بشرى جميل
6 دولار على الواتساب كانت كفيلة بإشعال الطرقات والانتفاضة في لبنان. 6 دولار أضرمت النار في نفوس اللبنانيين ودفعتهم للثورة على السلطة الفاسدة، والسارقة وعلى المنظومة الحاكمة منذ سنوات طويلة.
ثورة 17 تشرين خمدت، من دون عودة. انسحب الثوار من الساحات، محققين انتصارات خفيفة لم تستكمل، فالفساد كان اكبر واقوى، وتفشيه كان اوسع، اوصل بلبنان إلى حافة الانهيار.
كورقة نعي، تطّل نشرات الاخبار اليومية لتضيف مآس جديدة على اللبنانيين، وتبشرهم بمصائب جديدة آتية لا محالة. وها هو رفع الدعم آخرها. فأين الثوار؟ وأين نبض الثورة؟
اعتصام بسيط متواضع ظهر على جسر الرينغ ليل الأول من أمس، إلاّ انّ "المسبحة لم تكرّ"، فانتهى الاحتجاج بعد دقائق، وعاد الثوار إلى منازلهم من دون ان يلقوا اي تأييد من الشوارع الصديقة.
موقع LebanonOn تواصل مع عدد من الثوار، الذين لم يغيبوا عن ساحات 17 تشرين، سواء في وسط بيروت او في جلّ الديب. فأكد الناشط البيروتي سمير سكايني انّ "الدعوات إلى النزول إلى الشوارع ستتوالى، إلاّ انّ الأمور حالياً تدرس". سكايني اعتبر انّ "السلطة والحكومة تضع المواطنين وجهاً لوجه فيما خصّ موضوع رفع الدعم، إذ تصوّر للمواطنين انّ هناك حلّان لا ثالث لهما، وهما إمّا حماية الودائع او الابقاء على الدعم". وقال: "الحكومة تتنصل من مسؤوليتها وتضع المودعين بوجه الطبقة الفقيرة المحتاجة إلى الدعم".
أمّا الناشط شربل قاعي، فوصف ثورة جلّ الديب بالقنبلة الموقوتة، وقال: "في حال رفع الدعم فلكّل حادث حديث". قاعي اكّد انّ الثوار على تواصل مستمر وانّ العمل من اجل بناء لبنان افضل لم يتوّقف، إلاّ انّ "النزلة والطلعة" من الشارع لا تفيد بل تضّر.
واوضح في حديث لموقعنا انّ الامور اللوجيستية متوفرة، إلاّ ان الثوار بانتظار تحرّك المواطنين والشعب وبانتظار قرار واضح من اللبنانيين، فإمّا يريدون التغيير ام لا. وقال: "بس ننزل مش رح نطلع، نازلين وباقيين ومستعدين نموت، ومش ناطرين كلمة من حدا، لا سامي الجميّل ولا سمير جعجع ولا ميشال عون".
ودعا الناشط المتني المواطنين إلى المشاركة وإلى ظهور وجوه جديدة في الثورة كاشفا ان التحركات المقبلة ستكون "بوقتها" وستكون موّجهة اكثر.
قاعي من جهة اخرى، تحدّث عن المشكلة المهمّة التي تعيق تحرّكات الثوار، والمتمثلة بفيروس كورونا لافتاً إلى انّ الفيروس ليس مزحة والمواطنون معرّضون للخطر وهم خائفون".
مع اقتراب عام 2021، بات رفع الدعم امراً جدياً، وموضوعاً اساسياً على الساحة اللبنانية. فهل سيشعل الشوارع من جديد، وهل ستكون دافعا جديدا لثورة "كانون الاوّل"؟