ليس الفيتو السعودي... ما الذي يحول دون عودة الحريري الى رئاسة الحكومة؟

خاص ON | مارون يمّين | Saturday, October 3, 2020 8:36:00 AM

بعد اسبوع تقريبا على مؤتمر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الوضع اللبناني وتعليقه على فشل المرحلة الاولى من المبادرة الفرنسية، لم يُترجم حتّى الساعة ايّ حلحلة فعلية للعبور نحو حلّ ينقذ هذه المبادرة ومعها لبنان وما تبقى من قطاعاته الاقتصادية. ووحدها الزيارة البروتوكولية الوداعية التي قام بها السفير الفرنسي برونو فوشيه الى الضاحية للقاء عمار الموسوي قد خرقت الجمود الذي غلّف المبادرة وسط ترقّب الجميع.
وفيما كان ينتظر اللبنانيون ايّ خطوة فرنسية اخرى لإنعاش المبادرة، اكتفى ماكرون في خلال مؤتمره بوضع مهلة زمنية من 4 الى 6 أسابيع للمسؤولين في لبنان من اجل ايجاد المخرج – الحلّ، وبتوجيه التوبيخ والعتب لهم من دون ان يذكر ايّ طريق او جهة ستسلكها المبادرة التي اطلقها منذ شهر حين زار بيروت للمرة الثانية.
وبعد مؤتمر ماكرون، خطاب ردّ لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله فنّد فيه الوقائع التي جرت في كواليس المرحلة الاولى من المبادرة الفرنسية، انطلاقا من قبول اسم مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، وصولا الى أسباب الفشل التي ادّت الى اعتذار أديب عن هذه المهمّة. نصرالله الذي قابل مؤتمر ماكرون بخطاب حازم، رفض ان يُحمَّل مسؤولية ما حالت اليه الأمور ولو انّ "الحزب بيحمل" كما يريد دائما ان يبرهن. وبالرغم من الاخير دعا ماكرون الى التخلّي عن لغة "الاستعلاء" وان يعيد النظر "بلغة التخاطب" الّا انّه ترك الباب مفتوحا لأيّ مستجدّات قد تعجّل من وتيرة التسهيل فيما يخصّ تشكيل الحكومة والبدء مباشرة بتنفيذ الاصلاحات كما وردت في الورقة الاصلاحية الفرنسية.

وبالعودة الى عقدة "المالية" التي كانت السبب الرئيسي في دحرجة المبادرة الفرنسية، وادخالها في دوامة المجهول، يؤكّد الباحث في الاستراتيجية الأميركية، والعلاقات الدولية، وتحليل النزاعات في الشرق الأوسط في المركز العربي في واشنطن جو معكرون في حديث لموقع LebanonOn انّ "المشكلة الاساسية لم تكن في ايجاد اسم لوزارة المالية، وانّما تكمن في التوتر بين واشنطن وطهران عشية الانتخابات الاميركية"، مشيرا الى انّ "كل الكلام حول خلافات حول وزارة المالية كان صرف للانظار حول تحسين شروط التفاوض حول المبادرة الفرنسية، وانّ اسم وزير المالية جاهز منذ اول يوم وهو مقرب من الثنائي الشيعي والاميركيين والقطاع المصرفي؛ ولو توفّرت النوايا لكان هناك مخرج ما لتشكيل الحكومة واعلانها والمضي بها".

هل يعود الحريري؟ وماذا عن الفيتو السعودي؟
ولم يٌسقط السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير الرئيس الأسبق سعد الحريري من حساباته، اذا اكّد انّ من الاحتمالات التي دارت في كواليس اختيار اسم لتكليفه تشكيل الحكومة، كانت عودة الحريري الى كرسي الرئاسة الثلاثة وانّ الثنائي الشيعي كان عل استعداد لدعمه والسير به لتأليف الحكومة واعطائها الثقة بموجب ذلك، وانطلاقا من هنا، يلفت معكرون الى انّ "حزب الله وحركة امل يفضلان سعد الحريري لرئاسة الحكومة منذ البداية، لكن هذا الأمر لم يكن ممكنا نتيجة المعادلات الاقليمية، وسيظل هناك مسعى لعودته الى الحكم في حال نضجت الظروف".

وفيما لا تزال السعودية بحسب مراقبين "مصرة على موقفها بإشهار الفيتو بوجه الحريري تارة، وبالتعامل مع مسألة ترشيحه لرئاسة الحكومة كما لو أنها لا تعني الرياض بتاتاً تارة اخرى، يؤكّد معكرون لـ"LebanonOn" انّ "الرياض لم تعط ضوءا اخضر وصريحا يؤيد عودة الحريري الى رئاسة الحكومة لكن هذا الفيتو ليس عائقا، لأنّ السبب الرئيسي الذي فرمل مسار تشكيل الحكومة هو التوتر الاميركي-الايراني".

اذا، مع استمرار المبادرة الفرنسية من دون مصطفى اديب، تترقّب الاوساط السياسية الخطوة الفرنسية التالية بعد فشل الخطوة الاولى، فيما يغمز الثنائي الشيعي ولو بطريقة ضمنية من قناة عودة الحريري الى سدّة الحكم، ويبقى السؤال الأبرز: هل سيقبل الحريري بالعودة في ظلّ الفيتو المسيحي "التيار والقوات" عليه، وبالرغم من تأكيده مرارا وتكرارا انّه لا يريد ان يكون رئيسا في عهد الرئيس عون مرّة أخرى و الأهم هل يمكن الاتيان به في ظل الرفض المسيحي ؟!

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا