عام مرّ على ثورة 17 تشرين.. "ايقونة الثورة": سُرقت منا... والسلطة انتصرت!

خاص ON | بشرى جميل | Saturday, October 17, 2020 10:03:00 AM

 تاريخ 17 تشرين أصبح عبرة "لمن اعتبر".

 "لمن اعتبر" من الساسة في وطننا انّ خداع الشعب اللبناني سهل.

"لمن اعتبر" من الساسة في وطننا انّ السرقات والمحاصصات ستمرّ كما في الماضي "على عينك يا تاجر" ومن دون ردود فعل.

"لمن اعتبر" من الساسة في وطننا انّ "تقاسم الجبنة" في لبنان سيبقى قائما وأنه بقي من الجبنة ما يمكن اقتسامه، وانّ الشعب اللبناني "كلّه" محزّب وتابع.

"لمن اعتبر" من الساسة في وطننا ان الطائفية، تلك التي ينددون بها ويطالبون بتحييدها عن السياسة والتي تلطوا وراءها للوصول إلى منافع شخصية، ستبقى مرّسخة بذهون اللبنانيين "من دون وعي".

و"لمن اعتبر" من المسؤولين السياسيين في وطننا انّ الشعب اللبناني لا يمكن ان يتوّحد او ان يقف صفاً واحداً بوجه سارقيه، وناهبي حقوقه، ومستغلّي ضعفه.

مرّ عام على 17 تشرين، يوم طبع اللبنانييون بنفوس بعضهم البعض الأمل بمستقبل أفضل للأجيال القادمة، يوم انتفض الشعب اللبناني على الذل، مطالباً بأبسط حقوقه، وبأدنى واجبات الدولة "الغائبة". شعب حلم بالتغيير، وطالب بسقوط المنظومة الفاسدة بأكملها، وأفقد الدولة شرعيتها بـ"خبطة قدم".

 "يا خيي اسرقوا بس اتركولنا ناكل"

هي لم تكن قضية 6 $ على الواتساب، ولم تكن قضية غرامة اضافية، بل انطلقت ثورة لبنان نتيجة سرقات ونهب لسنوات عدّة، وصل بها المسؤولون الفاسدون إلى حدّ غير مقبول، إلى حدّ سحب لقمة العيش من فم الفقير.

"يا خيي اسرقوا بس اتركونا ناكل"، صرخة كان لها صدّى، صرخة شعب فقير موجوع..

"فلاش باك" إلى 17 تشرين والوزير "الازعر"

في عودة سريعة إلى عام للوراء، إلى اليوم التاريخي: 17 تشرين الاوّل 2019، نتذكّر اقفال الطرقات في كافة المناطق اللبنانية في ساعات، حشود غفيرة اجتاحت ساحة الشهداء، صراخ، غضب وامتعاض، محاولات عدّة للتهدئة من المعنيين ولكن بدون فائدة.

ومن منّا لا يتذكر "الموكب الأزعر"، الوزير الذي حاول موكبه دهس المواطنين وسط بيروت، والذي ترجّل مرافقوه واطلقوا النار وأرهبوا المنتفضين وهدّدوهم بإطلاق النار عليهم.

ومن منّا لا يتذكر "أيقونة الثورة"، الشابة البطلة التي ركلت مرافق الوزير شهيّب ومنعته من اطلاق النار. شابة انتشرت صورها والفيديو الخاص بها على مواقع التواصل الاجتماعي وباتت "ايقونة" لثورة الشعب الفقير!

فأين هي اليوم؟ وماذا تقول بعد مرور عام على هذا الانتفاضة؟

موقع LebanonOn تواصل مع الناشطة ملك عليوي حرز، الملّقبة بـ"أيقونة الثورة"، التي كشفت عن خيبة أمل كبيرة. ثورة 17 تشرين 2019 لا تشبه تحرّكات هذه الايّام، بحسب عليوي حرز، معتبرةً انّ كل ما يحصل اليوم ليس إلاّ "مسخرة وكذب".

كلّو صار فاسد

أعربت "الأيقونة" انّ هدف الثورة في انطلاقتها لم يكن سياسياً ولا الوصول إلى "الكراسي" بل كان الهدف معيشياً فقط، ومطالباً بالتغيير. قالت: "كلّو صار فاسد، وتبقى أقليّة ضئيلة تحترم نفسها ولا تسعى إلى المراكز والاهداف الشخصية ".

وسلّطت عليوي حرز الضوء على قادة في الثورة جنوا أرباحاً واموالاً كثيرة، وأنشؤوا الجمعيات للاستفادة "على ظهر" الموجوعين والثوار الحقيقيين.

متسلّقين "بالجملة"

وبحرقة من آمن بشدّة بمبادئ كبرى، مبادئ متعلقة بالتغيير والترفع وتقديم نموذج جديد في السياسة، قالت: "أين كان من يعتبر نفسه اليوم من القادة في الثورة، ومن الوجوه الأساسية،عندما كان الشعب العنيد في الشوارع يتبهدل ويُضرب؟"

عليوي حرز ليست ناقمة على الثورة، بل على المتسلّقين فيها، وعلى من أوصلها إلى ما وصلت إليه اليوم، بحسب ما اوضحت، وقالت: "الثورة سُرقت منّا، سرقت ممن تعب وناضل لسنوات في الشوارع، واستولى عليها، ليس فقط الاحزاب، بل طامعون بالسلطو و"هاويو مال"، كان هدفهم منذ البداية الوصول إلى المناصب و"الكراسي"، وكسب الاموال".

وتابعت: "ها هم اليوم، أنشأوا جمعيات وهمية وسرقوا ولا يزالون من خلالها، لافتة إلى انّ هذه الأهداف تتناقض مع الثورة الحقيقية فهي ليست بأهداف وطنية بل اطماع ومكاسب شخصية، سعوا للحصول عليها "على ظهر" من ناضل ورفعت الدعاوى القضائية بحقّه وترك".

في صوتها تظهر الخيبة. يُشتمّ منها نقمة بحجم هذه الخيبة، على من وُضعت فيهم الثقة في مرحلة سابقة. ولكن ملك، الخائبة من بعض التصرفات والأمور والممارسات، لا تزال تؤمن بالثورة كفكرة. كمبدأ ضروري وأساسي لا مفرّ منه للخروج من الأزمة. ما سعى إليه مناضلو 17 تشرين جاهدا سُلب منهم الى حدّ ما ولكن الايمان بضرورة التغيير لا يمكن ان يهتزّ...

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا