحاول صناعة الفوضى وإعادة داعش».
أما الخبير الأمني، أحمد إياد، فيرى أن «التحركات الحالية لا تقلّ خطورة عما تقوم إسرائيل، خاصة أن التصعيد الذي تشهده المنطقة في هذه المدة استغلّته بعض المجاميع لغرض تمكين نفسها من جديد، واستهداف الأبرياء من المدنيين». ويلفت، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «داعش لا زال يشكل خطراً لكنه محدود جداً، بينما إعادة تحريكه في ظروف كهذه قد تعقّد الأمور وتُدخل المنطقة في قائمة طويلة من الأزمات»، داعياً السلطات العراقية إلى «الإمساك بالحدود مع سوريا وخاصة من جهة شمال شرق سوريا، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً». ويلفت إياد إلى أن «خلايا داعش استغلّت الظروف لإعادة تموضع عناصرها ما بين العراق وسوريا، وخاصة في المحافظات ذات الطبيعة الجغرافية المعقّدة والصحارى، لكن هناك سيطرة وخبرة واضحة لدى الأجهزة الأمنية العراقية في تنفيذ عمليات ضد تلك العصابات».