طوباويان جديدان من لبنان.. توما صالح وليونار ملكي تعرّضا لأقسى العذابات حتى الموت!

خاص ON | مارون يمّين | Wednesday, November 4, 2020 1:47:00 PM

سمح قداسة البابا فرنسيس لمجمع دعاوى القديسين مؤخرا، بإصدار مرسوم استشهاد الأبوين توما صالح وليونار ملكي الكبُّوشيَّين من منطقة بعبدات في لبنان، وهما من مرسلي بلاد ما بين النَّهرين. ويعتبر هذا القرار خطوة من اجل اعلان الأبوين الكبوشيين طوباويين من لبنان في وقت لاحق.

بدأت فكرة التقدّم بدعوى كنسيّة لتطويب الأبوين ليونار وتوما تتكشّف منذ قرابة 4 عقود بحسب المعلومات المؤرّخة على موقع "leonardmelki.org". وكان حينها الأب سليم رزق الله الكبّوشي، المسؤول عن أرشيڤ الرهبنة الكبّوشيّة في لبنان، وطالب دعوى تطويب المطران أغناطيوس مالويان، مطران الأرمن الكاثوليك في ماردين التركية، الذي كان مع الأب ليونار في القافلة نفسها التي تم اعدامهما فيها.

وبعد أن قام البابا يوحنا بولس الثاني بإعلان مالويان طوباويًّا في 7 تشرين الأوّل 2001، استنتج المسؤولون عن الرهبنة أنّه ما تمّ الموافقة عليه مع مالويان، سيتمّ الموافقة عليه مع ليونار، ما دفع الرهبنة الكبوشية إلى السير في تكوين ملفّ تطويبه ومعه ملف الأب توما صالح.

دوافع التطويب...

وحول دقّة هذه المعلومات، كان لنا لقاء مع الراهب الكبّوشي شربل رزق الذي اوضح في حديث لموقع LebanonOn، انّه "جرى التعرّف على السيرة الذاتية لكل من توما وليونار من خلال التقارير التي كانا يكتبانها للرئاسة العامة في الفاتيكان، والتي كانا يوضحان فيها اهداف وتفاصيل رسالتهما". واشار رزق الى انّهم تمكّنوا في الرهبنة في خلال درس الملفّين من التعرّف الى بطولة فضائل الأبوين، وبُعد الايمان الذي كانا يتمتّعان به، بالإضافة الى اعتبار انّ الشهادة في الكنيسة هي كافية لكي يصبح الشهيد طوباويا.

ولفت الراهب الكبّوشي الى انّ "الشهيدين خُيّرا بين الاسلام والموت، لكنّهما رفضا ولم يستسلما للضغوط التي تعرّضا لها، فجرى تعذيبهما حتى الموت"، مؤكّدا انّهما من ضحايا المجازر المسيحيّة التي وقعت أبّان اندلاع الحرب العالمية الاولى، وانّه "لا يوجد اثر لجثمانيهما او لذخائرهما"، موضّحا انّ "في تلك الحقبة تمّ حرق الأديرة والكنائس وجرى تدميرها، فضلا عن اعدام اكثر من مليون ونصف مسيحي".

 

احتفال التطويب سيقام في لبنان العام المقبل

نحن اليوم امام خطوة اخيرة من مراسم التطويب، وفقا لرزق، فالسعي الآن هو من اجل اختيار تاريخ التطويب وتحديد من سيقيم هذا الاحتفال. وقال: "في العادة، إنّ البابا هو من يترأس هذا النوع من الاحتفالات او يكلّف احد كرادلة مجمع دعاوى القديسين والطباويين لينوب عنه".

وتابع: "الرهبنة ستقدم 3 "اقتراحات – تواريخ" وعلى أساسها الفاتيكان سيختار التاريخ الأنسب ويعلنه تاريخا لتطويب الشهيدين ليونار وتوما"، مشيرا الى انّ "التطويب في السابق كان يحصل في روما، لكن منذ عهد البابا بنديكتوس السادس عشر أصبح التطويب يقام في بلد المنشأ، وبالتالي انّ الاحتفال سيحصل في لبنان".

وختم الراهب الكبوشي شربل رزق حديثه لموقع LebanonOn بتأكيده انّ "هذه الخطوة لن تأخذ الكثير من الوقت وقد نصل الى تحديد التاريخ في خلال شهر من الآن، وبإعتقادي انّ التاريخ سيحدّد في شهر حزيران او بعده".

 

نبذة عن العذابات التي تعرّض لها الأبوين توما صالح وليونار ملكي

في خلال الحرب العالميّة الأولى التي شهدت اضطهاد المسيحيّين، أُلقي القبض على الأب ليونار الذي التزم بعيش رسالته المقدّسة في ماردين التركية، بعدما حاول إنقاذ الراهبات، ورفض الرحيل متأثّرًا بأحد الكهنة الطاعنين في السن الذي خاف من أن يُترك وحيدًا في مواجهة مضطهدي المسيحيّين.

واخذ المضطهدون يلطمونه، وينتفون لحيته، ثمّ جلفوا أظفاره عن أصابعه، وعلّقوه منكوسًا، وتناوبوا في ضربه بالسياط والعصي، ثمّ أخرجوه ودعوه دعًّا إلى أسفل، وكانوا يقولون له: "ادع فرنسا لتستعجل في إنقاذك من يدنا، صِح بالراهبة لتأتي وتسلّيك، انتدب أصحابك ليخلّصوك"، لكنّ ليونار التزم السكوت، الى أن سيق مع حوالي 417 مسيحيًّا إلى أرض قاحلة على بعد 4 ساعات من مدينة ديار بكر التركية وجرى اعدامهم على دفعات في 15 حزيران 1915.

أمّا الأب توما صالح، فنُفي من ديار بكر إلى أورفا حيث استقبله كاهن أرمنيّ وأنقذه من محاولة قتله، ما جعله مستعدًّا للموت من أجله. وبعد مرور أشهر عدّة، أُلقي القبض عليه وعلى عدد من الكهنة في الدير، وتعرّضوا لأقسى أنواع العذابات، فقضى الأب الكبّوشي منفيًّا، بعد إصابته بداء التيفوس، الى ان استشهد في 18 كانون الثاني 1917.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا