عقوبات "البطة العرجاء".. محاولة لتسليف إسرائيل المزيد؟

خاص ON | بشرى جميل | Saturday, November 7, 2020 9:58:00 AM

وكأن مشاكل لبنان لا تكفيه حتى تعود العقوبات الاقتصادية الاميركية على الساحة و"تعرقل" من جديد كلّ ايجابية تلوح في الافق. "طارت" حكومة السفير مصطفى اديب بعد العقوبات التي فرضت على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. واليوم، وفي ظلّ مشاورات و"اخذ وردّ" لتشكيل حكومة جديدة، عقوبات اقتصادية طالت رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، فما الرسالة؟

‎موقع LebanonOn  تواصل مع الاستاذة في العلاقات الدولية ليلى نقولا، التي اكّدت انّ الادارة الاميركية استعجلت بقرار فرض العقوبات، موازية هذا الموضوع بـ"شعور الادارة الاميركية بسقوطها قريباً، خصوصاً مع التقدّم الواضح للمرشح الديمقراطي جو بايدن على حساب الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الاميركية، اي قد يكون هناك تغيير في الادارة الاميركية."

‎وشرحت نقولا انّ "للادارة الحالية مدّة قصيرة، تصل إلى 20 كانون الثاني فقط، قبل استلام جو بايدن الادارة الاميركية في حال فوز الاخير."

‎واعتبرت انّه وعلى الرغم من انّ "الرئيس الحالي الذي خسر انتخاباته بات بالمعيار الاميركي كـ"البطة العرجاء" اي لا يستطيع القيام وتحقيق الكثير، إلاّ انّ ترامب وادارته قد تصرّان على محاولة تحقيق مكاسب  لاسرائيل لم تستطع تحقيقها قبل انتهاء الولاية.

‎واشارت الاستاذة في العلاقات الدولية إلى انّ العقوبات التي فرضت على النائب باسيل سيكون لها وقع صارم على تشكيل الحكومة ومفاوضات ترسيم الحدود، معتبرةً ان كلاّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب باسيل سيتشددان بشكل اكبر ولن يتراجعا ولن يغيّرا بمواقفهما. وقالت: "رئيس الجمهورية لن يسمح بإعادة الوضع المسيحي إلى ما كان عليه في التسعينات من القرن الماضي، عندما كان يعتبر المسيحيون "مثل اهل ذمة" وان يختار احد لهم وزراءهم في الحكومة".

‎واكّدت نقولا انّ لباسيل الحقّ بتقديم شكوى امام الخزانة الاميركية  لرفع هذه العقوبات علماً ان موضوع باسيل هو بحت سياسي وليس قانونيًا ويرتبط بالادارة الاميركية الجديدة التي قد تعتمد الدبلوماسية أكثر من الادارة الحالية، كاشفة ان بنوكا لبنانية كانت قد رفعت شكاوى على وزارة الخزانة الاميركية لإدراجها من ضمن العقوبات وربحت، وبالتالي تمّت تبرئة بعض البنوك من اتهامات دعم الارهاب التي كانت وزارة الخزانة الاميركية حاولت بحجتها فرض العقوبات.

‎من جهة اخرى، اعتبرت نقولا انّ نتائج الانتخابات الاميركية لن تؤثر على ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، مؤكدة انّ كلاً من ترامب وبايدن يدعمان اسرائيل، وقد حصل الاخير على 77 بالمئة من اصوات اليهود في اميركا. امّا عن المفارقة بين الطرفين، فقالت: " الاختلاف بين المقاربتين هو من يخدم اسرائيل اكثر ايهما افضل لمصلحة اسرائيل؟ هل لمصلحة اسرائيل اقامة الدولتين والسلام، بحسب الديمقراطيين، ام الافضل لانتعاش الكيان الاسرائيلي سحق الفلسطينيين والعرب واعطاء ترامب "كل شيء" لاسرائيل؟"

‎وختمت: "اعتقد ان اتجاه بايدن سيكون نحو التعاون مع الدول الاوروبية وغيرها واستخدام الامم المتحدة والاطر القانونية بدلاً من التفرّد والعقوبات الاقتصادية والضغوط القصوى التي كان يمارسها ترامب والتي لم تحقق ايا من اهدافها".

‎لا لم تكن هذه العقوبات وليدة اللحظة، ولم تكن مفاجئة. فلطالما كان اسم باسيل متداولاً "صحفياً" مع كل رزمة عقوبات على لبنان. ولكن كيف ستنعكس على الساحة المحلية وهل يحتمل لبنان مزيدا من الضغوط؟

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا