بشرى جميل
ثلاثة اشهر مرّت على انفجار مرفأ بيروت ولم تنشف دموع اللبنانيين بعد. انفجار دمّر احلام الشباب اللبناني بمستقبل في وطنهم، تماما كما دمّر عاصمة افتخر اللبنانييون بها. انفجار كسر ما تبقى من امل لدى الجيل الشاب، وقضى على تعب كبارنا، بثوان.
كارثة انفجار المرفأ لم تنته بعد، فشظاياها لا تزال تضرب كل حائط وكل حجر في العاصمة، كما تصيب قلوب اللبنانيين، لتذكرّهم بوطن "راح وما شكلو رح يرجع".
فجرّت الفاجعة قصصاً كثيرة، فكان لكّل منّا رواية تظهر حجم الدمار المعنوي اوالجسدي، وها هي قصة مغترب لبناني، "طار تعبه وجنى عمره" مع انفجار نيترات الامونيوم.
انطوني كرم، شاب لبنان قضى 5 سنوات في دبي، عمل بجهد وتعب لتحقيق حلمه، وهو افتتاح مطعم في لبنان. وفي حديث لموقع LebanonOn، قال انطوني: "سافرت لـ 5 سنوات تقريبا وبقيت في دبي، وبدأت مسيرتي المهنية من الصفر، بهدف التأسيس وتحقيق حلمي، المطعم". وتابع: "أخدولنا ياه هيك، بيوم واحد كلشي راح".
بحرقة قلب، اخبر انطوني انّه بقي في لبنان لمدة سنة ونصف، عمل فيها على افتتاح مطعم "بيت كرم" في الجميزة وتجهيزه بكل ما يلزم، إلاّ انّه "لم يتهنّ به". فكانت اوّل 8 اشهر على حدّ قوله "تمام"، حتى بدأت ثورة 17 تشرين، وجاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلّة، امّا الانفجار فأطاح بالحلم نهائياً.
وكشف انطوني انّه ترك لبنان وعاد إلى دبي، مستاء لما آلت إليه الامور، فبعد ان فتح "باب رزقه في بلده وتعب"، للأسف كان عليه العودة وقال: "عنجد شي ببكي".
وبالرغم من الجرح الكبير الذي اصاب انطوني عند رؤيته حلمه وتعبه مدمرين، اكّد ان افتتاح المطعم من جديد يبقى هدفه، إنمّا بات هدفا يعمل عليه في بلاد اخرى. واشار إلى أنّ الانسان ولو عاش سنوات في الغربة، يبقى ضيفاً في بلاد الاغتراب. أمّا عن العودة إلى لبنان والعيش في الوطن، فأوضح الشاب انّه مصدوم بما حصل، وانه لم يتقبّل حتى اللحظة الدمار الذي لحق بشقائه، مستبعدا العودة في الوقت الحالي، فلا استقرار في لبنان، على حدّ قوله.
امّا عن التعويضات، فأكّد انطوني أن شركات التأمين لم تعترف بما حصل: "التأمين ليس ضدّ الحرب"، لافتاً إلى انّ احدا لم يدقّ بابه او يؤمّن له اي تعويض، ومستبعدا ان يحصل هذا الامر.
جنى عمره طار بثوان، ودمّر بصوت قوي، إلاّ انّ الحلم لم يمت. لبناني جديد يعود إلى الغربة بعد ان كسرت الدولة امله واطاحت به، وغيره كثيرون يهاجرون. "لمين باقي لبنان"؟