مع الارتفاع الجنوني لاعداد كورونا كما اعداد الوفيات في لبنان، اعلنت وزارة الداخلية عن اسبوعين من التعبئة العامة والاغلاق التام بهدف الحدّ من انتشار الفيروس. وهكذا حصل، بدأت مفاعيل التعبئة العامة تظهر اليوم على معظم المناطق اللبنانية. فقد اقفلت المؤسسات الخاصة ابوابها كما المهن الحرّة.

تحذيرات كثيرة ودعوات بالجملة للبنانيين للالتزام بالمنازل وعدم الولوج إلى الشوارع إلى عند الضرورة القصوى. تحذيرات لم يكن لصداها مكان، فزحمة السير من الصباح المبكر تفوق زحمة الايام الطبيعي، انوار المحال مطفئة والموظفون في الداخل، المواطنون في الشوارع كما لو كانت كورونا مزحة، دوائر الدولة مكتظة بالمواطنين من دون اي اثر للتباعد الاجتماعي، وشخص من بين 10 يضع كمامة على الطريق.. هذا الاغلاق التام في لبنان!

الاكيد ان اللبناني لا يستطيع تحمّل مفاعيل الاغلاق التام، ولكن الاهم اننا لن نستطيع تحمّل ازمة صحية اضافية. فالقطاع الاستشفائي في لبنان يعاني قبل أزمة كورونا، ومع فاجعة 4 آب زاد الوضع سوءاً. ومع الاستهتار الكارثة ستقع لا محالة.

جاء النموذج الايطالي مع بداية انتشار الفيروس في العالم، ليظهر مدى خطورته. واليوم مع بداية تعميم الاسبوعين من التعبئة العامة بات واجياً التذكير به، علّ اللبنانيين يستفيقون إلى خطورة الوصول إلى نقطة يضطر فيها الاطباء إلى الاختيار بين شخصين ويخافون، علّ المواطنين الـ"بلا مخ" يفيقون .

من هنا للبنانيين رسالة: احذروا النموذج الايطالي و"خليكن بالبيت".