جويل بو يونس - الديار
عمليا انتهت عطلة عيد الفطر الا ان العطلة السياسية ومعها الحكومية يبدو انها لم تنته بعد ولا مؤشرات توحي بانفراج قريب اذ اكدت معلومات خاصة للديار ان ما يحكى عن عودة الاتصالات الحكومية بعيدا عن الاضواء لايجاد مخرج للمأزق الحكومي لا يعدو كونه «اتصالات نظرية» فيما لا شيء عمليا على ارض الواقع.
ففيما لا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري يواصل اجازته الخارجية ، تضاربت المعلومات حول امكان عودته قريبا او بقائه لمدة اسبوع في الخارج، حيث سينتقل من الامارات الى دول اخرى حيث يعقد لقاءات هامة، الا ان مصادر بارزة اكدت ان ما حكي عن بقاء الحريري لاسبوع في الخارج غير دقيق، وعودته مرتقبة بالايام القليلة المقبلة، مرجحة امكان زيارته مصر بعد اتصال سامح شكري الاخير به او باريس اذا نجح في تأمين لقاء مع الرئيس ماكرون علما ان هذا الامر مستبعد.
وفيما رفضت مصادر مقربة من الحريري الكشف عن طبيعة اللقاءات التي قد يعقدها الحريري في الخارج، اعتبرت ان ما سرّب سواء من فريق رئيس الجمهورية او من مصادر القصر الجمهوري عن ان الرئيس عون لم يطلب اعتذار الحريري هو امر ايجابي يُبنى عليه.
ولكن هل سيزور الحريري بعبدا فور عودته حاملا تشكيلة جديدة؟
على هذا السؤال ترد المصادر المقربة من الحريري بان هذا الاحتمال وارد، ولكن المسألة تحتاج ان تسبقها اتصالات وتهيئة ارضية، اي باختصار انه في حال اقدم الحريري على تقديم تشكيلة من 24 وزيرا فالمهم الا يتفاجأ بعرقلة جديدة من الرئيس عون بحسب المصادر.
وعمّا اذا طويت صفحة الاعتذار نهائيا؟ تجيب المصادر ان خيار الاعتذار موجود لكنه ليس الاولوية اليوم، خصوصا في ظل رفض الجمهور السني ورفض القوى السياسية الداعمة للحريري لهكذا خيار اي حزب الله والرئيس بري وايضا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
اما على خط بعبدا، فتجدد مصادرها التأكيد ان أحدا لم يطلب اعتذار الحريري انما الاسراع في التأليف، اما عما حكي عن مبادرة قريبة سيطلقها رئيس الجمهورية اذا استمر المأزق الحكومي، فتشدد المصادر على انها قد تتبلور بالساعات المقبلة.
وفي هذا الاطار، كشفت مصادر مطلعة ان رئيس الجمهورية يدرس خيارات عديدة من بينها توجيه رسالة الى المجلس النيابي لعرض الوضع القائم خصوصا في ما يتعلق بفترة التأليف والتكليف، الا ان المسألة ستتبلور في ضوء الاتصالات التي يجريها، علما ان الرئيس عون كان وجّه رسالة الى الرئيس الفرنسي عبر السفيرة ان غريو يشرح فيها الواقع اللبناني والحكومي.
هذا في بعبدا، اما في عين التينة التي شهدت بالساعات الماضية على اتصال من الرئيس عون بالرئيس بري تهنئة بالعيد، فيؤكد مصدر مطلع على جو عين التينة ان الاتصال لم يدخل بتفاصيل الحكومة الا من باب وجوب الخروج من المأزق ولم يخرج عن اطار «اتصال التهنئة العادي».
وتعليقا على ما يحكى من ان بري سيجري اتصالات وقد تكون له مبادرة، اكد المصدر انه مستعد دائما للمبادرة ومسعاه اصلا قائم وكذلك مبادرته مستمرة، الا ان الجميع يعلم اين اصطدمت، غامزا من قناة بعبدا.
اما عن احتمال توجيه رئيس الجمهورية رسالة الى مجلس النواب، فيعلق المصدر بالقول: «وشو النفع؟» ليضيف: «حتى لو حصل ذلك فالرسالة تبقى بلا مفعول على ارض الواقع».
وعليه يختصر مصدر مطلع على جو 8 اذار المشهد بالقول: «لا مبادرات ولا شيء جديد».
اما عن امكان ان يكون الرئيس نجيب ميقاتي البديل عن الحريري فيؤكد مصدر مطلع على جو حزب الله، ان الامر غير مطروح والحريري لن يعتذر، نافيا ما حكي عن حصول لقاء بين باسيل والحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا وان يكون باسيل قد طرح خلاله ايجاد بديل عن الحريري مؤكدا ان موضوع الحريري محسوم وباسيل لم يطرح شيئا في هذا الاطار.
وفي هذا السياق، وعلى الرغم من نفي المقربين من ميقاتي نيته ان يكون بديلا عن الحريري، فقد كشفت مصادر بارزة تمكنت من التواصل بالايام الماضية مع ميقاتي انه لا يرفض ترؤس حكومة لا بل هو مستعد، لكنه لا يريد ولا يرغب ان يترأس حكومة من دون موافقة الحريري ومعه رؤساء الحكومات السابقون وكذلك دعم مختلف القوى السياسية وهذا غير متوافر راهنا، ولا سيما ان ليس هناك من اعتذار للحريري.
باختصار كل ما يحكى عن وساطات وحركة ومبادرات لا يعدو كونه « تعبئة للفراغ بالوقت الضائع»، فالامور الحكومية تراوح مكانها لا بل «كرمالنا لورا» كما يختم مصدر مطلع جدا على كواليس المفاوضات الحكومية.