تحذيرات "بالجملة" تعلو مؤخرا في لبنان، وانذارات تطلق صفاراتها يوميا منذرة بالكارثة الوشيكة التي قد ترزح تحتها "سويسرا الشرق": الانهيار المدويّ اقترب. فمن دولار السوق السوداء إلى "لولار المصارف" والليرة اللبنانية منتهية الصلاحية، بات "الفريش دولار" هو الحلّ.
ومن هنا، ينتظر اللبنانيون دولارات المغتربين والسواح كخشبة خلاص، في محاولة لإعادة تعويم البلد بالعملة الصعبة ومواجهة الازمة الحاصلة. ولكن "الانهيار اسرع".

في جولة على بعض المناطق، وعلى الرغم من الازمة الخانقة، يبدو انّ "القطاع السياحي بخير"؛ إذ كشف احد اصحاب المطاعم في منطقة البترون انّ الموسم حافل ويعود عليه بالربح كثيرا، قائلاً: "كلّو Full، والسنة احسن سنة". وكما في البترون، مناطق اخرى شهدت بداية صيف عامرة، كالجميزة، بادارو، جبيل وغيرها: "السواح تملأ المحال ولكن".

لبنان بات من الارخص لمن يملك "الفريش"، ولكن هل هذه الدولارات "قمحة ام شعيرة" للبنانيين؟

موقع LebanonOn تواصل مع الخبير الاقتصادي عبودي خزعل، الذي تخوّف من ما يحصل، وتوّقع الانهيار التام في حال استمر الوضع على "هذا المنوال". خزعل شرح، انّه وعلى الرغم من ارتفاع هامش الربح "بالليرة اللبنانية" لأصحاب القطاعات السياحية، إلاّ انّ هذا الربح مرتبط بالدعم، معتبرا انّ فاتورة الدعم ترتفع خصوصا مع زيادة الانفاق، الامر الذي يجب ان يتوّقف.

وحذّر خزعل قائلاً: "وصلنا إلى مرحلة صعبة جدا، وفي كلّ خطوة ستتخذ وجع للبنانيين"، داعيا الحكومة اللبنانية إلى اعتماد البطاقة التموينية بأسرع وقت، لوقف "دعم الانفاق".

وكشف خزعل عن توّقف غالبية بنوك المراسلة عن الشراكة مع لبنان، لافتاً إلى انّ البنك الذي لا يزال يتعامل مع المركزي وجّه رسالة تحذير وإنذار: إمّا رفع الدعم او ايقاف الشراكة. ونبّه خزعل إلى خطورة المرحلة قائلاً: "الوقت ليس لصالحنا، وما يحصل حصار كبير، والحكومة ترفض ان ترفع الدعم، لكي لا يتحمّل اي من مسؤوليها الغضب الشعبي"، مجددا دعوته إلى اقرار البطاقة التموينية فهي اساسية، ولكن "العبرة بالتنفيذ" بحسب قوله.

إذا، الاستهلاك والانفاق "ماشي على ضهر الدعم". السياحة “تمام” الى حين، والانهيار خلف الباب. فهل من يسمع؟